بعد اسبوع من تشكيل الرئيس هادي، للجنة للتفاوض مع الحوثي على تسليم السلاح للدولة، وتكوين حزب سياسي، تنفيذا لمخرجات مؤتمر الحوار التي نصت على ان تسلم كل الجماعات المسلحة، لسلاحها للدولة، ظهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة، بثتها قناة المسيرة التابعة له، رافضا تسليم جماعته لأي قطعة سلاح. ويرى كثيرون ان رفض الحوثي تسليم أسلحته للدولة، يعني تمرد واضح على مقررات مؤتمر الحوار الوطني الذي كانوا مشاركين فيه، مشيرين الى أن تزامن هذا الرفض مع فتحهم لجبهة جديدة على ابواب العاصمة صنعاء، في همدان يؤكد رفضهم لمخرجات الحوار، وتحديهم لقرار مجلس الامن. وكان قرار مجلس الأمن الأخير قد حذر بوضوح الحوثيين من اللجوء للعنف لتحقيق أهداف سياسية، كما حذر من استمرار الجماعات المسلحة لتجنيد الأطفال . وقال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في كلمته المتلفزة: "نسمع الآن كثيرا من الكلام يدور عن نزع السلاح وعن مسائل أخرى.. يجب تحقيق المصالحة أولاً التي ستهيئ لأن يكون هناك مسار صحيح في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". الحوثي لا يختلف عن القاعدة بدوره أكد الناشط الحقوقي والمحلل السياسي خالد الآنسي أنه لا ينتظر من اي حركة مسلحة ان تسلم تلقائيا وطوعيا سلاحها للدولة خصوصا حين يكون مشروعها هو تقويض الدولة والحلول محلها كما هو الحال مع حركة الحوثي. وأشار الآنسي في تصريح ل"مأرب برس" إلى أن سلاح مثل تلك الحركات لا ينزع منها الا بالقوة خصوصا وان معظم ذلك السلاح اما منهوب من الدولة او مسروق ومختلس من مخازنها، موضحا أن حركة الحوثي تستدعي الدولة لان تكون في حرب معها. وأوضح أن حركة الحوثي تؤكد للعالم اجمع، انها فقط كانت تعطي الناس شعارات لتستفيد من الوقت حتى تفرض وجودها، وتصل للحظة تكون الدولة في اليمن أشبه بالدولة في لبنان وتكون الحركة دولة داخل دوله ان لم تتمكن الحركة من القضاء على الدولة. وأضاف "يفترض على الدولة ان تتعامل مع رفض الحوثي تسليم سلاحه، والذي يعني رفضه لمخرجات الحوار، كما تعاملت الدولة مع القاعدة في ابين. لماذا يرفض الحوثي تسليم السلاح؟ بدوره قال رئيس مركز ابعاد عبد السلام محمد أن عمليات الحوثيين وتنظيم القاعدة والحراك الجنوبي المسلح تثير مع كل تقدم في الانتقال السلمي للسلطة الشكوك بشأن غرفة العمليات التي تتحكم في تلك الجماعات ضد قوى التغيير والدولة، دون حدوث صدامات بينها. واكد محمد في مقال تحليلي نشرته الجزيرة نت أن جماعة الحوثيين مثلها مثل أي جماعة مسلحة يسيطر الجانب العسكري على السياسي، وبذلك تغيب الإستراتيجيات ويحضر غرور القوة، ففتح الحركة الحوثية نوافذها للدعم الإقليمي المزدوج هو بمثابة نقل الصراعات والاستقطابات إلى داخل الحركة. وأضاف "مخرجات الحوار الوطني ركزت على حق الدولة في احتكار السلاح وبسط سيادتها على كل اليمن، وضرورة حل المليشيات المسلحة وتحريم تشكيلها وسحب السلاح منها" . وأشار الى أن التقسيم الفدرالي الجديد لليمن شكل عائقا رئيسيا للحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة في تحقيق السيطرة الكاملة أو الانفصال أو الذهاب لحكم ذاتي لإقليم من الأقاليم . وأوضح أن ضم صعدة -التي يسيطر عليها الحوثيين إلى عمرانوصنعاء وذمار- أغضب الحوثيين، لأنهم يرون أن ضم حجة التي يوجد فيها ميناء ميدي وضم الجوف -التي فيها ثروة نفطية- إلى منطقة سيطرتهم صعدة سيسهلان من قيام دولة لهم . مأرب برس