دعت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات رجال الأعمال والشركات المحلية إلى الاستفادة من الفرص المتوافرة في قطاعات اقتصادية بدول وسط آسيا، مشيرة إلى أن تجارة تلك الدول مع العالم شهدت نمواً ملحوظاً خلال العقد الماضي. وأكدت أن دول وسط آسيا من الأسواق الجاذبة للأعمال، إذ شهدت كازاخستان نموا لصادراتها ووارداتها بمعدل ثمانية أضعاف خلال العقد الماضي، في حين ارتفعت الواردات بمعدل ضعفين ونصف الضعف في قيرغيزستان، ونما الاستيراد في طاجيكستان أكثر من الضعف، وفي تركمانستان نمت الواردات أربعة أضعاف، وفي أوزبكستان نمت الواردات بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف. جاء ذلك خلال مؤتمر «الاستثمار والتجارة في وسط آسيا 2014»، الذي نظمته المؤسسة، وجمع شركات محلية ومستثمرين للتعرف إلى الفرص التجارية ومناخ الاستثمار في دول وسط آسيا، التي تشمل كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان. وقالت المؤسسة إن «المبادرة تأتي في إطار سعيها إلى تعزيز قنوات التواصل في الأسواق الخارجية، وبحث إمكانات التصدير في دول وسط آسيا، ما يساهم في رفع مستوى التبادل التجاري بين دبيوالإمارات بشكل عام والأسواق العالمية». وتفصيلا، قال المدير التنفيذي للمؤسسة، المهندس ساعد العوضي، إن «المؤتمر يهدف إلى تقريب وجهات النظر، وتبادل الخبرات والمعرفة حول سوق وسط آسيا، إذ أظهر المسح الذي أجرته المؤسسة حول منطقة آسيا الوسطى رغبة الشركات المحلية في زيادة الترويج والمشاركات الخارجية»، لافتاً إلى أهمية «توفير البيانات والمعلومات خصوصاً حول تلك الأسواق والمشترين العالميين، اذ انها تبين أهمية المشتري ونوعية المنتجات الشرائية المستهدفة». وأشار إلى أنه بإمكان الشركات المحلية والمستثمرين الاستفادة من الفرص المتوافرة في عدد من القطاعات المتنوعة، من أبرزها قطاع النفط والغاز، وقطاع الأغذية والتغليف، لافتاً إلى أن تلك الأسواق يمكنها استقبال السلع المستوردة، فضلاً عن حاجة السوق إلى ضخ المزيد من المنتجات في قطاع الخدمات الراغب في تطوير الجودة وتقديم الخدمة بتكنولوجيا أكثر ابتكاراً. من جانبه، قال مدير إدارة تطوير أسواق التصدير في مؤسسة دبي لتنمية الصادرات محمد الكمالي، إن «المؤسسة تبحث بشكل مستمر عن الفرص التجارية في الأسواق الخارجية، استنادا إلى البحوث والاستبيانات التي تعدها لمعرفة احتياجات السوق العالمية»، مشيرا إلى «مكامن الطلب والنمو في عمليات التصديرية داخل الأسواق المتخصصة والقطاعات المهمة». وقال إن «مؤسسة دبي للصادرات تسعى في الوقت الراهن إلى تعزيز وجودها في سوق وسط آسيا، من خلال المشاركة في المعارض المهمة مثل كازبيلد وباكوبيلد، وتنظيم البعثات التجارية واللقاءات الثنائية للمصدرين في تلك الأسواق المستهدفة»، مشيرا إلى أن الشركات الإماراتية تتمتع بمكانة قوية في الأسواق التقليدية مثل الهند وباكستان وإفريقيا، لكن دول آسيا الوسطى تتمتع أيضاً بفرص واعدة خلال المدى المتوسط والطويل، حيث تسجل نمواً اقتصادياً يراوح بين ثمانية و10% سنوياً. وأكد الكمالي أن المؤسسة تضع رفع مكانة إمارة دبي على قائمة أجندتها السنوية، باعتبارها مركزاً للتصدير وإعادة التصدير، لافتا إلى أن هذه المبادرات تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي لتحقيق النتائج المرضية على مستوى إمارة دبي ودولة