مواضيع ذات صلة محمد صالح المسفر عقد منتدى العلاقات العربية والدولية في الدوحة مؤتمرا لمدة يومين من 2 - 3 ديسمبر بعنوان " العلاقات العربية الإيرانية في منطقة الخليج " وحضرها مجموعة من الباحثين المهتمين بأمر المنطقة من إيران ودول الخليج العربي وكذلك من بعض الدول العربية. وقدمت أوراق عمل من معظم المشاركين، وجرت مناقشات غاية في الصراحة والأهمية. أستطيع القول إن المؤتمر انقسم إلى فريقين فريق عربي أبدى مخاوفه من السياسات التوسعية الإيرانية سواء أكان ذلك التوسع مذهبيا أو توسعا جغرافيا كما هو الحال في العراق وسورية ولبنان واليمن والسودان، وكانت مسألة احتلال جزر الإمارات العربية المتحدة من قبل إيران موضع اهتمام الباحثين العرب في هذا المؤتمر يدللون بذلك الاحتلال على الهيمنة التي تريد إيران فرضها على دول الجوار العربي الأمر الذي لن يقبل به العرب في الحاضر أو المستقبل وستبقى العلاقات بين الطرفين عامل توتر طالما أن تلك المسألة لم تحل. إيران الدولة وجميع مفكريها ومنهم الذين شاركوا في اجتماع منتدى الدوحة آنف الذكر يرفضون أصلا ذكر تلك الجزر فما بالك بالقبول بالتحكيم الدولي الذي تطالب به الإمارات العربية المتحدة. تناول الباحثون من الجانب العربي في أوراقهم أو مناقشاتهم مسألة استمرار المطالبة من قيادات سياسية ودينية إيرانية بحق السيادة على البحرين رغم وقائع التاريخ والاستفتاء الذي أجرته الأممالمتحدة عن عروبة البحرين أو تبعيتها لإيران وكانت النتيجة إصرار شعب البحرين على الاستقلال والانتماء إلى الأمة العربية، ولم ينس المتحاورون مسألة التسلح النووي ومخاطره على الخليج العربي ومياهه وثروته البحرية. أثيرت تساؤلات في ذلك المؤتمر عن التدخل الإيراني في الشأن السوري والوقوف بالتأييد والتمويل والتسليح إلى جانب نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه ويدمر وطنه دون تمييز. .إيران موقفها من المعارضة البحرينية واضح وهو التأييد والنصرة ضد أقلية (أهل السنة) تحكم البحرين ذات الأغلبية الشيعية كما تدعي إيران وأنصارها، في الوقت ذاته تناصر الأقلية (العلويين) التي تحكم الأغلبية السنية في سورية، إنها ازدواجية المعايير عند القيادة السياسية الإيرانية والحق أن الأخوة المشاركين في المؤتمر من المفكرين الإيرانيين شعروا بأنهم وضعوا في زاوية حادة. ( 2 ) لقد حاول البعض منهم كما هي العادة العودة إلى الحرب العراقيةالإيرانية التي دامت ثمانية أعوام متتالية أوقد نارها الجانب الإيراني بالغارة الجوية الإيرانية على العراق وتم إسقاط عدد من الطائرات العسكرية الإيرانية وقبض على طياريها في العراق وعرضوا على شاشة التلفزة العالمية في ذلك الزمان، وراحوا يتناولون مأساة حلبجة العراقية التي يسكنها الكرد العراقيون التي استخدم ضدها سلاح كيماوي، وهو شأن لا دخل لإيران به، لكن أثبتت كل الأدلة التي كشفت عنها وزارة الدفاع الأمريكية أن السلاح الكيماوي الذي استخدم ضد مواقع في حلبجة لم يكن عراقيا لأن العراق لا يملك ذلك النوع من السلاح ومن يملكه في المنطقة في تلك الفترة هي الحكومة الإيرانية ولا ننسى أن الأكراد في العراقوإيران يتجاوران وتريد إيران كسر شوكة أكراد تركيا كي لا يطالبوا بما يطالب به أكراد العراق فالتهمة موجهة للجانب الإيراني بضرب الحدود العراقيةالإيرانية ذات التواجد الكردي، وراح البعض منهم يمن على العرب أنهم وقفوا إلى جانب الفلسطينيين في المطالبة بحقوقهم الوطنية أي بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وكان الرد لا تمنوا علينا بنصرة القضية الفلسطينية والقدس الشريف فذلك شأن إسلامي وكل المسلمين مطالبين بنصرة الشعب الفلسطيني ولا تنسوا أن كوادر الثورة الإيرانية قبل اندلاعها تدربوا تدريبا عسكريا في مخيمات الفلسطينيين في بيروت وأماكن أخرى فعليكم رد الجميل وليس المنة عليهم بمواقفكم، لكن نريد أن نذكركم بأنكم كنتم في إبان الحرب العراقيةالإيرانية على تعاون وتواصل مع إسرائيل وأشهر الوقائع الدالة على ذلك ما عرف في حينه " إيران قيت " أي إمداد إيران بالسلاح من قبل إسرائيل إبان الحرب العراقيةالإيرانية . وراح البعض منهم يجتر التاريخ ويقول إنه لم يكن في الخليج العربي أي دولة عربية والدولة الوحيدة على ضفاف الخليج هي الدولة الإيرانية ، وتصدى لهذه الطروحات كل من الدكتور عبد الوهاب القصاب والدكتور سيار الجميل المتخصصين في تاريخ المنطقة ويمكن العودة إلى وقائع تلك الندوة الثرية جدا بالمعلومات والوقائع التاريخية والحجج المنطقية الموثقة من قبل المشاركين العرب. عندما اشتد النقاش وشعر السيد بيروز مجتهد زاده بأنه الخاسر في مناقشاته أمام المشاركين راح يلقي باللائمة على إيران إذ قال فيما معناه : " إيران ليس فيها جهة واحدة نحاسبها هناك العديد من الجهات ورؤوس متعددة وعلى ذلك ترون هذا التخبط في السياسة الإيرانية "أما السيد عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة في عهد السيد خاتمي وهو يتحدث عن الخليج " الفارسي " كاد أن ينطق بكلمة الخليج العربي إلا أنه بلع كلمته قبل أن تخرج على لسانه وعندما ووجه بتردده عن استخدام جملة " الخليج العربي " قال صحيح لدينا التزام كل الشعب الإيراني بعدم استخدام كلمة الخليج العربي ولو مجاملة . وعلى ذلك فاني أدعو إدارة منتدى العلاقات العربية والدولية إذا قرروا إصدار أوراق العمل في كتاب أن يضمنوه الحوارات التي ليست مكتوبة وتستطيعون استخراجها من التسجيلات التي تمت في المؤتمر . آخر القول : أدرك الدكتور محمد الأحمري رئيس المنتدى وصاحب الدعوة حرارة المناقشات فألقى كلمة توفيقية في آخر مؤتمره أراد بها تلطيف الوقع على إخواننا المشاركين من إيران وكانت كلمة موفقة وفي النهاية أقول: إنه مؤتمر يستحق متابعة ما دار فيه من حوارات.