أعلنت ماليزيا أمس ان تحركات الطائرة «ام-اتش 370» التي فقدت قبل اسبوع بعدما غيرت فجأة مسارها تدفع للاعتقاد «بوجود عمل متعمد» لكنها لم تؤكد فرضية الخطف ولم تستبعدها بتأكيد وجود طيار «بارع ومناور» تحكم بالقيادة بعيدا عن الرادار كما أعلن أنه تم وقف البحث عن الطائرة المنكوبة في بحر الصينالجنوبي. وأكد رئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق في مؤتمر صحافي أن الطائرة حلقت على مدى ساعات بشكل «يدفع للاعتقاد بوجود عمل متعمد»، بعدما تجنبت الرادارات. وأضاف أن آخر رصد بالأقمار الاصطناعية لطائرة البوينغ تم بعد أكثر من ست ساعات ونصف الساعة على اختفائها من على شاشة رادار مدني عند الساعة 1,30 صباح 8 مارس. وتابع أن «تحركات الطائرة في الفترة الأولية حين غيرت مسارها وحلقت فوق شبه الجزيرة الماليزية متوجهة نحو المحيط الهندي «تدفع للاعتقاد أنه تم تغيير مسارها من قبل طيار محنك على دراية واسعة بالممرات الجوية وأماكن وجود الرادارات في المنطقة». تغيير مسار الرحلة وأضاف رزاق «رغم التقارير الإعلامية التي أشارت إلى خطف الطائرة، أود أن أوضح اننا لا نزال نحقق بكل الاحتمالات حول اسباب انحراف الطائرة ام اتش 370 عن مسار رحلتها الاساسي»، مشيرا إلى أن اعلانه يستند الى معلومات جديدة من اتصال بالاقمار الاصطناعية مع الطائرة ومعلومات رادار عسكري. وأضاف «ان اخر اتصال مؤكد بين الطائرة والقمر الاصطناعي كان عند الساعة 8,11 صباحا»، مشيرا إلى أن المحققين يدرسون الى اي مدى قد تكون الطائرة حلقت بعد ذلك». واضاف ان المعلومات التي جمعت تشير «بدرجة عالية من التأكيد الى ان نظامي الاتصالات الآلية في الطائرة قد أطفئا واحدا تلو الاخر قبل وصولها الى النقطة الواقعة فوق بحر الصينالجنوبي حين خرجت عن شاشات الرادار المدني». وحتى الان حدد الخبراء اخر نقطة اتصال على انه داخل ممر او ممرين جغرافيين واسعي النطاق، ممر شمال يمتد من حدود كازاخستان وتركمانستان الى شمال تايلاند وممر جنوبي يمتد من اندونيسيا الى جنوب المحيط الهندي. وأكد رئيس الوزراء الماليزي ان «هذه المعلومات الجديدة من القمر الاصطناعي لديها أثر كبير على طبيعة ونطاق عمليات البحث». توقيف البحث إلى ذلك، أشار رزاق الى انه تم وقف اعمال البحث عن الطائرة في بحر الصينالجنوبي. وقال «لقد أوقفنا عملياتنا في بحر الصينالجنوبي ونعيد النظر في انتشار قواتنا». وكان مصدر مطلع على التحليل الأميركي الرسمي للذبذبات الإلكترونية التي أرسلت إلى الأقمار الصناعية قال في وقت سابق إن الاحتمال الأرجح هو أن الطائرة انحرفت جنوبا فوق المحيط الهندي، حيث يفترض أن يكون وقودها نفد وسقطت في البحر. وأضاف ان التفسير الآخر هو أن الطائرة واصلت الطيران في اتجاه الشمال الغربي واتجهت نحو الأراضي الهندية. وتابع المصدر أنه «يعتقد أن من غير المرجح أن تكون الطائرة قد طارت لفترة طويلة فوق الهند لأن هذا البلد يمتلك دفاعا جويا وتغطية رادارية قوية كانتا ستتيحان للسلطات رصد الطائرة واعتراضها». رحلات تجارية وكان مصدران مطلعان على التحقيق في ماليزيا أكدا أن بيانات الرادار العسكري أظهرت أن الطائرة كان تسير في مسار يستخدم عادة في الرحلات التجارية باتجاه الشرق الأوسط وأوروبا. وهذا المسار الذي يتجه إلى بحر أندامان ثم إلى خليج البنغال في المحيط الهندي لا يمكن السير فيه إلا بصورة متعمدة إما عن طريق تشغيل الطائرة يدويا أو ببرمجتها على نظام الطيار الآلي. في الأثناء قالت وزارة الخارجية الصينية أمس إنها طلبت من ماليزيا تقديم معلومات أكثر شمولا ودقة عن الطائرة التي كانت في طريقها إلى بكين عندما اختفت. وأضافت أن «الصين تطالب ماليزيا أيضا بأن تسمح لمزيد من الدول بالمشاركة في عملية البحث وستطلب من الدول الأخرى المعنية المساعدة في البحث عن الطائرة. تفتيش منزل الطيار قال مسؤول كبير من الشرطة إن الشرطة شرعت في تفتيش منزل قائد الطائرة المفقودة أمس بعد ان أكد رئيس الوزراء الاشتباه في تحويل مسارها عن عمد. ووصلت الشرطة لمنزل قائد الطائرة زهاري أحمد شاه (53 عاما) بعد ظهر أمس بعد قليل من انتهاء المؤتمر الصحافي لنجيب. وتفيد هذه التصريحات إضافة إلى عدة معلومات صحافية، بان الوضع لم يكن عاديا في مقصورة القيادة. وقد يكون الضغط قد انخفض فجأة في المقصورة او تكون حصلت مشاكل ميكانيكية خطيرة جعلت الطيار غير قادر على العمل أو أدت إلى قرارات كارثية. ومن الفرضيات الأخرى ان يكون استحوذ على المقود قرصان محنك في قيادة الطائرات أو أحد عناصر الطاقم، أو أن يكون الطيار او مساعده قد انتحر. البيان الاماراتية