الإمارات». وتطمح المؤسسة خلال العام الجاري إلى رفع مستويات التصدير في القطاعات الرئيسة، إذ بإمكان الشركات المحلية في الدولة الاستفادة من خدمات دبي للصادرات، والتوسع في الأسواق الخارجية، وفتح قنوات جديدة، إذ تمتلك الشركات في الإمارات خدمات متميزة ومنتجات متنوعة لا تقل في الجودة عن المنتجات العالمية الأخرى. بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمصرف الهلال في كازاخستان، براساد ابراهام، إن «مصرف الهلال أنشئ في اطار اتفاقية حكومية بين الإمارات وكازاخستان»، لافتاً إلى أن «المصرف لديه ثلاثة فروع في ثلاث مدن رئيسة في كازاخستان، منها الأستانة وألماتا»، مشيرا إلى أن البنك يسهم بصورة كبيرة في تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين». وقال للصحافيين على هامش المؤتمر، إن «البنك يقوم بدور ملموس في مساعدة الشركات للنفاذ إلى السوق الكازاخي»، متوقعا «نمو العلاقات التجارية بين البلدين، خصوصاً مع رغبة المصدرين في الإمارات الاستفادة من الاتحاد الجمركي لكازاخستان مع روسيا وبيلاروسيا». 77 مشروعاً قال السفير الكازاخستاني لدى الدولة، خيرت شريف، إن بلاده وضعت قائمة ب77 مشروعاً استثمارياً تراوح قيمتها بين مليارين وخمسة مليارات دولار، لعرضها على رجال الأعمال الإماراتيين، موضحا أن تلك المشروعات موجودة في قطاعات عدة، من بينها الصناعة والبتروكيماويات. وأشار إلى أن الاستثمارات الإماراتية في كازاخستان بلغت 11 مليار درهم، منها مشروع أبراج أبوظبي بلازا، الذي يتضمن أطول برج في دول وسط آسيا بقيمة 1.2 مليار دولار، واستثمارات صندوق الفلاح بقيمة 500 مليون دولار، فضلاً عن مشروعات شركة «مبادلة» في قطاع النفط ضمن بحر قزوين. وقال للصحافيين على هامش اللقاء، إن هناك فرصاً كبيرة وواعدة لرجال الأعمال الإماراتيين والخليجيين، خصوصاً في مجال الأغذية، وتبادل المنتجات الغذائية، مشيراً إلى أن بلاده تعد سادس أكبر مصدر للقمح في العالم، بإنتاج يبلغ نحو 20 مليون طن سنوياً، ومن أهم منتجي الفواكه المجففة، ويمكن من خلال التسهيلات اللوجستية، في دبي أن يتم تصديرها إلى دول المنطقة». وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري لكازاخستان في المنطقة، وتوقع السفير الكازاخي أن يصل حجم التجارة البينية بين البلدين إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، خصوصا مع افتتاح خط السكك الحديدية بطول 300 كيلومتر، الذي يربط دول وسط آسيا مع ميناء بندر عباس في إيران خلال العام المقبل. تمكين المصدرين المحليين قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات، المهندس ساعد العوضي، إن المؤسسة تسعى إلى تمكين المصدرين المحليين وتعزيز وجودهم في الأسواق الاستراتيجية والمهمة، لافتاً إلى أن المؤسسة تركز على توسيع العلاقات التجارية مع دول وسط آسيا، إذ ترتبط تلك الدول باتفاقيات دولية مع روسيا وروسيا البيضاء، ما يدعم انتشار الصادرات من دبي في أسواق تتمتع بقاعدة واسعة من المستهلكين تصل إلى 200 مليون نسمة. وأكد على الفرص التجارية والتصديرية التي يمكن استغلالها بشكل جيد في عدد من القطاعات، أبرزها البلاستيك، والبتروكيماويات، ومواد البناء والمقاولات، والمعادن، وتوقع أن يسهم وجود الشركات الإماراتية في البعثات التجارية ومعارض وسط آسيا في زيادة معدل الصادرات بنسبة لا تقل عن 15% سنوياً. الامارات اليوم
