براقش نت - أوضح سعيد عبد الجمحي الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية أن تنظيم القاعدة لجأ إلى تكتيك حرب العصابات والكر والفر وتنفيذ عمليات اغتيال طالت العشرات من ضباط الأمن السياسي، كون ذلك بنظر التنظيم بديلاً شرعياً ووحيداً لمواجهة من يصفهم بعملاء أميركا. وقال الجمحي ل"أخبار اليوم" إن القاعدة في أدبياتها ترتكز على أن منهج الاغتيالات هو الوسيلة لتحقيق رؤيتها بأنها هي من بمقدورها تطبيق الشريعة الإسلامية. وحول صمت الأحزاب والمنظمات السياسية عن حوادث الاغتيالات التي حصدت 62 شهيداً من الأمن السياسي، رفض الجمحي التعليق مكتفياً بالقول صمت إن أية جهة إزاء أي حادث قد يفسر تشكيكاً في وضعية هذه الجهة أو أنها ليس لها دور، مشيراً إلى أنه من أمنياته حالياً أن تتحقق تسوية سياسية بين الأطراف السياسية في البلاد وفي ظل هذا يمكن تجاوز أو السكوت عن بعض سيئات هذه الأطراف ما لم تبلغ مستوى لا يمكن السكوت عنه. ولفت الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية إلى أن البلاد تشهد الآن هيجاناً إعلامياً وخلطاً للأوراق يورث الصراع ويزيد الأمور تعقيداً. وحسب سعيد عبيد الجمحي فإن الوضع العام باليمن لايزال غير داعم لمتطلبات الاستقرار وقال إن هناك أطرافاً لا يمكن لليمن أن تستقر في ظل وجودها وإن كانت كل الأطراف مجمعة على خطورة القاعدة وبالتالي حسب عبيد سيظل سيناريو الاغتيالات مستمراً. ونوه عبيد الجمحي إلى أن هناك أطرافاً في اليمن تخطط للاستفادة من كل ثغرات البلاد، لافتاً إلى أن ظاهرة الاغتيالات الأليمة ممنهجة لدى القاعدة غير أن هناك أطرافاً تريد الاستفادة منها، مستدركاً بأن حوادث اغتيال بعض الشخصيات لا يمكن أن نجزم ونحمل مسؤوليتها القاعدة، حيث كثرت الادعاءات لدى البعض بأنهم مستهدفون من القاعدة وخاصة في الأيام والأخيرة، أصبح الأمر وكأنه موضة حسب وصفه مؤكداً أن القاعدة لو أرادت الوصول إلى الشخصيات السياسية فهذه الشخصيات أقل تحصيناً ويسهل الوصول إليها عكس القيادات الأمنية والعسكرية. وهنا يرى الجمحي أن القاعدة لا تستهدف المسؤولين السياسيين أو الوزراء والمحافظين وغيرهم، موضحاً أن حديثه ليس نفياً لأحداث من غير المحتمل وقوعها ولكن القاعدة حتى الآن لا تستهدف الشخصيات السياسية. وقال إنه لا يمكن أن نتصور أن هناك وطنياً سوياً يجعل من منهجه الاستفادة من قتل الآخرين "لكنها السياسة" حسب قوله، مشيراً إلى أطراف قال إنها تستفيد من عملية الاغتيالات التي تطال ضباط الأمن السياسي. ولفت إلى أن النزاعات السياسية والرغبة في تحقيق أهداف في مرمى الخصم أحياناً تجعل أطرافاً سياسية تحاول الاستفادة من الاغتيالات ومن ملف التوتر الأمني.