* افتتاح مكتب للجالية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لمتابعة الحالات الواردة للجنة * نتعاون مع لجنة حقوق الإنسان والسفارة ووزارتي العمل والداخلية لتوعية العمال * فرض "التأمين" للموافقة على دخول الخادمات الهنديات تسبب في قلة أعدادهن حوار - منال عباس: نفى السيد عبد الكريم عبد الله، رئيس الجالية الهندية في قطر، ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية بوفاة أكثر من 400 هندي في قطر منذ 2012، مؤكدا أن عدد الوفيات في أوساط الجالية الهندية منذ 2012 لم يتجاوز 240 حالة وفاة، من بينها 40 عاملا، وقد حدثت كل حالات الوفاة بشكل طبيعي. وأكد ل الراية أن مكتب الجالية يعقد اجتماعات شهرية يتم من خلالها رصد الإحصائيات الدقيقة المتعلقة بها، ومن بينها حالات الوفاة، وأنه لم تسجل أية حالة وفاة لعمال في أماكن العمل.. موضحا كذلك أن أفراد جاليته يتمتعون بكافة حقوقهم، ويعيشون في سلام ووئام مع بقية أفراد الجاليات الأخرى، كما تتم معاملتها بكل احترام. وأضاف عبدالله أن عدد الجالية الهندية في قطر وصل إلى أكثر من 650 ألف نسمة حسب آخر الإحصائيات، وتعتبر بذلك أكبر جالية في قطر، كما أن معظم أفرادها ينحدرون من منطقة كيرلا، لافتا إلى أن فئة العمال هي الأكبر من بين فئات الجالية حيث يتجاوز عدد تلك الفئة 500 ألف، من بينهم 80 ألف عامل في راس لفان فقط.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: بداية نريد أن تعرف القارئ بالخدمات التي يقدمها منتدى الإغاثة لأفراد الجالية الهندية؟ - منذ قدومي إلى قطر قبل أكثر من 37 عاماً كان جل همي هو تقديم خدمات إنسانية لأبناء الجالية، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس منتدى الإغاثة للجالية الهندية في عام 1984 لمساعدة كل من يتعرض لمشكلة من أبناء الجالية، خاصة أنه في ذلك الوقت لم تكن السفارة الهندية تستطيع تقديم الدعم المباشر للجالية، وبالتالي كان لابد من إنشاء منتدى للمساعدة في استخراج جوازات بديلة، أو مساعدة من يريد السفر ولا يملك شيء، أو في حالة المرض، والمساعدة في تذاكر السفر، والتدخل في حل أي مشكلة مع الكفيل.. والآن لدينا مخزن ملئ بالمواد التموينية الأساسية لتوزيعها على المحتاجين من أفراد الجالية، وكذا مساعدة الأسر التي تتعرض لضائقة مالية، أو للعمال في حال تعسف الكفيل في دفع رواتبهم، أو أي عامل يتعرض لضغط مادي، وذلك لتوفير حاجته الأساسية من الأكل والسكن، ومصاريف التاكسي وتوفير خدمة الاتصال بالعائلة في الهند، وأشار إلى أن المنتدى يتصدى لمشاكل العمال مع بعض الشركات، أو متابعة أوضاعهم في وزارة العمل. كما تم الاتفاق مع مستشفى حمد لصرف الأدوية مجاناً لمساعدة كل محتاج من الجالية الهندية سواء كان بالوكرة أو دخان أو الخور أو مسيعيد، ويمكن مساعدة أي جنسية في توفير هذه الخدمة، وذلك بعد إبراز البطاقة الصحية، وقد أسس منتدى إغاثة الهندي تحت مظلة السفارة الهندية، للتواجد المستمر في حال وجود أي مشكلة تتعلق بالمحاكم أو بالشركات المستقطبة للعمالة الهندية، وأن هذه المساعدات للمقيمين الهنود في دولة قطر فقط. ادعاءات مغرضة ما هو تقييمكم لوضع العمالة الهندية في قطر والجالية بشكل عام؟ - العمالة الهندية في قطر والجالية بشكل عام وضعها جيد ولا تعاني من أية مشاكل جوهرية، مع أنه أحيانا قد يعاني بعض العمال من مشكلة في تأخر الرواتب، أو خلافات مع الكفيل، وإجمالا، فإن نسبة المشاكل لا تتجاوز ال10%، وما يتردد غير ذلك لا أساس له من الصحة.. وقد تابعنا في الفترة الأخيرة الزوبعة التي أثارتها بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول عدد وفيات الجالية الهندية، وأنه تجاوز حاجز ال 400 خلال العامين الماضيين لا أساس له من الصحة، وأنا هنا أؤكد أن عدد الوفيات في أوساط جاليتنا لم يتجاوز 240 منذ العام 2012، من بينهم 40 عاملا، وقد حدثت حالات الوفاة تلك في ظروف طبيعية جدا، ولم تحدث من بينها حالة وفاة واحدة في أماكن العمل.. ونحن نعقد اجتماعا كل شهر نقدم فيه الإحصائيات المتعلقة بالجالية، ومن بينها طبعا حالات الوفاة. عقدتم اجتماعات مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.. ماذا تناولت تلك الاجتماعات وبماذا أسفرت؟ - في البداية أسجل احترامي وتقديري للجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر في سبيل رصد أوضاع العمالة وتوفير كافة السبل لحمايتها.. وبخصوص الاجتماعات، فإن اللجنة بصدد افتتاح مكاتب للجاليات بحيث تقوم كل جالية بمتابعة أوضاع الحالات التي ترد للجنة والتعاون معها في تسهيل إجراءاتها، وهذا الأمر في حد ذاته يؤكد على المعاملة الإنسانية الطيبة التي تحاط بها العمالة في قطر.. وهناك اجتماع تم قبل أيام لمناقشة آليات التعاون المشترك في مجالات حقوق الإنسان المختلفة بين اللجنة والصليب الأحمر الهندي والهلال الأحمر القطري والجالية الهندية خاصة فيما يتعلق بعمليات التوعية والتثقيف لعمال الجاليات المصدرة للعمالة خاصة الجالية الهندية بوصفها الجالية الأكبر من حيث العدد، ولابد أن نشير إلى المساعدات الكبيرة التي قدمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان للعمالة سواء كان في ما يتعلق بنقل الكفالة أو تأخير رواتب وغيرها من المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها العامل. توعية مستمرة ماهي الجهود التي تبذلونها في سبيل توعية وتثقيف أفراد الجالية ؟ - هناك تعاون كبير بين اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والجالية الهندية والسفارة الهندية ووزارة العمل ووزارة الداخلية لتوعية وتثقيف العمال، ومنذ أيام قمنا بزيارة للمنطقة الصناعية وعقدنا لقاء مفتوحا مع أكثر من 700 عامل لتثقيفهم وتعريفهم بأن هناك آليات للشكوى في حالة التعرض لأي مشكلة، كما أوضحنا لهم أن أسلوب الإضرابات غير مجد ولا يحل أي مشكلة، وطالبنا العمال بتجنب إثارة المشاكل ، والمحافظة على الوجه المشرق للعامل الهندي، وقلنا لهم إن أبواب السفارة واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ووزارة العمل مفتوحة لاستقبال أي شكوى، وأن الدولة وفرت كل ما من شأنه حلحلة أي مشكلة يتعرض لها العمال، وهناك جهود مكثفة للتوعية المرورية وضرورة الالتزام بقواعد وقوانين المرور، والحرص على تجنب الوقوع في أي حوادث مرورية أو مخالفات، والتركيز على تجنب التدخين حتى لا تساهم العمالة الهندية في الإضرار بصحة أفراد المجتمع، وتجنب السُّكر الذي يمكن أن يتسبب في الحوادث المرورية.. كما سنقوم الأسبوع القادم بعقد لقاء موسع مع العمالة الهندية في الخور. وما هو دوركم في دعم جهود اللجنة فيما يتعلق بفتح مكتب الجالية المتوقع افتتاحه قريباً؟ - السفارة ستنتدب شخصا للتواجد بالمكتب الذي سيفتتح باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان لمتابعة جميع القضايا المتعلقة بالعمال والعاملات والمساعدة في عملية الترجمة، والمساعدة في تسريع الإجراءات، وأتوقع أنه بعد افتتاح مكتب الجالية في مقر اللجنة لن تكون هناك أية مشاكل في المستقبل. ماهي طبيعة القضايا العمالية المنظورة أمام المحاكم؟ - بالنسبة لقضايا العمالة الهندية في المحاكم نسبتها قليلة، وفي معظمها تتركز حول عدم دفع الرواتب للعمال أكثر من أربعة أو ستة أشهر، كما أن الأجور ضعيفة لا تتناسب مع احتياجات العمال المعيشية. جسر التواصل وماهي وجهة نظركم للتخفيف من المشاكل العمالية بصفة عامة؟ - من خلال الرصد المستمر لأوضاع العمال، تبين أن هناك ضرورة ملحة لقضية التدريب بمعنى أنه على الشركات التي تستقطب العمالة بمختلف جنسياتها أن تعمل على تدريبها في البداية وتوعيتها، وخلق جسر من التواصل والعلاقة الودية مع العمال، وشرح الظروف التي يمكن أن يتعرض لها العامل، وأن يفهم بأنه يجب أن لا يلجأ للعنف أو التكسير في حال تأخر الرواتب، وأن يفهم أيضاً أن الأمور تحل بالتفاهم والرضا بين جميع الأطراف وذلك لتفادي أي نوع من المشاكل. وماهي الرسالة التي توجهها للشركات؟ - يجب على الشركات أن تقوم بتسفير العمال بعد دفع كافة مستحقاتهم بمجرد الانتهاء من المشروع، وذلك لأن غالبية الشركات تعمل على بقاء عمال المشروع المنتهي إلى حين الحصول على مشروع آخر، وبالتالي فإن أعدادا كبيرة من العمال تظل بلا عمل لأكثر من ثلاثة أشهر وبلا رواتب، في الوقت الذي تتفاقم فيه ديونهم بسبب متطلباتهم المعيشية، ومن هنا تبدأ المشاكل، لهذا فإن على الشركات الالتزام بتسفير العمال على أن يمكن الاستعانة بهم مرة أخرى لمشاريع جديدة. ما رأيك في مجمعات سكن العمال الجديدة التي أنشأتها الدولة؟ - تلك بلا شك خطوة رائدة تدل على اهتمام دولة قطر براحة العمال وتوفير كافة الخدمات التي تدعم وجودهم في الدولة وتساهم في رفع الروح المعنوية لهم، وبالتالي بذل كل ما يملكه العامل من جهد للمساهمة في عملية التنمية بكل إخلاص وتفان، ونشير إلى أن الدولة حرصت على أن تكون هذه المساكن بمعايير عالمية، شاملة لكل الخدمات الأساسية والكمالية والترفيهية. وكيف ستتصدون لمشاكل هروب الخادمات؟ - نعم هناك حالات هروب إلا أنها قليلة بالنسبة للخادمات الهنديات، وتأشيرات الخادمات الهنديات غير متوفرة، خاصة بعد قرار الحكومة الهندية الذي يشترط أن يضع الكفيل مبلغ تأمين قدره 2500 دولار كشرط للموافقة له للحصول على خادمة هندية، ويوضع هذا التأمين باسم الخادمة في البنك، ويقوم الكفيل بأخذ التأمين للسفارة على أن تقوم الأخيرة بمنحه كتاب موافقة بموجبه يمكنه استخدام خادمة هندية، لهذا فإن هذه الإجراءات تسبب في ندرة دخول الخادمات، أما في حالة هروب الخادمة ولجوئها للسفارة نقوم على الفور بتسليمها للإبعاد وبدورهم يقومون بالإجراءات اللازمة ومن ثم تسفيرها لبلادها. جريدة الراية القطرية