GMT 8:30 2014 الأربعاء 12 مارس GMT 8:50 2014 الأربعاء 12 مارس :آخر تحديث مواضيع ذات صلة شكَّلت قضية اختطاف المصوِّر اللبناني سمير كساب في سوريا، الذي قيل أنه محتجز في الرقة، مادة دسمة لفتح ملف الإعلاميين الذين يواجهون خطر الموت بحثًا عن الخبر والصورة. بيروت: انه المصوّر المخطوف سمير كسّاب الذي قيل انه محتجز في الرقّة مع فريق سكاي نيوز وصحافيين وأطباء فرنسيّين، كما عُلم انه نقل الى الرقّة بعد تصاعد المعارك الحلبية، وبعدما بسطت جبهة النصرة والتنظيمات الإسلامية وألوية الجيش السوري الحر سيطرتها على المناطق المحرّرة في حلب إثر مواجهات مع تنظيم داعش، ما اضطر الخاطفين للفرار من المدينة الى الرقّة، حيث يبدّلون مكان إحتجازهم باستمرار. العراقوأفغانستان نموذجًا موضوع اختطاف كسّاب والصحافيين الفرنسسين في سوريا يفتح ملف إرهاب الصحافة والصحافيين وهو ليس بجديد، وليس ما تعرض له المراسلون الأجانب وحتى اللبنانيين هو وليد اللحظة، ويبقى القول إن الحرب الأميركية - البريطانية ضد العراق كانت من أكثر الحروب دموية بالنسبة الى الصحافيين، فالمراسلون لم يقعوا فقط ضحية التضليل والتلاعب والضغوط على أنواعها، وانما هم وقعوا ايضًا ضحية العنف، وأحيانًا ضحية العنف المتعمّد ضدهم، لإرهابهم وإسكاتهم أو إبعادهم، فحرب العراق 2003 التي استغرقت 28 يومًا، كان كل يوم تقريبًا تفقد الصحافة مراسلاً لها، ومن اصل عشرة صحافيين قتلوا في المعارك، سبعة قتلوا برصاص القوات الأميركية، فقد شكّل كل يوم من هذه الحرب يومًا أسود للصحافة، في 8 نيسان/ابريل على سبيل المثال، قصفت دبابة أميركية متمركزة فوق جسر الجمهورية فندق فلسطين الذي يقيم ويعمل فيه المراسلون الاجانب، ما ادى الى مقتل المصوّر التلفزيوني الاسباني جوزي كوسو، والمراسل في وكالة رويترز تاراس بروتسيوك، وإلى اصابة ثلاثة صحافيين آخرين بجروح، هم اللبنانية سامية نخول، مديرة رويترز في الخليج، والمصوِّر العراقي صالح خيبر، والفني البريطاني بول باسكوال. وفي اليوم عينه قصفت الطائرات الأميركية مكاتب قناة الجزيرة في بغداد فقتلت المراسل طارق أيوب، وجرحت مساعده زهير ناظم عباس. وكذلك مع بداية الهجوم الأميركي على أفغانستان (2001) دمّرت القوات الاميركية مكتب الجزيرة في كابول بصواريخ قيل إنها "طائشة" ونجا منها بأعجوبة مراسل الفضائية القطرية في العاصمة الافغانية تيسير علوني. لذلك، يمكن القول إن إرهاب الصحافة والصحافيين هو خبزهم اليومي عندما يتوجهون لتغطية الحروب والنزاعات. رأي الإعلام يرى الإعلامي علي الامين في حديثه ل"إيلاف" أن موضوع التعرّض للصحافيين قد لا يكون جديدًا في تاريخ الثورات والمواجهات والحروب، باعتبارهم مصدرًا أساسيًا لمعرفة ما يجري من أحداث وتطورات في أي منطقة او متابعة أي حدث يجري في العالم، لكن بالتأكيد في المرحلة الأخيرة شهدنا تطورًا على هذا الصعيد، ينطوي على مزيد من سقوط ضحايا من الصحافيين، سواء في العراق او افغانستان او دول متعددة وربما أخيرًا في سوريا، وذلك لسبب أساسي، أن الإعلام بات له دور أساسيّ ومؤثّر في مسار هذه الصراعات، وكثير من القوى والأطراف تعتبر أن خصمها هو الاعلام، وما يجري في العالم العربي وتحديدًا في سوريا، هي أكثر الدول التي نشهد فيها التعتيم، لم نشهد في العالم العربي الآخر هذا التضييق على الصحافيين كما هو الحال في سوريا، ومن هنا عمل الصحافيين الاجانب والعرب وغير السوريين في سوريا يخضع لشروط قاسية إلى حد أن يتحوّل الصحافي إلى ناطق باسم وزارة الاعلام السورية، وليس قادرًا أن يقوم بعمل صحافي حقيقي وشفاف ومن دون متابعة ومراقبة وتوجيه من الاجهزة الرسمية، وأعتقد أن ما حصل في سوريا أخيرًا، يتابع الامين، واستهداف الصحافيين والمصورين، يعبِّر عن ارادة عمل الصحافيين ان يقوموا بدورهم الحقيقي، وربما دخلوا لهذا السبب بطريقة غير شرعية، وقد يبدو مبررًا، لأن التشديد على دخولهم، هو انتهاك لممارسة المهنة الصحافية. ايلاف