استشهد ثلاثة ناشطين فلسطينيين فجر أمس، وأصيب 14 آخرون، خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاصرتهم في أحد المنازل في مخيم جنين بالضفة الغربية. وفيما توعدت 3 فصائل فلسطينية مسلحة إسرائيل ب «رد قاسٍ»، وبينما استنكرت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي، زعمت سلطات الاحتلال أنها أحبطت «اعتداء كبيراً» بهذا العدوان. وأوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وحاصرت المنزل الذي كان يتحصن فيه الناشطون، وبدأت إطلاق النيران وصواريخ عليه بالقرب من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، ما ادى إلى نشوب اشتباكات مسلحة. فيما قامت جرافة عسكرية اسرائيلية بهدم اجزاء من المنزل. وأعلنت مصادر فلسطينية أن الاشتباكات اسفرت عن استشهاد كل من: حمزة ابو الهيجا، أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» ونجل القيادي في الحركة جمال أبو الهيجا، ومحمود أبو زينة من سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، ويزن جبارين من كتائب شهداء الأقصى أحد الأجنحة العسكرية لحركة «فتح». وقال ضابط اسرائيلي رفيع المستوى إن عملية تصفية حمزة أبو الهيجا إنجاز كبير للاحتلال وتخلص من قنبلة فلسطينية موقوتة، حسب قوله. بينما قالت مصادر جيش الاحتلال إن جنديين أصيبا بجروح طفيفة خلال الاشتباكات. وشارك آلاف الفلسطينيين ظهر أمس في تشييع جثامين الشهداء الثلاثة وسط غضب شعبي عارم، ومطالب بوقف المفاوضات مع إسرائيل، وإعلان الحداد على أرواح الشهداء. 3 فصائل تتوعد من جانبها، توعدت كتائب عز الدين وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، إسرائيل ب «رد قاس» على استشهاد ثلاثة من عناصرها. وذكرت الأجنحة العسكرية، في بيان مشترك، أن «دماء شهداء مخيم جنين لن تضيع هدراً، وستكون لعنة ووبالاً على الصهاينة». وحمّلت الأجنحة العسكرية السلطة الفلسطينية مسؤولية «الاستشهاد»، مؤكدة أن «المقاومة في الضفة هي جمرٌ تحت الرماد، وستخرج للمحتل من حيث لا يحتسب، وهي مقاومة حيّة لن تموت». الرئاسة تدين بدورها، دانت السلطة الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني اغتيال الناشطين الثلاثة برصاص الاحتلال. كما استنكرت اللجنة المركزية لحركة «فتح»، في اجتماع برئاسة الرئيس محمود عباس، عملية الاغتيال. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة: «ندين التصعيد الإسرائيلي المستمر والاقتحامات المتواصلة للأقصى ضمن سياسة اسرائيلية ممنهجة تهدف الى تدمير كل شيء». وحمّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، مطالباً الإدارة الأميركية ب«التحرك السريع لمنع انهيار كل شيء». يعلون يزعم أما إسرائيلياً، فزعم وزير الجيش موشيه يعلون أن الهجوم على جنين «أحبط اعتداء تخريبياً خطيراً»، بحسب الإذاعة الإسرائيلية. في موازاة ذلك، كشفت كتائب القسام عن تسجيل فيديو يظهر أن يعلون كان في مرمى نيران قناصتها خلال تواجده قبالة غزة أثناء زيارته للنفق الذي جرى الإعلان عن كشفه شرق خانيونس جنوب قطاع غزة. وقال مصدر في حماس إن أجهزة الرصد في كتائب القسام «تمكنت من توثيق وصول يعلون وعدد من مرافقيه وضباط الاحتلال، إلى محيط النفق داخل السياج الأمني»، مؤكداً أن يعلون «كان في مرمى نيران قناصة القسام». البيان الاماراتية