فُقد والد الابنتين مسرة وميسرة نتيجة استنشاق غاز الفوسفين، الذي استخدمه الجيران في شقتهم كمبيد حشري، وكاد أيضا يقضي على زوجته، نتيجة وضع فوسفيد الألمونيوم أو الفوسفين كمبيد حشري للمنازل، وكثير من الناس يجهلون خطر تنظيف منازلهم من الآفات الحشرية أو الزواحف، باللجوء إلى شركات لا تراعي إلا الكسب، ولهذا نجد من الضرورة توضيح خطر المبيدات الحشرية تلك المادة المخصصة لقتل الحشرات، أو للحد من تكاثرها وانتشارها، كي لا تؤثر على الإنسان والبيئة التي يعيش بها، ورغم كل القوانين والضوابط، لا يزال البعض يستخدم مبيدات خاصة بالزراعة، ووضعها في العمارات والشقق أو الفيلل، وحتى تلك التي تستخدم في الحقول من المفترض أن تكون بمعايير وكميات مدروسة في حال استخدامها، ولكن للأسف حتى في المزارع يوجد أشخاص غير مؤهلين يعملون على استخدام تلك السموم ويضعونها بكميات محظورة. إن بعض المبيدات المستخدمة قد تم منعها في كثير من دول العالم مثل كلوروبايرفورس، وتُفرض قوانين لاستيراد مبيدات عالية الجودة من دول العالم الأول مثل الولاياتالمتحدة الأميركية، ولكن أغلب هذه المواد التي يتم استيرادها من هذه الدول، يتم تصنيعها في الهند ودول شرق آسيا ثم تصدر لدول أوروبا وأميركا، ثم يعاد استيرادها من هذه الدول على أنها دول المنشأ في أوروبا، تماما مثل كثير من الماركات العالمية، يقوم أصحابها بتصنيعها في الصين او الهند، لأن الأيدي العاملة أرخص، ولكن عندما نشتريها يكون مطبوعا عليها «صنع في ايطاليا أو فرنسا أو اميركا». هناك أنواع من المبيدات لا تباع في الدول التي نقوم بالاستيراد منها على أنها دول منتجة، ولا يتم شراء المنتجات النظيفة الصديقة للبيئة لارتفاع أسعارها، كما أن هناك آلاف الكيلوجرامات من المبيدات الخاصة بالرمة الانتي- ترمايت، يقوم المقاول بسكبها تحت ملايين الأمتار قبل عمليات تعمير المنشآت، وهي تستخدم لإبادة النمل الأبيض، وتعتبر هذه المبيدات ملوثة للتربة وما يزرع عليها، ولم نقرأ ذات يوم عما إذا كان هناك من أخذ عينات وفحصها للخروج بنتيجة لضررها على الصحة العامة، وأيضا هناك مبيدات تباع للمزارعين بها مواد ممنوعة في الدول المتقدمة، كما تستخدم مواد أخرى ضارة لرخص ثمنها في تعقيم وتنظيف المباني والمحال وقد تم منع استخدمها محليا، ولكن يقوم البعض باستخدامها ليلا بعد انتهاء نوبات التفتيش هربا من المساءلة، غير مهتم لحياة مئات الأشخاص الذي يسكنون تلك البنايات والتي يقوم برشها بتلك المبيدات. نحن بحاجة لآليات تفتيش رقابة فعالة بشكل متكامل، والعاملون في مجال استخدام المبيدات بحاجة للتوعية حول الأنواع التي يجب أن تستخدم وكيف تستخدم، وأيضا نحن بحاجة لمزيد من الرقابة على طرق استخدام المبيدات، فهناك من يعمل في أوقات خارج مواعيد التفتيش، هذا إن كان لدينا فرق تفتيش مستمرة ومنتظمة، وخاصة على الاستشاريين العاملين في قطاع المنشآت العمرانية، لأن لهم علاقة بعملية شراء المنتج الذي قد يكون مبيدا للرمة أو الحشرات والقوارض، وفي ذات الوقت يتسبب بمخاطر بيئية تضر بالإنسان والكائنات الحية. الاتحاد الاماراتية