طالب آلاف المشيّعين الفلسطينيين لثلاثة شهداء قضوا في اشتباك، فجر، أمس، مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم جنين شمال الضفة الفلسطينية، باستعادة الوحدة الوطنية والانتقام من الاحتلال ووقف التنسيق الأمني معه . وقضى المقاومون الثلاثة، حمزة أبو الهيجا (20 عاماً)، القائد الميداني في كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة "حماس"، ويزن محمد جبارين (23 عاماً)، من كتائب الأقصى التابعة لحركة "فتح"، ومحمود هاشم أبو زينة (19 عاماً)، من سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، في اشتباكات مع قوات "إسرائيلية" خاصة حاصرت منزل تحصّن فيه الأول بمخيم جنين، وأصيب أيضاً 14 فلسطينياً في الاشتباك، وأصيب كذلك جنديان من جيش الاحتلال بجروح . وقالت المصادر الفلسطينية إن جنود الاحتلال اقتحموا المخيم لاعتقال أبو الهيجا، ثم حصل تبادل لإطلاق النار "وتجمع مسلحون آخرون حول المنزل" لمساعدة أبو الهيجا وبينهم محمد أبو زينة الذي استشهد مع الهيجا، واستشهد أيضاً مدني يدعى يزن جبارين في تبادل النيران . وقال مالك المنزل الذي كان أبو الهيجا يحاول الاحتماء به إن قوات الاحتلال وصلت حوالي الساعة الثانية فجراً . وقال عزمي حسنية (67 عاماً) "استمر إطلاق النار في المنزل لنحو نصف ساعة ثم خرج الجنود وأمرونا بالرحيل وفعلنا ذلك" . وأضاف أنه رأى أبو الهيجا يقفز من نافذة أثناء محاولته الفرار . ولحقت أضرار بالغة بالمنزل في العدوان، وأصيب اثنان من أبناء حسنية في إطلاق النار . وأعلنت فصائل العمل الوطني في جنين، الحداد والإضراب التجاري الشامل يوماً واحداً . وفي بيان مشترك، قالت كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى "إن المقاومة في الضفة المحتلة ستخرج للمحتل من حيث لا يحتسب" . وأضاف البيان أن "الأجهزة الأمنية للسلطة تتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة جنباً إلى جنب مع الاحتلال إذ إن الشهداء كانوا ملاحقين من جانب السلطة منذ فترة طويلة وحاولت اعتقالهم في الآونة الأخيرة" . وأكد أن "شعبنا لن يغفر لهذه الأجهزة جريمة التنسيق مع المحتل على حساب دماء خيرة أبنائه المقاومين" . وشارك آلاف الفلسطينيين في تشييع جثامين الشهداء الثلاثة . وحمل شبان غاضبون جثامين الشبان الثلاثة التي لفت برايات الفصائل، وسط هتافات غاضبة تطالب بالوحدة والانتقام من الاحتلال . وشارك في التشييع أعداد من الملثمين وقيادات من الفصائل، فيما ووريت جثامين الشهداء في مقبرة جنين . وقال القيادي في حركة "حماس" الشيخ حسن يوسف، في كلمة خلال مراسم التشييع "المقاومة هي الطريق الوحيد والأقصر لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة"، مشيداً ب "الوحدة التي تجسدت في الميدان بين المقاومين من الفصائل الثلاثة" . واعتبر خروج آلاف الفلسطينيين في مسيرة التشييع بأنه "استفتاء على المقاومة ورفض التنسيق الأمني" . وطالب السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات ومسيرة التسوية مع "إسرائيل"، معتبراً أنها "أضرت بالشعب الفلسطيني بعد أن اتخذتها "إسرائيل" غطاء لتوسيع الاستيطان وتنفيذ سياستها التهويدية" . ووجه تحية إلى الأسير في سجون الاحتلال جمال أبو الهيجا، والد حمزة أحد الشهداء، وقال "أمانة المقاومة وفلسطين محفوظة في أعناق الفلسطينيين حتى آخر قطرة دم فيهم" . وفي غزة، قال سامي أبو زهري الناطق باسم "حماس": إن "ما حدث من جريمة مدانة في جنين عار على أجهزة أمن الضفة"، مطالباً السلطة ب "وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال" . وقال فوزي برهوم المتحدث باسم "حماس" في غزة: "يجب أن يمتلك كل شاب في الضفة الغربية بندقية ويجب أن تبدأ الضفة بمرحلة تصنيع الصواريخ كما في قطاع غزة" . وقالت الجهاد الإسلامي في بيان مقتضب إن "شهداء كتائب القسام وسرايا القدس في جنين دليل على حيوية الشعب والمقاومة وإن جنين تكسر الصمت" . وقال نافذ عزام القيادي في "الجهاد" إن "هذا دليل إدانة للمحتل والمعوقات من بعض الأجهزة الأمنية في السلطة"، مضيفاً أن "الشعب الفلسطيني لن يستسلم والأمور تغلي في الضفة" . (وكالات) الخليج الامارتية