استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين بينهم قائد من كتائب عز الدين القسام، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، فجر أمس. وفيما دانت الرئاسة الفلسطينية التصعيد الاسرائيلي المستمر، والاقتحامات المتواصلة للأقصى، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير كل شيء، طالبت حركة «حماس» السلطة وأجهزتها الأمنية بوقف «مهزلة التنسيق الأمني مع الاحتلال للأبد»، في حين توعدت ثلاثة فصائل فلسطينية إسرائيل ب«رد قاسٍ»، بعد اقتحام مخيم جنين. وتفصيلا، أوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وحاصرت المنزل، وبدأت إطلاق النيران والصواريخ عليه، بالقرب من مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، ما أسفر عن استشهاد الشبان الثلاثة. والشبان الثلاثة هم حمزة أبوالهيجا - القائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) - ويزن جبارين ومحمود أبوزينة، وجميعهم في العشرينات من العمر. وجاء استشهاد الشبان عقب محاصرة قوات الاحتلال أحد المنازل داخل مخيم جنين، وإطلاق قذائف صاروخية على الموجودين بداخله. يعالون في مرمى قناصة «القسام» كشفت «كتائب القسام» الذراع المسلحة لحركة حماس، مساء الجمعة، عن تسجيل فيديو، يظهر أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، كان في مرمى نيران قناصتها خلال وجوده قبالة غزة. ويظهر في الفيديو، الذي سجلته كتائب القسام وجرى نشره، وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون خلال زيارته للنفق، الذي جرى الإعلان عن كشفه في كيبوتس العين الثالثة شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة. وقال مصدر في «حماس»، إن أجهزة الرصد في كتائب القسام «تمكنت من توثيق وصول يعالون، وعدد من مرافقيه، إلى محيط النفق»، مؤكداً أن يعالون «كان في مرمى نيران قناصة القسام». غزة - يو.بي.آي وقال القيادي في حركة حماس، وصفي قبها، إن قوة إسرائيلية اقتحمت المخيم بآليات عسكرية عدة، وطوَّقت المنزل، وبداخله عدد من الشبان بينهم الشاب حمزة أبوالهيجا (22 عاماً)، حيث دارت مواجهات مسلحة بعد أن رفض الأخير الاستسلام. وأكد قبها أن قوات الاحتلال، التي كانت تحاصر المخيم منذ الفجر، باشرت بإطلاق قذائف صاروخية تجاه الشبان، ما أدى إلى استشهاد حمزة على الفور، وإصابة مواطنين آخرين. يُذكر أن الشهيد حمزة، هو نجل القيادي في «حماس» جمال أبوالهيجا، المعتقل منذ 11 عاماً، حيث يقضي أحكاماً بالسجن المؤبد لتسع مرات. ودان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، التصعيد الإسرائيلي المستمر، باستهداف المواطنين والاقتحامات المتواصلة للأقصى، ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة، تهدف إلى تدمير كل شيء. وحمل أبوردينة الحكومة الاسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد، وطالب الادارة الاميركية ب«التحرك السريع، لمنع انهيار كل شيء». من جانبها، طالبت حركة «حماس» السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية بوقف «مهزلة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي للأبد، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين فورًا، والانحياز إلى خيار شعبنا ودماء شهدائه وأنات جرحاه، وآهات أسراه». وتوعّدت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري ل«حماس»، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، وكتائب شهداء الأقصى الفلسطينية أحد الأجنحة العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، إسرائيل ب«رد قاسٍ»، على مقتل ثلاثة من عناصرها في مخيم جنين. وقالت الأجنحة العسكرية في بيان مشترك «إنّ دماء شهداء مخيم جنين لن تضيع هدراً، وستكون لعنة ووبالاً على الصهاينة»، بحسب وكالة «معا» الفلسطينية المستقلة. وحملت الاجنحة العسكرية السلطة الفلسطينية مسؤولية «استشهاد» عناصرها. وأضاف البيان «أن المقاومة في الضفة هي جمرٌ تحت الرماد، وستخرج للمحتل من حيث لا يحتسب، وهي مقاومة حيّة لن تموت». وشارك آلاف الفلسطينيين، ظهر أمس، في تشييع جثامين الشهداء الثلاثة، التي لفت برايات الفصائل، وسط هتافات غاضبة، تطالب بالوحدة والانتقام من القوات الإسرائيلية. وشارك في التشييع أعداد من الملثمين وقيادات من الفصائل الفلسطينية، فيما ووريت الجثامين مقبرة جنين. وقال القيادي في حركة حماس، الشيخ حسن يوسف، في كلمة خلال مراسم التشييع «المقاومة هي الطريق الوحيد والأقصر، لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة»، مشيداً ب«الوحدة التي تجسدت في الميدان، بين المقاومين من الفصائل الثلاثة». واعتبر خروج آلاف الفلسطينيين في مسيرة التشييع «استفتاء على المقاومة، ورفض التنسيق الأمني». وطالب يوسف السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات، ومسيرة التسوية مع إسرائيل. بدوره، ذكر القيادي في حركة التحرير الوطني (فتح)، جمال حويل، أن قوات الاحتلال قتلت الشهداء «بدم بارد»، واستهجن ما وصفه ب«الإجرام الإسرائيلي» تجاه الفلسطينيين. الامارات اليوم