"أوبا غانغام ستايل"، بهذه الكلمات التي حفظها الشباب وأخذ يرددها العالم، أطل المغني الكوري الجنوبي "ساي" بأغنيته المصورة "غانغام ستايل"، التي برز فيها من خلال استخدامه للألوان المبهرة وحركاته الرشيقة والمضحكة، خاصة رقصته الشهيرة المستوحاة من أسلوب الفرسان في امتطاء الخيول، ليسخر بها من الأغنياء وحياتهم المترفة، ويحقق نقلة نوعية في تاريخه الفني في غضون أشهر قليلة، ودخلت أغنيته موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بعدما حققت رواجاً عالمياً بأكثر من 850 مليون مشاهدة عبر موقع "اليوتيوب"، والتي لاقت نجاحاً في أمريكا وآسيا وأوروبا متخطياً أغنية "بايبي" للمغني الكندي "جاستن بيير" بأكثر من 40 مليون مشاهدة، كما نالت إعجاب المشاهير حول العالم من خلال تقليدهم لها على المسارح والعروض التلفزيونية وترديد كلماتها، على الرغم من أدائها باللغة الكورية . ربما لم يتوقع المغني الكوري نفسه ما سوف يحققه من نجاح منقطع النظير بسبب تلك الأغنية، إلا أن تميزه وانفراده بالأسلوب الساخر المصحوب بالموسيقا الممزوجة بقفزاته الرشيقة، التي أداها رغم جسمه الممتلئ، كانت وراء اكتساح أغنيته أوساط الشباب في العالم وتفوقه على أكبر المغنين العالميين، الذين لم يجدوا حرجاً في اتخاذ رقصته موضة جديدة ليؤدوها خلال ظهورهم المتكرر على الشاشات والمسارح وحفلاتهم الموسيقية، بل والاستعانة به في بعض الأحيان للاستفادة من جماهيريته الواسعة . استهل ساي أغنيته بكلمات كورية تسخر من الشباب الثري الذي يتخذ من مظاهر الترف وسيلة لتهافت الفتيات عليه، وأشار تحديداً إلى نمط الحياة بحي "غانغام" الشهير فى العاصمة الكورية "سيول"، والمعروف بثراء سكانه وسياراتهم الفارهة وركوبهم للخيل . كما شملت السخرية أسلوبهم فى ارتياد أحواض السباحة الفخمة والجلوس داخل غرف "الساونا"، وغيرها . . كما أخذ يحكي عن مطاردته لإحدى فتيات الطبقة البرجوازية، كمحاولة منه لإثبات أنه الرجل المناسب لها، على الرغم من فقره، معتمداً على مهاراته وذكائه وتفوقه على شباب "غانغام ستايل"، خاصة في آخر لقطة من الأغنية المصورة، التي تُظهر مباراة صغيرة بين ساي وأحد هؤلاء الشباب الذي يظهر بزيه وحذائه الأصفر المثير للضحك . يبدأ المشهد باستعراض مهارتيهما بالرقص وينتهي بانتصار ساي بفضل رقصته الساخرة من غريمه ومن الوسط الذي يعيش فيه، بينما لم يستطع هذا الأخير أن يجاريه في مهارته، إلى أن ترك الساحة ليهرب داخل سيارته الفارهة . تلك المنافسة أشارت إلى أن تقييم الشاب لا يتم بناء على ما يملك من أموال أو ما يرتدي من ملابس راقية، وإنما من خلال مهارته والثقة بالنفس، وهو ما استطاع أن يقدمه ساي ببراعة ممزوجة بخفة شبابية وموسيقا وأداء مصحوب بقفزات "مجنونة" لا مثيل لها، لينال إعجاب الملايين من الشباب حول العالم، إذ لم يخل احتفال أو تجمع شبابي من هذه الرقصة المحببة إلى قلوبهم، والتي أضافت شيئاً جديداً إلى عالمهم الذي