خطى الاتحاد الأوروبي خطوة كبيرة، أمس، نحو إخراج أوكرانيا من دائرة النفوذ الروسي بتوقيعه الشق السياسي من اتفاق الشراكة مع كييف، وفرضه عقوبات على الدائرة الضيقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وقع قانون انضمام جمهورية القرم إلى بلاده. ووقع رئيس الوزراء الأوكراني الانتقالي ارسيني ياتسينيوك أمس، مع القادة الأوروبيين الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين بلاده والاتحاد الأوروبي. وقال رئيس مجلس أوروبا هيرمان فان رومبوي في تغريدة على موقع «تويتر» ان توقيع الاتفاق «يرمز الى أهمية العلاقات» بين الطرفين «وعزمهما على المضي بها قدما». والنص الموقع من قادة الاتحاد الأوروبي يهدف الى تقريب كييف من الاتحاد من خلال إنشاء شراكة سياسية واندماج اقتصادي بين الطرفين ولا ينص على انضمام أوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي في مستقبل منظور. ولم توقع سوى الفصول السياسية من الاتفاق والتي تمثل ثلاثة من اصل سبعة فصول. وتم ارجاء توقيع الفصول المتبقية الى حين تشكيل حكومة أوكزانية تنبثق عن الانتخابات المقبلة في 25 مايو وإقرار برنامج تصحيح وإصلاح اقتصادي، وهي تنص على ؤقامة منطقة تبادل حر وتعاون اقتصادي وقضائي واسع. عقوبات أوروبية وبالتوازي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مستشار الرئيس الروسي سيرغي غلازييف ورئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو ورئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين. وأفادت القائمة أن الأسماء جاءت في القائمة لأنها «دعت علناً إلى ضم شبه جزيرة القرم ونشر القوات الروسية في أوكرانيا». وضمت القائمة أيضا كل من نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين ورئيس وكالة الانباء الروسية الرسمية ديمتري كيسليوف، بالإضافة إلى شخصيات عسكرية ومسؤولين في القرم. وطالت القائمة العديد على أسماء العديد ممن طالتهم العقوبات الأميركية. تعاون عسكري كما أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان باريس علقت معظم أنشطة التعاون العسكري مع موسكو، وخاصة تبادل الزيارات والتمارين المشتركة. وقال لودريان الذي يزور تالين في اطار جولة قصيرة في البلقان وبولندا على خلفية الأزمة الأوكرانية ان «فرنسا علقت القسم الأكبر من انشطة التعاون العسكري مع روسيا». زيارة ألمانية وفي غضون ذلك، يتوجه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم السبت الى أوكرانيا، حيث سيلتقي رئيس الوزراء والرئيس الانتقالي ألكسندر تورتشينوف. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية مارتن شافر ان الهدف من الزيارة «التعبير عن دعم المانيا للاستقرار السياسي والاقتصادي لأوكرانيا وأيضاً لنقول بوضوح أننا نريد سياسة تشمل جميع الأوكرانيين من قبل الحكومة الجديدة». موقف بوتين من جهته، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان موسكو ستمتنع «في الوقت الراهن» عن اتخاذ عقوبات رداً على العقوبات التي أعلنتها واشنطن واستهدفت مصرفاً ومسؤولين روساً. وقال بوتين في اجتماع لمجلس الأمن الروسي: «اعتبر ان علينا في الوقت الراهن الامتناع عن اتخاذ تدابير رداً» على العقوبات الأميركية. وسبق ذلك الموقف توقيع الرئيس الروسي قانون انضمام جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا، بعد أن كان مجلس الاتحاد الروسي صادق عليه بالإجماع. موقف لافروف بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن محاولات عزل موسكو «طريق مسدود». وقال لافروف في تصريحات ان «السير على طريق من يعادون روسيا صراحة وعزل روسيا يفضي الى طريق مسدود»، مضيفا ان الولاياتالمتحدة بفرضها العقوبات «لا تتبع المنطق بل الرغبة في المعاقبة». وتابع: «هم يستخدمون هذه الأداة لتأكيد هيمنتهم لكن اعتقد انه يجدر تأكيدها بطريقة اخرى: من خلال القدرة على التوافق، القدرة على الدفاع عن العدالة في القضايا الدولية». وعلق لافروف على توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، فقال: «اعتقد ان هذا ليس إجراء تمليه مصالح الاقتصاد الأوكراني والشعب الأوكراني بكليته، بل محاولة لتسجيل نقاط في اللعبة الجيوسياسية». موقف كي مون وفي سياق متصل، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة اتخاذ جميع الأطراف في أوكرانيا إجراءات ضد العناصر «المتطرفة». وقال كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني إن «على جميع الأطراف الابتعاد عن مرتكبي الأعمال الاستفزازية التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من التوتر، واتخاذ الإجراءات ضد العناصر المتطرفة». وطالب بالبدء في «حوار مباشر وفعال» بين أوكرانياوروسيا، وقال إن «هذه الأزمة المتواصلة تدعو إلى القلق»، مشددا على أن «تأخير البدء بمثل هذا الحوار سيؤدي إلى تصاعد التوتر»، وداعيا «جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصريحات النارية». كما أعلن كي مون استعداد الأممالمتحدة لمساعدة كييف في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، منوها بضرورة «القيام بكل ما يلزم كي تكون عملية تعبير الشعب عن إرادته شفافة وحرة وعادلة». كما قال الأمين العام للأم المتحدة بان كي مون الجمعة ان الأزمة «لا يمكن تسويتها إلا من خلال حل دبلوماسي يحترم سلامة أراضي وسيادة أوكرانيا». البيان الاماراتية