واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، حيث وسعت من نطاق تحركاتها داخل المدينة، وفصلت عددا من الأحياء الشرقية عن المناطق الغربية، وفرضت حظرا للتجوال في المناطق التي تسيطر عليها. وقالت الانباء إن عددا من الفلسطينيين أصيبوا في الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة، بينهم أطفال وأحدهم ضرير، وقالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة في أرجاء المدينة، وواصلت عمليات دهم المنازل. ووصفت المراسلة حالة المدينة بالشلل التام، بفعل حظر التجوال المفروض عليها، واختفت السيارات من الطرق مع التزام المواطنين منازلهم، كما أعاقت قوات الاحتلال حركة سيارات الإسعاف، ومنعت وصول العديد من المسعفين لمنازل الفلسطينيين الذين اصيبوا بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع. وقالت المراسلة إن قوات الاحتلال ترفض الاعتراف بعدد الفلسطينين الذين اعقتلتهم لغاية الآن، فيما تقدر مصادر فلسطينية عددهم بنحو 25شخصا، وأوضحت أن قوات الاحتلال أقرت باعتقال ثلاثة ممن وصفتهم بالمطلوبين من أعضاء كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، كما اعتقلت اثنين آخرين من مدينة جنين وسادسا في أريحا. وشملت حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال في الضفة الغربية أمس، أكثر من 28 فلسطينيا، في إطار عمليات اقتحام ومداهمة ليلية، كما أصيب نحو عشرين فلسطينيا في اشتباكات مع قوات الاحتلال. ونوهت المراسلة إلى أن من بين المعتقلين ناشطين كانت إسرائيل قد أصدرت عفوا عنهم بالسابق. وفي قطاع غزة شيع مئات الفلسطينيين في خان يونس كريمة فياض وثلاثة من أبنائها كانوا قد استشهدوا أمس، بعد أن سقطت قذيفة إسرائيلية على منزلهم، أسفرت أيضا عن إصابة خمسة آخرين من أفراد العائلة. وكانت حصيلة الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة خلال ال 24 ساعة الماضية، قد ارتفعت فجر اليوم إلى 11 شهيدا، بعد استشهاد اثنين من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في اشتباكات مع قوات الاحتلال التي توغلت ببلدة بيت حانون شمال القطاع فجر اليوم. وقالت القسام إن الشهيدين هما محمد عوض الكفارنة (25 عاما)، وقريبه أحمد نصر الكفارنة (27 عاما). وقال شهود عيان إن عددا من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية، توغلت شرق بلدة بيت حانون وسط إطلاق النار وبغطاء من المروحيات. من جانبها نددت الرئاسة الفلسطينية بالتصعيد العسكري الإسرئيلي على غزة وقيام قواتها باعتقال عشرات المواطنين في نابلس، واعتبرت ذلك تقويضا لعملية السلام. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تزعزع "الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني" وتؤثر سلبا على العملية التفاوضية الجارية بينهما حاليا.