بيروت "الخليج": هز تفجير انتحاري ليل الأحد/الاثنين، بلدة النبي عثمان شمالي بعلبك (شرق)، بعدما فجّر انتحاري نفسه في سيارة رباعية الدفع كانت تسير بسرعة على طريق العين - النبي عثمان- اللبوة، ما أثار الشبهة لدى عدد من شبان المنطقة، وبلغت حصيلة التفجير 4 قتلى هم: عبدالرحمن القاضي من بلدة العين، خليل محمود خليل من بلدة الفاكهة، وحيدة نزهة وعلي حسين نزهة من بلدة النبي عثمان، و14 جريحاً، إضافة إلى أضرار في مسجد والمحال والمساكن، واحتراق سيارات . وأعلنت قيادة الجيش في بيان أنه نتيجة كشف الخبراء العسكريين المختصين على المكان، تبين أن الانفجار ناجم عن كمية من المتفجرات زنتها نحو 100 كلغ، موزعة داخل السيارة التي تبين أنها مسروقة، وأعلنت "جبهة النصرة في لبنان" في بيان تبنيها التفجير . واشتبه الجيش اللبناني بسيارة في جرود الفاكهة، فتبيّن أنها مفخّخة، وخوفاً من نقلها إلى مكان آخر، فجّر الجيش السيارة في مكانها، وأعلنت قيادة الجيش أن "مديرية المخابرات رصدت سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك قرب مدرسة الراهبات، بعد ورود معلومات عن تفخيخها، وعلى الأثر حضر الخبير العسكري الذي عاين السيارة والعبوة المقدرة زنتها بنحو 170 كلغ، وقرر تفجيرها في مكان وجودها نظراً إلى خطورة تفكيكها وصعوبة نقلها، خصوصاً أنها كانت متوقفة في مكان غير آهل بالسكان، وقد بوشر التحقيق لكشف مصدرها وتحديد هوية المتورطين" . وكشفت مصادر أمنية أن الجيش مشّط كروم بلدة الفاكهة، بعد تسرّب معلومات عن وجود مسلحين كانوا برفقة السيارة التي فجرت وعثر على حزام ناسف، وفيما تحدثت معلومات أمنية عن تفكيك سيارة مفخخة في منطقة سيل الفاكهة، سقط عدد من الصواريخ على بلدة اللبوة البقاعية مصدرها السلسلة الشرقية، ما أدى إلى جرح شخص، كما سقطت ثلاثة صواريخ على جرود بلدة عرسال قالت مصادر متابعة إنها استهدفت المنصات التي أطلقت منها الصواريخ على اللبوة . وأشاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان ب"الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية لمنع الإرهابيين من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية"، مشيراً إلى "توقيف عدد منهم وتفجير سيارة مفخخة كانت معدة لإرسالها إلى مناطق آهلة، كما حصل مساء الأحد في بلدة النبي عثمان"، داعياً القوى العسكرية إلى "البقاء على أعلى درجات الجهوز والتنسيق للحفاظ على الأمن والسلم الأهلي" . وأعرب رئيس الوزراء تمام سلام عن أسفه لتجدد أعمال العنف في طرابلس (شمال)، وسقوط ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين، داعياً القوى السياسية الفاعلة إلى "تقديم كل الدعم للجيش والقوى الأمنية في مهامها"، ومندداً ب"التفجير الإرهابي الجديد في بلدة النبي عثمان وما أسفر عنه من خسائر بشرية ومادية"، و"القصف على بلدتي عرسال واللبوة والمناطق المجاورة لهما الذي دفع ثمنه مدنيون أبرياء"، داعياً اللبنانيين "إلى اليقظة والتبصر والحكمة، وتهدئة النفوس والانفعالات، ولفظ العنف كوسيلة للتحاور، والإبقاء على جسور التواصل" . وأمل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون أن "يكون تفجير النبي عثمان هو الأخير"، كما أمل أن "تقوم الحكومة بواجبها على الأراضي اللبنانية تجاه الإرهابيين"، وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي عن "قلقه من أحداث العنف في طرابلس وفي بعض المناطق"، مديناً "التفجير الانتحاري في منطقة النبي عثمان" . إلى ذلك تجددت الاشتباكات المسلحة بين منطقتي "باب التبانة" و"جبل محسن" في مدينة طرابلس شمال لبنان أمس ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الجرحى إلى 96 شخصاً منذ انطلاق الجولة الأخيرة من المواجهات الأسبوع الماضي . وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إن الوضع الأمني تدهور على محاور الاشتباكات في المدينة، حيث يسجل دوي انفجارات لقذائف صاروخية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة فيما تقوم وحدات من الجيش منتشرة في المنطقة بالرد على مصادر النيران بشكل كثيف . وكانت طرابلس شهدت ليلة عنيفة من الاشتباكات الضارية، استخدمت فيها أسلحة متوسطة وقذائف، إضافة إلى عمليات القنص التي لم تهدأ، كما هزت طرابلس انفجارات نتيجة إلقاء قذائف ب ،7 وارتفع عدد القتلى إلى 17 والجرحى إلى 70 بينهم 17 جندياً، منذ بدء جولة القتال العشرين منذ أسبوع . وقالت السفارة الأمريكية في تغريدات على "تويتر"، إنها "تدين أعمال العنف الأخيرة، بما في ذلك تجدّد الاشتباكات في طرابلس وتفجير النبي عثمان"، وتقدّمت بتعازيها للضحايا وعائلاتهم، مجدّدة الدعوة إلى أن "يكون لبنان بمنأى عن العنف في سوريا المجاورة" . وأعربت فرنسا عن إدانتها التفجير الانتحاري في بلدة النبي عثمان، والهجمات الحدودية، والاشتباكات بطرابلس شمالي البلاد، وذكر بيان نشر على موقع الخارجية الفرنسية، أن باريس أكّدت أن "كل الأعمال "الإرهابية" وكل نيل من السلم الأهلي في لبنان، مهما كان فاعلوه ومهما كانت الأسباب، غير مقبول، وجددت تأكيد دعمها الكامل للمؤسسات اللبنانية . من جهة ثانية، تمثل حكومة تمام سلام غداً الأربعاء، أمام المجلس النيابي لمناقشة بيانها الوزاري ونيل الثقة، وتوقعت مصادر متابعة، أن تفوز الحكومة بثقة تصل إلى أكثر من 110 نواب من أصل ،128 رغم أن نواب حزب القوات سيقاطعون ويحجبون الثقة، إضافة إلى نواب مستقلين لاسيما مروان حمادة ودوري شمعون، مع احتمال غياب عدد من النواب مثل سعد الحريري وعقاب صقر بداعي السفر أو غياب آخرين لدواع أمنية، فيما يعالج تحفظ حزب الكتائب وتهديده باستقالة وزرائه إذا لم يؤخذ بمطالبه لجهة تعديل فقرة المقاومة وربطها بمرجعية الدولة، إلا أن المصادر المواكبة تؤكد أن البيان أقر وليس وارداً أن يتم تعديله، ونقلت وسائل إعلامية عن مصادر قولها إن الرئيس ميشال سليمان سيوجّه الدعوة إلى طاولة الحوار عصر الخميس أو الجمعة، مستفيداً من أجواء الإجماع على منح الحكومة الثقة . الخليج الامارتية