بدأ يتخلله الملل من رموزه الحاليين . منذ البداية لفت ساي بأغنيته أنظار الكوريين، واستطاع منذ الشهر الأول لإصدار الأغنية على الساحة أن يفوز بالمركز الأول في البرنامج الكوري الشهير "KBS 2TV" كأفضل أغنية، وبحلول أغسطس الماضي بدأت وسائل الإعلام العالمية الانتباه إليه بسبب الضجة التي أحدثها بين أوساط الشباب الكوري، حيث وصفتها الكثير من الصحف والبرامج والشبكات التلفزيونية الأمريكية والأوروبية "بالأغنية التي لا يمكن إيقافها"، وكذلك تم تصنيفها كأفضل أغنية كوميدية في الكثير من استطلاعات الرأي . ومازالت أعداد محبي هذه الرقصة في تزايد وقد اقتربت من رقم المليار مشاهد عبر "اليوتيوب"، ما يخولها أن تكون سابقة لم تشهدها الأوساط الفنية من قبل . في المقابل مازال ساي يتمتع بحضوره الدائم في أشهر البرامج التلفزيونية العالمية، والتي لا تخلو من أدائه لرقصته التي لا يمل منها الجمهور حتى الآن، حيث حصل بها على جائزة أفضل أغنية مصورة في حفل الموسيقى الأوروبية "MTV" الذي أقيم في فرانكفورت أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فضلاً عن تلقيه آلاف العروض لإحياء الحفلات في جميع دول العالم، وتهافت الكثير من نجوم هوليوود عليه والظهور إلى جانبه في كثير من الفعاليات لتحقيق المزيد من الشهرة على حساب جماهيريته الطاغية والسريعة، ليصبح ظاهرة أثرت وبسرعة كبيرة في الوسط الفني الأمريكي والتي ستظل آثارها ممتدة لفترة طويلة . كما تخصص له شبكات الأخبار العالمية والمجلات المتخصصة والإلكترونية مساحات خاصة لأخباره وأنشطته بشكل يومي، ويقول الكثير من النقاد إن الأغنية أصبحت معبرة عن جيل جديد من موسيقا "الهيب هوب" الكورية التي ينتمي إليها ساي، بينما تعرضت الأغنية لبعض الانتقادات، حيث اتهمها البعض بأنها لا تمت بصلة لذلك النمط من الموسيقا الذي ما زال محافظاً على بعض القيم التي لا يجوز أن تتخللها الكلمات الركيكة أو السخرية الزائدة على الحد كما فعل ساي في أغنيته . ولعل الانفراد والتميز للمغني البالغ من العمر 34 عاماً، جاء من هنا ومن خلال تحديه لنفسه بعد أكثر من 14 عاماً من الغناء، محاولاً إثبات ذاته عبر نمط حديث ورقصة جديدة أبهرت العالم وأغنية تحمل كلماته وألحانه، ليكون المخرج الذي صنع انفراداً صار موضة بحد ذاتها يتخذها الملايين من الكبار والصغار حول العالم . بفضل انتشار الأغنية الواسع بين أوساط الشباب، أصبح العديد من المشاركين في مسابقات الغناء حول العالم، يقومون بأداء رقصة "غانغام ستايل" لكسب إعجاب وتصويت الجمهور، كما يتم محاكاتها بجميع لغات العالم من خلال أغنيات مصورة بهدف ترجمتها أو بغرض تقليدها في السخرية أيضاً، فضلاً عن اتخاذها رقصة أساسية في جميع المناسبات والاحتفالات الموسيقية الشبابية، كاحتفالات مدرسة أيتون الشهيرة ببريطانيا واحتفالات طلاب الكثير من طلبة الجامعات الأمريكية، كجامعة كاليفورنيا، التي خصصت الكثير من الفعاليات لأداء تلك