أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس، أن التفاوض بشأن تشكيل حكومة انتقالية تهدف إلى إنهاء الصراع في سورية، يواجه عقبات، وندد بموقف مجلس الأمن الدولي من الأزمة في سورية، التي طغت على الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، حيث ترأس وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور بن محمد قرقاش، وفد الدولة في الاجتماع الذي تناول عدداً من القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، فيما طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، بتسليح المعارضة السورية. وقال العربي «بكل أسف فإن فشل جولتي المفاوضات بين الحكومة (السورية) والمعارضة في جنيف، يستدعي منا جميعاً إعادة تقييم الموقف، يبدو أن فكرة التفاوض حول تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة يعترضها الآن العديد من العقبات، ما يدعو إلى القلق البالغ والأسف الشديد»، وأضاف «في الوقت الذي يقف مجلس الأمن عاجزاً عن الاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذه المأساة، وعلى الرغم من مرور ما يقرب من ثلاث سنوات، لم يصدر مجلس الأمن حتى الآن قراراً يأمر بوقف إطلاق النار»، وأجرت الحكومة السورية والائتلاف الوطني المعارض جولتين من المحادثات لم تسفرا عن نتائج في جنيف. وتقول المعارضة والمبعوث الدولي للسلام في سورية، الأخضر الإبراهيمي، إنه يجب أن تعالج المفاوضات مسألة هيئة الحكم الانتقالي، وهي عبارة يرى خصوم الرئيس السوري، بشار الأسد، أن المقصود بها رحيله عن السلطة، في المقابل ترفض دمشق طرح مسألة رحيل الأسد للنقاش. وحمل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد الجربا، حكومة الأسد مسؤولية «فشل» مفاوضات جنيف، ودعا الدول العربية إلى إدراج جماعات، من بينها «حزب الله» اللبناني، على لائحة الإرهاب العربية، وطالب بالضغط على المجتمع الدولي لتقديم أسلحة نوعية لمقاتلي المعارضة. وقال الجربا «إننا نتوجه إليكم لنجدد دعوتنا بضرورة وضع هذه المنظمات، ومعها حزب الله بكل فروعه، والمنظمات العراقية الفاشية مثل (جماعة) أبوالفضل العباس وتنظيم الدولة (الإسلامية في) العراق والشام (داعش)، وما شاكلها، في لائحة الإرهاب العربية، ورفعها إلى العالم، وإعلان هذه الجماعات ككيانات غازية لدولة عربية عضو في الجامعة العربية والتعاطي معها علي هذا الأساس». وأضاف الجربا «كما نجدد دعوتنا للجميع من دون استثناء بضرورة دعمنا، والطلب إلى المجتمع الدولي الإسراع بدعمنا بالسلاح النوعي الذي وعدنا به، وأن يزداد الدعم بكل ما يتيسر». وإلى جانب القضية السورية، خيمت الخلافات العربية التي برزت أخيراً على الجلسة. وقال نبيل العربي «إن العلاقات العربية البينية في حاجة إلى وقفة جادة لإزالة ما يعترض العمل العربي من عقبات». وناقش مجلس الجامعة مختلف قضايا العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والإدارية والأمنية، وفي مقدمتها تقرير الأمين العام الذي يتضمن موضوع تطوير الجامعة العربية، ونشاط الأمانة العامة بين الدورتين، ومشروع جدول أعمال القمة العربية في دورتها ال25 في الكويت يومي 25 و26 من الشهر الجاري، ومراجعة مشروع النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الإنسان، والنظر في مقترح سلطنة عمان لإعادة النظر في عمل اللجان الوزارية العديدة التابعة لمجلس الجامعة، وقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، والوضع في الجولان، والتضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في ليبيا واليمن، وموضوع الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، كما ناقش المجلس العلاقات العربية مع التجمعات الإقليمية والدولية. الامارات اليوم