الكويت - الحسيني البجلاتي: بينما شدد اجتماع المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية على سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبو موسى)، أكد وكيل وزارة الخارجية الكويتية السفير خالد الجارالله أن القمة العربية تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة، مثل القضية الفلسطينية والوضع المأساوي في سوريا، ووصف وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الوضع العربي الحالي ب"الصعب"، معرباً عن أمله أن تخرج القمة العربية بنتائج ايجابية تساهم في التغيير نحو الأفضل . وقال الحمود إن الكويت باستضافتها ورئاستها للقمة قادرة بالتعاون مع أشقائها العرب على تعزيز وحدة الصف وترتيب البيت العربي . وناقش المندوبون الدائمون لدى الجامعة العربية وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية في اجتماعهم، أمس، مشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول الاعمال القمة لرفعها إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوي الوزاري الذي يعقد اليوم واجتماع وزراء الخارجية لمجلس الجامعة غدا الاحد . وناقش الاجتماع العديد من القضايا أبرزها قضية سوريا والأزمة الإنسانية للاجئين والنازحين الناجمة عنها وملفات عملية السلام في الشرق الاوسط، فضلا عن مناقشة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له . وبحث الاجتماع الأوضاع في ليبيا واليمن وتأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث (طنب الكبرى) و(طنب الصغرى) و(أبو موسى) التي تحتلها إيران، وملف دعم السلام والتنمية في السودان والوضع في الصومال ودعم جمهورية القمر المتحدة، إضافة الى النزاع الجيبوتي - الإريتري مع التاكيد على ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها . وتضمنت القضايا بحث سبل مكافحة الإرهاب الدولي ومخاطر التسلح "الاسرائيلي" على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وجهود إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والتحضير العربي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية . وتطرق الاجتماع إلى بحث العلاقات العربية - الإفريقية والشراكة الأوروبية - المتوسطية ومشروع النظام الأساسي للمحكمة العربية لحقوق الانسان، إلى جانب تقارير وتوصيات بشأن إصلاح وتطوير الجامعة العربية، كما ناقش الاجتماع أيضاً إنشاء منطقة استثمار عربية كبرى وبند مبادرة الأمين العام للجامعة العربية بشأن الطاقة المتجددة وإنشاء آلية عربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية في الدول العربية . وخلال جلسة المندوبين، شدد وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله، في كلمته، على ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي والخروج بتوصيات ومشاريع قرارات حاسمة لهذه القضايا لرفعها إلى القادة العرب يوم الثلاثاء المقبل، وأعرب عن الأمل في أن يتمكن اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين من التوصل إلى قرارات تضفي جوا من الأمل والتفاؤل بنجاح القمة العربية والخروج بنتائج تعمل على تعزيز العمل العربي المشترك والدفع به إلى آفاق أرحب من التعاون ووحدة الصف والتماسك الذي ينشده الجميع . من جهته، أكد رئيس وفد قطر مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير سيف أبوالعينين، أن بلاده عملت على مدار عام كامل على دعم مسيرة العمل العربي المشترك ولم تأل جهداً في تعزيز الجهود الهادفة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة . وقال أبو العينين في كلمة قطر رئيسة الدروة الماضية للقمة إن بلاده دعمت الجهود المبذولة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة سواء فيما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية أو الأزمة السورية أو تطوير منظومة العمل العربي جنباً إلى جنب مع شقيقاتها الدول العربية . من جانبه، دعا نائب