استبعد الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد عبيد الجمحي أن يكون تنظيم القاعدة وراء عملية الاغتيال التي استهدفت موظفاً في السفارة الأميركية بصنعاء، كلف مؤخراً بالتحقيق في حادثة اقتحام السفارة الأميركية في 13 سبتمبر الماضي أثناء تظاهرة احتجاجية على الفيلم المسيء للإسلام والرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الجمحي في تصريح ل"أخبار اليوم" إن القاعدة حالياً في حالة ضعف ولا يمكنها تنفيذ عملية الاغتيال بتلك الجرأة التي جرت بها العملية، حيث تم اغتيال "قاسم عقلان" الذي يعمل مترجماً ومنسقاً في وحدة الأمن بالسفارة والجهات الحكومية ومسؤول التحقيقات بسفارة واشنطنبصنعاء، وذلك من قبل مسلحين مجهولين أطلقوا عليه النار بالقرب من منزله في شارع الستين غرب العاصمة صنعاء أمس الأول الخميس، مشيراً إلى أن القاعدة ليست الطرف المستفيد من اغتيال "عقلان" ولو أرادت اغتياله لنفذت ذلك في السابق. وقال عبيد إن القاعدة قد تكون هي المعنية أولاً فيما يخص السفارة الأميركية والعاملين فيها ومصالح أميركا وقد تكون هي المتهم الأول على اعتبار أنها التنظيم الذي أعلن عداءه وحربه الشاملة على الأميركيين والحكومة اليمنية أيضاً.. إلا أنه فيما يخص اغتيال شخصيات يمنية عاملة في السفارة الأميركية يعتبر تحولاً جديداً حسب سعيد عبيد الجحمي، منوهاً إلى أن القاعدة لو أرادت اغتيال "عقلان" لفعلت ذلك منذ سنين، حيث أنه يعمل في السفارة منذ ما يقارب العشرين عاماً. وأشار إلى أن الموظفين المحليين في السفارة الأميركية متواجدون في كل السفارات بكل الدول ولن يسبق للقاعدة أن استهدفتهم، منوهاً إلى أن عمليات اغتيال شخصيات يمنية في سفارة واشنطن قد تتمدد إلى أطراف أخرى، لأن المستفيد منها ليس القاعدة بل المستفيد من عملية اغتيال عقلان قد تكون أطراف أخرى تدرك أن أصابع الاتهام ستوجه إلى القاعدة التي هذه الأيام صامتة، حيث لا بيانات لها ولا أي ظهور إعلامي، كما لم تتبنى العمليات السابقة لها حسب عبيد، مصنفاً أن ربما هناك طرفاً آخر مستفيد من علاقة العداء بين أميركا والقاعدة. ولفت إلى أن هناك طرفاً معلناً عنه كان يقود المحتجين الذين اقتحموا سفارة أميركا بصنعاء وأعلن عدائه لأميركا وهو لم يباشر من قبل أي عمل عسكري أو أي عمل في ملف الاغتيالات. وأشار إلى حادثة اغتيال الفقيد/ عبدالله الأشول أحد أهم القيادات الأمنية المسؤولة عن التحقيقات في جريمة السبعين، إلى أنه يمكن أن تكون هناك أطراف تحاول خلط الأوراق للاستفادة منها. وقال الجمحي خلال تصريحه للصحيفة إن هناك مؤشرات تشير إلى أطراف وجهات أخرى قد تستفيد من هذه الاغتيالات التي تجري ولا يمكن تحميل القاعدة ما يحدث الآن من اغتيالات لشخصيات أمنية، وكذا فيما يخص موظف السفارة الأميركية حيث هناك أطراف أخرى مستفيدة من اغتياله وكما هو الحال في قضية اغتيال العقيد/ الأشول إذ يمكن لأطراف غير القاعدة يمكن أن تستفيد من ذلك. وقال الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية إن القاعدة لازالت تستطيع أن تتمدد ولها عمليات ميدانية وتستطيع تنفيذ عمليات بالواقع وصمتها قد تعقبه عاصفة من العمليات الإرهابية، مستدركاً بأن القاعدة ليس لها القدرة على الوصول لأماكن حساسة ولا سيما أنها تعاني الآن من ضعف داخلي والضعف الإعلامي، مشيراً إلى هناك "أطراف أكثر تحرراً في تحركات القاعدة وتسيطر على مناطق كثيرة يمكن لها أن تلعب دوراً عسكرياً خفياً ولا سيما فيما يخص استهداف موظف السفارة الأميركية. واعتبر تحميل كل العمليات للقاعدة نوعاً من المجازفة، حيث أن القاعدة سوف توفر طاقتها لأهداف تستفيد منها أكثر.