الرقصة، كذلك قام العديد من الشباب حول العالم بتصوير آلاف الفيديوهات التي تظهرهم يؤدون رقصتهم المحببة في مدارسهم وبيوتهم ووسط أصدقائهم وحتى على أرصفة الشوارع بين المارة . كما أصبحت أداة تعبير سياسية حينما أداها المعارض الصيني "أي ويوي" للمطالبة بحرية التعبير في بلاده، إضافة إلى دورها الترويجي الذي تأثرت به "منظمة السياحة الكورية"، حينما نظمت احتفالات ليوم واحد بهدف تنشيط السياحة أطلق عليه "يوم واحد في جولة غانغام السياحية"، حيث قامت فعاليات ذلك اليوم بأداء ال "غانغام ستايل" في مراكز التجميل والمنتجعات والمقاهي الفاخرة ومراكز التسوق والنوادي والملاهي الليلية . وامتدت لتشمل الكثير من الرياضيين، إذ أصبحت الرقصة تعبيراً عن فرحتهم بعد فوزهم بكل مباراة أو حين تسجيلهم للأهداف . رغم بساطة الأغنية وخفة ظلها، فإن ساي عانى كثيراً ليخرجها للجمهور بالشكل اللائق والمتميز من منطلق شعوره بأن تلك هي فرصته التي قد لا تتكرر ثانية . وظل لأكثر من شهر بعد الانتهاء من التسجيل الصوتي للأغنية يعمل مع فريق الإعداد لاختيار وأداء الحركات المناسبة لها، حتى استقر على أداء رقصة مستوحاة من فكرة الفارس الذي يقود حصانه ويرمي الحبل ليصطاد فرائسه . ولكن لم تكن تلك المعاناة الوحيدة التي لاقاها المغني الموهوب، فعلى الرغم من حبه للموسيقى، عانى من التهميش وعدم الاكتراث به لعشرة أعوام، عرفه خلالها الجمهور الكوري الجنوبي بالمغني الكوميدي الذي لا تفارق الابتسامة وجهه والذي يقوم بالحركات البهلوانية أثناء غنائه في عشرات البرامج التلفزيونية . كانت رحلة المغني المخضرم مع الموسيقى طويلة، كما زخرت حياته بالكثير من الأحداث، فقد نشأ في أسرة ثرية، إلا أنه لم يكن محباً للتعليم، وكثيرًا ما كان يشكو زملاؤه ومدرسوه لتسببه في حالة من الانفلات داخل الصفوف الدراسية، وبدأت ميوله الموسيقية، تظهر وهو في الخامسة عشرة عاماً، حين شاهد أداء بعض نجوم موسيقى "الروك" الغربيين خلال برنامج تليفزيوني، وبالفعل لمعت الفكرة في ذهنه وقرر أن يسلك ذلك الطريق، ولكنه لاقى معارضة من أسرته في بادئ الأمر . أرسله والده لدراسة إدارة الأعمال التجارية بجامعة "بوسطن" بالولايات المتحدة، ولكنه سرعان ما فقد اهتمامه بالدراسة لينفق كل أمواله على شراء الأدوات الموسيقية والصوتية، وليتحول إلى الدراسة بكلية "باركلي" للموسيقا بولاية بوسطن أيضاً . ومع رجوعه إلى كوريا واجهته بعض العقبات كان أبرزها في التحاقه بالخدمة العسكرية الإلزامية والتي يقول إنها عطلته عن أداء نشاطه الفني، إلا أنه سرعان ما لمع اسمه مع إصداره العديد من الأغنيات وإحيائه لمختلف الحفلات بجانب ظهوره المتكرر في البرامج التلفزيونية، كما نال جائزة "SBS" للموسيقا الآسيوية عام 2006 عن ألبومه "سا جيب"، ولكن تم منع الكثير من أغنياته التي قوبلت باستياء عارم من الرقابة بسبب إيحاءاتها غير اللائقة، وخلال تاريخه الفني المضطرب قدم مئات الأغاني الشبابية