أعلنت ماليزيا، أمس السبت، توقف اعمال البحث عن طائرة الركاب المفقودة، بعد توفر أدلة تشير إلى عمل متعمد وراء اختفائها، لكنها لم تؤكد فرضية الاختطاف، التي تحدث عنها التلفزيون الصيني، واتجهت أصابع الاتهام إلى "طيار محنك" على دراية واسعة بالطرق الجوية وأماكن وجود الرادارات في المنطقة، غير مسار الطائرة وارتفاعها من أجل تجنب الرصد، فيما أشارت تحليلات أمريكية للمعطيات إلى أن الطائرة من المحتمل أن الوقود نفد منها وسقطت في المحيط الهندي بعد طيرانها مئات الأميال خارج مسارها . وأعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، أمس السبت، توقف البحث عن الطائرة المفقودة في بحر الصينالجنوبي، وقال إن الأدلة المتعلقة بالحادثة تشير إلى "عمل متعمد" . وقال في مؤتمر صحفي، إنه يؤكد أن البيانات التي التقطتها الأقمار الصناعية تعود للطائرة المفقودة "إم .إتش370" التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية . وأشار إلى وقف عمليات البحث الواسعة، التي تشارك فيها 57 سفينة و48 طائرة من 14 دولة، في بحر الصينالجنوبي، حيث اختفت الطائرة، وتوسيعها في ممرات مائية أخرى تشمل حدود كازاخستان-تركمانستان، ومن إندونيسيا حتى جنوبالهند . وأكّد أن "السلطات الماليزية أعادت تركيز التحقيق حول الطاقم والركاب"، مشيراً إلى أن "الأدلة تتسق مع تصرف متعمد من قبل شخص ما على متن الطائرة"، حوّل مسارها إلى الخلف عائداً إلى ماليزيا ثم اتجه بها إلى الغرب . ولم يؤكّد رئيس الحكومة الماليزية فرضية تعرض الطائرة للاختطاف، غير أنه صرح بأن الاحتمالات كافة قيد التحقيق . وقال رزاق إن إعلانه يستند إلى معلومات جديدة من اتصال بالأقمار الاصطناعية مع الطائرة ومعلومات رادار عسكري . وقال مسؤول كبير من الشرطة الماليزية ل"رويترز" إن الشرطة شرعت في تفتيش منزل قائد الطائرة المفقودة زهاري أحمد شاه (53 عاماً)، أمس السبت، بعد الاشتباه في تحويل مسار الطائرة عن عمد . وكانت الطائرة من طراز "بوينغ 777"، على متنها 227 راكباً وطاقم مؤلف من 12 فرداً، اختفت في وقت مبكر من السبت الماضي، وهي في طريقها من كوالالمبور إلى بكين، بعدما فقد الاتصال معها فوق المياه الواقعة بين ماليزيا وفيتنام . وكان مسؤول عسكري كبير يشارك في عمليات البحث في منطقة واسعة جداً تمتد من بحر الصينالجنوبي إلى المحيط الهندي قال لوكالة فرانس برس إنه استناداً إلى معطيات جمعها رادار عسكري فإن الطائرة تم تغيير مسارها من قبل طيار "محنّك" على دراية واسعة بالطرق الجوية وأماكن وجود الرادارات في المنطقة . وأوضح أن الرادار العسكري استمر يرصد طائرة لساعات عدة بعد اختفاء الرحلة رقم "إم إتش 370" وعلى متنها 239 شخصاً عن شاشات الرادارات المدنية . وأضاف أن الطائرة توجهت إلى المحيط الهندي، الذي يبعد كثيراً إلى الغرب عن المسار الذي كان يفترض أن تسلكه الطائرة للوصول إلى بكين . وقال "يبدو أن الشخص المشار إليه يعرف جيداً كيف يتجنب الرادارات المدنية . يبدو أنه تعلم كيف يتجنبها" . وتفيد هذه التصريحات اضافة الى معلومات عدة صحفية، بأن الوضع لم يكن عاديا في مقصورة القيادة . وقد يكون الضغط قد انخفض فجأة في المقصورة أو تكون حصلت مشاكل ميكانيكية خطيرة جعلت الطيار غير قادر على العمل أو أدت إلى قرارات كارثية . ومن الفرضيات الاخرى ان يكون استحوذ على المقود قرصان محنك في قيادة الطائرات أو أحد عناصر الطاقم، أو أن يكون الطيار أو مساعده قد انتحر . وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نقلت عن مصادر أن الطائرة غيرت على الأرجح مراراً مسارها وارتفاعها بعد أن فقدت الاتصال بأبراج المراقبة . من ناحيتها ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن مشغل الأقمار الاصطناعية "اينمارسات" ومقره لندن رصد اشارات صادرة عن الطائرة بعد ساعات عديدة من اختفائها من شاشات الرادار . وقالت إن "هذه الاشارة لا يمكن أن ترسل إلا إذا كانت الطائرة سليمة ومزودة بالكهرباء، وهذا ما يمكن أن يفسر سبب انتقال أعمال البحث إلى المحيط الهندي" . وأعلن التلفزيون الرسمي في الصين أمس السبت أن الطائرة االماليزية المفقودة تعرضت للاختطاف وفقاً لتصورات المحققين . وحثّت بكين امس كوالالمبور على مواصلة تزويدها ب"معلومات دقيقة وشاملة" بشأن الطائرة . وأظهر تحليل الذبذبات الإلكترونية التي التقطت من الطائرة الماليزية أن من المحتمل أن الوقود نفد من الطائرة وسقطت في المحيط الهندي بعد طيرانها مئات الأميال خارج مسارها . وقال مصدر مطلع على التقييمات الرسمية الأمريكية، إن الاحتمال الآخر الأقل ترجيحاً هو أن الطائرة اتجهت نحو الهند . وقال إن البيانات التي تم الحصول عليها من الذبذبات التي أرسلتها الطائرة إلى الأقمار الصناعية فسرت بحيث تقدم تحليلين مختلفين لأنها غامضة . في اثناء ذلك تقوم حاليا منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بتقديم الإشارات الصوتية والاهتزازية التي جمعتها المنظمة إلى علماء يبحثون عن الطائرة المفقودة . (وكالات) الخليج الامارتية