الامين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي في كلمته امام الاجتماع إلى استعادة المبادرة العربية والتحرك الناجع والتحسب لأي إخفاق في مفاوضات المسار الفلسطيني- "الإسرائيلي" التي تقودها الولاياتالمتحدة . وشدد ابن حلي على طرح الحلول البديلة والتحرك الدبلوماسي الفاعل لكسر حالة الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال "الاسرائيلي" ضد أي مساءلة أو متابعة قضائية أو ردع عقابي لجرائمها ولعدم التزامها بأسس تحقيق السلام ولخرقها المتواصل للقوانين والشرعية الدولية، وأكد تصدر القضية الفلسطينية والقدس الشريف الأجندة العربية باعتبارها قضية العرب الأولى . وقال إن القضية الفلسطينية "تشكل ضميرنا ووجداننا وتعكس مدى مصداقية عملنا في التزامنا اللا محدود مع الشعب الفلسطيني في دعم صموده ضد الاحتلال والقهر ومآسي التهجير ودروب الشتات" . وفي الشأن السوري طالب ابن حلي بموقف عربي فاعل يفضي إلى حل سياسي للأزمة وينهي مأساة الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامتها، وشدد على أهمية إعادة الاهتمام بملف الأمن العربي بما في ذلك قضية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتصدي لآفة الارهاب التي قال إنها "أصبحت تهدد استقرار مجتمعاتنا وتعيق حركة النهضة والتنمية فيها" . ورأى ابن حلي أن "عاصفة التغيير التي هبت على المنطقة العربية وضعت الدول والنظام العربي الجماعي أمام متطلبات جديدة تحتم استرجاع عناصر الموقف العربي وحيويته لتصويب رياح التغيير في اتجاه بناء الدولة الحديثة راسخة المقومات والمؤسسات والحقوق والواجبات على أساس المواطنة" . وطالب بمعالجة حالة الاختلافات في الرأي أو التوجهات أو في تقدير المواقف التي أصبحت تؤثر سلباً في العلاقات العربية البينية والعمل على إعادة الدفء والتضامن للبيت العربي وتحصينه من الاضطرابات والهزات . وأعرب عن اعتقاده بأن "انعقاد القمة في الكويت التي تنتهج سياسة رصينة ورشيدة ومن خلال خبرة وحنكة أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد يشكل فرصة مهمة لمعالجة أوضاع هذه العلاقات وإزالة الشوائب التي تعكر صفوها" . مقعد سوريا يثير الخلاف بين المندوبين أثار شغل الائتلاف السوري المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية خلافاً بين المندوبين الدائمين أمس الجمعة . وقال مصدر دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع إن السعودية أعادت تجديد موقفها في مجلس الجامعة العربية السابق بالقاهرة الداعي إلى شغل الائتلاف لمقعد سوريا الشاغر بالجامعة وهو ما أثار اعتراض دول أخرى رفضت اختزال الأزمة السورية في قضية شغل المقعد . ورفضت العراق والجزائر ومصر طرح هذا الموضوع خلال المناقشات . وأكد مندوب العراق قيس العزاوي في تصريحات له عقب انتهاء اجتماعات المندوبين على موقف بلاده الرافض لجلوس الائتلاف على مقعد سوريا في القمة العربية لأن ذلك مخالف لأحكام الجامعة العربية، في حين رأى نائب الأمين العام أحمد ابن حلي في تصريحات مماثلة أن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حسم هذا الأمر أمس الأول بان المقعد سيظل شاغراً لوجود قواعد وإجراءات ضمن النظام الداخلي يتم التعامل معها . (د .ب .أ) . تفاؤل يمني بقرارات تدعم نتائج الحوار الوطني أعرب عدد من السياسيين والأكاديميين اليمنيين، أمس، عن تفاؤلهم بعقد القمة العربية في الكويت والدفع باتجاه رأب الصدع العربي وتوحيد العمل السياسي والاقتصادي المشترك . وشدد المندوب الدائم لليمن لدى الجامعة العربية محمد الهيصمي، على أهمية القمة العربية في تناول القضايا والموضوعات أمام تطورات وتحديات كبيرة تمر بها المنطقة . وأعرب عن الأمل في أن تخرج القمة بقرارات إيجابية تتعلق بتطورات الأوضاع السياسية في اليمن، خصوصاً بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل والدخول في مرحلة جديدة تتمثل في صياغة دستور يتواكب مع التحولات الجديدة لشكل الدولة اليمنية الاتحادية . (كونا) الخليج الامارتية