شكل البرازيلي أدينالدو باتيستا ليبانو الشهير ب "غرافيتي" ظاهرة كروية في دورينا هذا الموسم، بعدما أصبح أبرز هداف أجنبي عرفه النادي الأهلي في عصر الاحتراف، وصاحب أعلى معدل تهديفي في تاريخه من خلال عدد المباريات التي خاضها حيث سجل 49 هدفاً في كافة المسابقات (دوري وكأس اتصالات وبطولة الخليج) في موسم ونصف فقط . ويضرب غرافيتي مع الغاني جيان مهاجم العين كل الأرقام، لكن المهاجم البرازيلي تفوق على منافسه في صدارة الهدافين بأنه سجل 19 هدفاً في 11 مباراة بعدما غاب في واحدة بسبب الإيقاف، ومنها 3 فقط من ركلات جزاء، بينما سجل جيان 20 هدفاً في 12 مباراة ومنها 6 من ركلات جزاء . مايقدمه غرافيتي يعد ظاهرة حقيقية للاعب يبلغ من العمر 33 عاماً ورغم ذلك يشارك في الدفاع وينطلق من الوسط ويبذل مجهودا بدنياً خرافياً في الهجوم، مع العلم أن ذلك ليس غريباً عليه وكان موضع تحليل في الصحافة العالمية التي أشارت خلال تواجده في ألمانيا إلى خصوصية عنده كونه مهاجماً يلعب بجسده معوضا غياب بعض المهارات الفردية لديه . وقبل عرض مسيرة غرافيتي مع "الفرسان" وتألقه الحالي والماضي ومشواره مع كرة القدم، لابد من الإشارة إلى أن إدارة النادي الأهلي فتحت خطوط مفاوضات مكثفة مع المهاجم البرازيلي لتجديد عقده الذي ينتهي في يونيو/حزيران المقبل، ولاسيما أن ابقاء "الوحش الجميل" في "القلعة الحمراء" أصبح مطلباً جماهيرياً لما يقدمه اللاعب من مستوى كان محط أعجاب كل المتابعين لدوري اتصالات للمحترفين . وكانت مصادر الصحف البرازيلية ذكرت أمس، أن نادي بوتوفاغو يريد ضم غرافيتي إلى صفوفه، لكنها عادت وأكدت ان دون ذلك عقبات كبيرة ولاسيما فيما يتعلق بالبدل المالي للصفقة، حيث ان اللاعب يحصل على راتب سنوي مميز ولايمكن لبوتوفاغو أن يدفعه . حياة غرافيتي كانت مميزة منذ أن بدأ ممارسة كرة القدم في مسقط رأسه كامبو ليمبو باوليستا في ولاية ساو باولو، وهو لعب لأندية عدة في دوري المحافظات والدرجة الثانية، قبل أن يبدأ نجمه بالسطوع مع نادي غوياس، وقد استغل فرصة اللعب للفريق العريق بأفضل طريقة وأدى تألقه إلى اختياره من بين أفضل 11 لاعباً في الدوري البرازيلي عام ،2003 بعدما سجل 12 هدفاً في 20 مباراة، كرقم غير مسبوق في تاريخ هدافي النادي بنسبة الأهداف مقارنة بعدد المباريات . وكانت نقطة التحول في مسيرة غرافيتي انتقاله إلى نادي ساوباولو وفاز معه بكأس الانتركونتينتال ومن ثم مونديال الأندية، ليفتح ذلك له الباب للعب في صفوف المنتخب البرازيلي الأول . كانت التجربة الاحترافية الأولى لغرافيتي مع لومان الفرنسي حيث أمضى معه موسماً ونصف الموسم، ومن ثم فاز بصفقته نادي فولسفبورغ عام 2007 بعقد بلغ 10 ملايين دولار . حقق غرافيتي كل شيء مع فولسفبورغ، وتمت مقارنته بالهداف التاريخي الألماني