المجنونة، إلا أن "غانغام ستايل" ستظل أهم ما قدمه في حياته على الإطلاق . مشاهير معجبون جذبت أغنية "غانغام ستايل" أكثر الفنانين والسياسيين والمسؤولين شهرة حول العالم، حيث استعانت به المغنية مادونا في إحياء إحدى حفلاتها بمدينة نيويورك لجذب جماهيريته إلى الحفل الذي كان يمتلئ بالآلاف من معجبيه، كما قامت بأداء رقصته الشهيرة إلى جانبه على خشبة المسرح . كما ظهر بجانب المغنية بريتني سبيرز حينما تمت استضافته في البرنامج التلفزيوني "ألين دي جينيريس"، ليعلمها كيفية أداء حركته الشهيرة، إذ بدت غير قادرة على مجاراته في رقصته الصعبة التي يتميز وحده بدقة أدائها . ولعل أبرز المشاهير إعجاباً به مواطنه الكوري الجنوبي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي حرص على استقبال ساي وتكريمه في حفل، وأصر المغني بعدها على تعليم بان كي مون كيفية أداء رقصته . كما قام بأداء الرقصة إلى جانب إريك شميدت الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" والذي لم يخجل حينما رقص بجوار ساي بعفوية شديدة خلال حفل أقامته "غوغل" لتكريمه وتسليمه درع الشركة تقديرًا لمستوى أغنيته الراقي الذي قلب كل الموازين . وكذلك لم تجد الأميرة زارا فيليبس حفيدة ملكة بريطانيا إليزابيث حرجاً في أداء الرقصة بمهارة كبيرة للاستمتاع بها بين الأطفال خلال برنامج "الأطفال المتحاجون" الذي بثته قناة ال "BBC" على الهواء مباشرة . كلمات الأغنية أوبا غانغام ستايل هي الفتاة التي تتمتع بالدفء والانطلاق خلال النهار هي الفتاة الراقية التي تتذوق الحرية بمجرد احتسائها لفنجان من القهوة وهي التي يشعر قلبها بالنشوة ويخفق من شدة السعادة خلال الليل وهي الفتاة المتطورة التي تجمع بين كل هذا أما أنا فأنا الرجل أنا الرجل الذي يتمتع بالدفء والانطلاق مثلك، أثناء النهار وأنا الذي يحتسي قطرات القهوة قبل أن يلمسها الهواء وتبرد وأنا الذي يتفجر قلبه بالنشاط والحيوية والسعادة خلال الليل فأنا الرجل الذي يجمع بين كل ما تحبينه وسيم ومحبوب نعم أنصتي جيداً، فأنا وسيم جداً ومحبوب فهيا لنضع نهاية لهذا أوبا غانغام ستايل هي الفتاة الحالمة الهادئة التي تستطيع أن تمرح وقت المرح وهي الفتاة التي تصفف شعرها وتزينه في الوقت المناسب للانطلاق وهي التي تبدو جذابة في كل الأوقات أكثر من أي فتاة أخرى وهي الفتاة المناسبة لكل الأذواق والتي تجمع كل تلك الصفات وأنا الرجل أنا الرجل الذي يبدو هادئاً ولكنه يستطيع اللعب والمرح وقت اللعب والمرح أنا الرجل الذي يتصرف بجنون وانطلاق حينما يأتي الوقت المناسب أنا الذي يمتلئ عقله بالذكاء والأفكار بدلاً من المظاهر والعضلات وهذا النوع من الرجال وسيم ومحبوب نعم أنصتي جيداً، أنا الرجل الوسيم والمحبوب فتعالي سوياً لنضع نهاية لهذا أوبا غانغام ستايل فأعلى من الرجل الذي يجري، هناك الرجل الطائر فأنا الرجل الذي يعرف شيئاً أو اثنين هل تعرفين عن ماذا أتحدث أوبا غانغام ستايل