الشارقة - عثمان حسن: عرضت مساء أمس الأول في قصر الثقافة ضمن العروض التي تنافس على جوائز المهرجان مسرحية "الغافة" من تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج حسن رجب ومن إنتاج فرقة مسرح الفجيرة القومي . المسرحية من بطولة عدد كبير من الممثلين أبرزهم: إبراهيم العضب بدور "نصيب"، وفي دور الساعي "نور"، عبدالرحمن البلوشي "أبو محمد"، وعبدالله الرشدي "حمدان"، وأشواق "المرأة"، وحسين الجاسم "الشاعر"، ومحمد الجافي "خالد"، وملاك يحيى "العجوز"، وشعبان سبت "المدير"، وخليفة ناصر "الضابط"، إضافة لكل من سامي القطان، منصور سعيد، راشد السعدي، موسى محمد، مبارك لفليتي، عبدالله عبدالرحمن، عبدالله بشير، سالم بن ثاني، خميس بن ثاني، عبدالله درويش وحمد سعيد . تفتح الستارة على مشهد جميل تتوسطه شجرة الغافة، وخلفها البحر حيث مجموعة من المسعفين يقومون بنقل المرضى والمصابين بالجدري إلى منطقة أكثر أمنا، يصادف أنها شجرة الغافة التي يسيطر عليها رجل متعصب وحاقد هو "نصيب"، الذي يتدلى من أغصان الشجرة زاجرا ومتوعدا المصابين ومن معهم بالابتعاد عن مكانه الذي يصفه بالمملكة، وهو وحده المتوج عليها، زعيما أبديا . من هنا، تبدأ حكاية العرض بالانكشاف على مدى ساعة زمنية في أجواء وتداعيات وباء الجدري ونقل المصابين إلى هذا المكان النائي عن الحي، ومن هنا أيضا تبدأ حكاية الأهل مع نصيب، الذي يستغل هذا المرض فيحول دون وصول المرضى إلى شجرته، ويحرص النص كما العرض في إظهاره بصورة من صور النقمة والتشفي وتصفية الحساب مع أهل القرية فيحول دون عزل المرضى ويعمل على تركهم مع الأصحاء للتخلص منهم واتخاذ ذلك ذريعة لتحقيق أطماع خاصة أنية . الظلم والتسلط والتعسف والجبروت من الوسائل التي التصقت ب"نصيب"، وها هو يحاول استمالة من يريد لرايه في محاولة لإحداث شرخ بين الأهل مبتدئا بنورة الفتاة المصابة بالمرض، واعداً إياها بالنجاة وتجاوز محنة المرض مقابل رضوخها لفكرته المجنونة التي تبوء بالفشل في نهاية المطاف . يختتم العرض بمشهد التحام أهل الحي وتوحدهم ضد نصيب، واستدراجه وإعدامه في الشجرة التي حاول السيطرة عليها، في إشارة استجلاء معاني الحب والوئام والتوحد . العرض ينتمي للمسرح الشعبي الفرجوي، ولا يخلو من إشارات وتأويلات ذهنية تخاطب الحاضر، وتقدم سينوغرافيا وفضاء بصرياً حاشداً بالشخوص مع استخدام ديكور ثابت ورمزية تتحرك بمرونة بين أزمنة السرد المختلفة . الخليج الامارتية