وبايرن ميونيخ "المدفعجي" غيرد مولر، ولاسيما أن معدلاته التهديفية مع أول الموسم لم تكن طبيعية وبلغت هدفاً واحدا كل 72 دقيقة حيث سجل اللاعب 18 هدفاً في 16 مباراة شارك فيها مع فريقه هذا الموسم . ووصل معدل مولر في موسم 1972 إلى هدف واحد كل 77 دقيقة في طريقه لتسجيل 40 هدفا (رقم قياسي) لبايرن ميونيخ، ولم يستطع غرافيتي من تحطيم هذا الرقم القياسي، لكنه سجل 28 هدفاً مع نهاية الموسم توج بهم هدافا ل "البوندسليغا" كأول من يصل إلى هذا الرقم العالي بعد "الأسطورة" . لكن غرافيتي تفوق على مولر بعدما دخل تاريخ الدوري الألماني حيث أسهمت أهدافه في تكوين أفضل شراكة هجومية مع زميله السابق البوسني إدين دزيكو إذ سجلا معاً 54 هدفاً وتجاوزا بذلك إنجاز غيرد مولر وأولي هونيس اللذين سجلا معاً 53 هدفا في موسم 1971 -1972 . كما نال غرافيتي مجداً شخصياً عندما سجل هدفاً في مرمى بايرن ميونيخ أعتبر الأجمل في الدوري الألماني، ونال لقب ثالث أفضل هدف في العالم في الجوائز التي تقدمها الفيفا، كما نال لقب أفضل لاعب كثالث لاعب أجنبي يحقق هذا الانجاز . وسجل غرافيتي "هاتريك" في مرمى سسكا موسكو في دوري أبطال أوروبا بيصبح سادس لاعب في التاريخ يسجل في أول مشاركة له في البطولة القارية . كل هذه الانجازات لم تكن لتتحقق لولا قوة إرادة عند غرافيتي الذي يبلغ طوله 89 .1 سم ويبدو كوحش لكن جميل، كما أن لقبه غرافيتي يعني الكثير حتى إن نيوتن سمى قانون الجاذبية بهذا الاسم نسبة إلى الوزن والثقل . يقول غرافيتي عن سر قوته ولياقته: جاء ذلك نتيجة عمل حثيث، فأنا دائماً أتحدى نفسي لتحقيق إنجاز أفضل من العام السابق أو على الأقل لكي أشعر أن مستواي آخذ في التحسن، أنا لم ألعب في الفئات الصغرى، بل تعلمت مبادئ كرة القدم على الملاعب الترابية في الشوارع، حيث واجهت صعوبات جمة لاكتساب بعض التقنيات الأساسية فيما بعد، لكن أدائي تطور بشكل لافت في السنوات الماضية، وأنا مازلت أرفع سقف التحدي الشخصي . ويتابع :أعتقد أن التجربة تلعب دوراً مهماً، يمكنني أن أقول إني أصبحت أعرف كيفية التموضع بشكل أفضل فوق رقعة الملعب، حيث أركض أقل من السابق لكني أقف في المكان المناسب . كل هذه العوامل تساعد في الحفاظ على المستوى المنشود . وخلال تواجده في نادي فولفسبورغ نجح غرافيتي في كسب ود المدرب فيليكس ماغاث الذي يشتهر بأساليبه ونظمه التدريبية الصارمة والقاسية ولكن ذلك لم يزعج غرافيتي ولم يمنعه من التألق، واعترف غرافيتي "إنني برازيلي نادر إلى حد ما يلعب قليلاً بالأسلوب الألماني" . ولم يعتمد غرافيتي في تألقه على الموهبة والمهارة وإنما استخدم جسمه بشكل جيد كما أنه أكثر التزاما من باقي البرازيليين المحترفين في أوروبا، حتى إن ماغاث قال يوماً: إنه ملتزم للغاية ودائما ما يقدم كل ما لديه" .