السبت 15 مارس 2014 12:08 صباحاً وأخيراً انتصرت لغة الحوار على لغة الحرب والتداعيات . . أخيراً استطاع اليمنيون الخروج من أزمتهم التي كادت أن تودي باليمن إلى حافة الهاوية في أتون حرب اهلية لن يسلم منها أحد . . انتصر اليمنيون بإعلان مخرجات الحوار الوطني الذي استمر أكثر من عشرة أشهر . . إخراج الحوار إلى بر الأمان ونجاحه بإعلان المخرجات وإقرار وثيقة الحوار الوطني الشامل وإقرار الأقاليم على طريق إعلان الدولة الاتحادية اليمنية متعددة الأقاليم كان بمثابة انتصاراً عظيماً يحسب للقوى والمكونات التي تحاورت لإخراج البلد من مأزقها , ويحسب للرئيس هادي الأمين المؤتمن الذي قاد البلد بحكمة القائد الشجاع والمقدام وباتزان ربان السفينة الماهر الذي استطاع أن يبحر بها في خضم أمواج البحار الهائجة ليوصلها إلى مرفأ الأمان متحملاً في سبيل ذلك الكثير والكثير من المصاعب والمشاق حاملاً روحه على أكفه فداء لليمن ووحدتها وأمنها واستقرارها وبناء دولتها المدنية الاتحادية الحديثة التي ستكون المظلة التي يستظل تحتها اليمنيون جميعهم بمختلف انتماءاتهم وشرائحهم السياسية والحزبية والاجتماعية والقبلية في وطن يتسع للجميع يعيشون فيه سواسية في الحقوق والواجبات . . وطن تسوده المحبة والإخاء والوفاق والمساواة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقيقية . . وطن يعيش أبناؤه في رخاء وعزة وشموخ وبكرامة . . وطن خال من الحروب والصراعات والفوضى والعنف يحتكم فيه الجميع للنظام والقانون والدستور . . وطن فيه الحكم للشعب . . لا وطن فيه الحكم للفرد والجماعة والقبيلة . . وبعد إقرار وثيقة الحوار الوطني الشامل على طريق استكمال الدستور وإجراء الانتخابات وإعلان الدولة الاتحادية يقع على الجميع من أحزاب وتنظيمات سياسية ومكونات وقوى ثورية وشخصيات سياسية ووجاهات قبلية واجتماعية أن يعملوا كل ما بوسعهم في سبيل إنجاح خطوات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي أجمعت عليها كل القوى والمكونات السياسية وشرائح شعبنا اليمني المختلفة وأن يقفوا خلف مهندس التغيير وباني الدولة الاتحادية الحديثة لإنجاز المهام المنتصبة أمامه لتأسيس وبناء الدولة الاتحادية المدنية الحديثة, وتجاوز كل العراقيل والصعاب التي يقوم بها من يحاولون عرقلة تلك المخرجات لإعادة انتاج انفسهم مرة أخرى والعودة إلى الحكم بعد أن جاءت ثورة الشباب لتزلزل عرش السلطة من تحت أقدامهم لرسم الخطوط العريضة ليمن جديد ومستقبل أفضل لشعب يقارب تعداده 25مليون نسمة تقريباً . لقد أن الأوان اليوم لكل اليمنيين الإسهام الفاعل في تأسيس وبناء الدولة اليمنية على أسس سلمية من خلال دعم الرئيس هادي لاستكمال ما تبقى المهام الجسيمة لتنفيذ مخرجات الحوار والوقوف في وجه كل من يحاولون المساس بوحدة الوطن وتمزيقه وإثارة الفتن والصراعات الطائفية وتعطيل الخدمات وتخريب المنشآت والمصالح الحيوية لمشاريع البنية التحتية وللتنمية الشاملة . آن الأوان لكل ذي عقل أن يميز بين الحق والباطل , وبين الخير والشر , فالوطن عانى كثيراً من المآسي والويلات منذ قيام ثورتي 14أكتوبر و26سبتمبرالمجيدتين قبل أكثر من 50عام في عهد النظامين السابقين قبل الوحدة ومروراً بقيام الوحدة المباركة وحتى اليوم . نحن بحاجة إلى أن نحتذي بالأمم التي سبقتنا تطوراً ومواكبة للمتغيرات المتسارعة في العلم والتكنولوجيا , وأن نضع نصب أعيننا إن الديمقراطية التي ينعمون بها اليوم في أوروبا والغرب أو حتى دول شرق آسيا كانت أحد الأسباب التي أسست لتأسيس دول وبناء حضارة , والوصول إلى ماهي عليه اليوم من تقدم وتطور ونماء في مختلف المجالات . وخاتمة القول نتمنى من الأطراف السياسية في اليمن أن يلبوا دعوة الوطن للاصطفاف من أجل النهوض باليمن الجديد والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال تنفيذ وثيقة مؤتمر الحوار الوطني , وتغليب مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والشخصية فالفرج آت بإذن الله , وإن غدا للناظرين قريب . عدن الغد