– متابعات:جاءت القمة العربية فى دورتها العادية هذا العام 2014، تحت عنوان " التضامن العربى من أجل مستقبل أفضل"، حيث بذلت دولة الكويت- المستضيفة للقمة ال 25، جهودًا جادة مع الدول الخليجية التى تشهد توترًا سياسيًا فيما بينها، من أجل تحقيق هذا العنوان، ولكن سرعان ما انقلبت دولة قطر على تحقيق هذا التضامن، وأفرغت القمة إلى حد كبير من محتواها. العديد من المراقبين كانوا يضعون أملا ولو ضعيفا، على أن تتغير لهجة قطر التى اتسمت بالعداء والتدخل فى شئون مصر خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013، ولكن أمير دولة قطر قطع دابر هذا الأمل، وجدد تدخله فى الشأن المصرى، خلال كلمته الافتتاحية فى القمة، والتى قال فيها: "نؤيد تطلعات الشعب المصرى نحو الاستقرار، وتحقيق الآمال، والتطلعات التى يصبو إليها، ونتمنى أن يتحقق ذلك عن طريق الحوار الشامل". كلمة أثارت غضب العديد من رؤساء الدول العربية والوفود المشاركة فى مؤتمر القمة. حيث أكد أحد الساسة العرب، أن الأمير سلمان بن عبد العزيز، ممثل المملكة العربية السعودية فى القمة العربية المنعقدة حاليًا بدولة الكويت، طلب من الأمير صباح الجابر الصباح، أمير دولة الكويت ورئيس الدورة الحالية للقمة ال 25، أن يعطيه الكلمة بعد أن ينتهى الأمير صباح من كلمته وقبل أن يبدأ الدكتور نبيل العربى فى كلمته، وذلك بعد أن استفزته كلمة أمير دولة قطر فيما يخص مصر. وأوضح المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه ل "اليوم السابع"، أن كلمة أمير دولة قطر فى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال 25 المنعقدة الآن بدولة الكويت، استفزت الأمير سلمان بن عبد العزيز، خاصة بعد أن ألمح الأمير تميم بن حمد إلى أن الاستقرار فى مصر لن يتأتى إلا بالحوار الشامل والمجتمعى، يقصد الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذى أغضب الأمير سلمان ودفعة للرد على تلميحات أمير قطر، قبل أن يبدأ الدكتور نبيل العربى فى إلقاء كلمته. وأشار المصدر إلى أن المملكة العربية السعودية ترفض الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعد أن أعلنت الرياض أنها جماعة إرهابية. وقد أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز خلال كلمته، أن من أهم معالم ظاهرة الإرهاب بروز بعض المنظمات والتجمعات المتطرفة، وما تدعيه بطلانًا باسم الإسلام والمسلمين ينخدع به البعض، إلى حد أصبحت مصدرًا خطيرًا وكبيرًا على أمن واستقرار البلدان العربية وشعوبها، ووسيلة لزرع التفرقة والفتنة، داعيًا إلى أخذ موقف موحد وجماعى للتصدى لهذا الخطر المحدق بالجميع، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بمكافحته. وأدان بشدة كافة الأعمال الإرهابية أيًا كان مصدرها، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية لن تألو جهدًا من جانبها فى مواصلة التصدى لهذه الآفة المقيتة، من خلال إصدار الأنظمة والإجراءات المجرمة للإرهاب وأصحاب الفكر الضال والتنظيمات التى تقف خلفها. وجرت العادة فى القمم العربية المختلفة، أن تبدأ الجلسة الافتتاحية للقمة بكلمة رئيس الدورة السابقة، يليها كلمة رئيس الدورة الجديدة، ثم كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبعدها يبدأ الوفود المشاركون فى القمة فى إلقاء كلماتهم. من جهته، انتقد الدكتور محمد عبد الله آل زولفى، الباحث السياسى وعضو مجلس الشورى السعودى السابق، حديث أمير قطر تميم بن حمد، حول الحديث عن مصر فى كلمته على هامش القمة العربية المنعقدة فى الكويت، مشيرًا إلى تجاهل تميم لما حدث فى مصر عقب ثورة 30 يونيو، التى لفظت حكم جماعة الإخوان. وأوضح " آل زولفى" أن أمير قطر تدخل فى الشأن الداخلى المصرى، عندما تحدث عن ضرورة عقد حوار للخروج من الأزمة ودعوته إلى فتح معبر رفح الواقع على الحدود المصرية، مؤكدًا أن كلام تميم يوفر غطاءً للإرهاب ليحقق أغراضه، التى تهدف إلى ضرب الأمن القومى المصرى، وأن كلمته أغضبت الأمير سلمان الذى أستأذن الكلمة من الأمين العام للجامعة للرد على افتراءات تميم . وأشار "آل زولفى" إلى أن القمة العربية المنعقدة فى الكويت لن تؤتى بثمارها فى التعامل مع العديد من الملفات العربية الساخنة كالملف السورى، مؤكدًا أنها فشلت فى حل أى العديد من المشكلات التى تواجه الدول العربية، وأوضح أن التقارب المصرى السعودى سيكون قادرًا على حل العديد من الأزمات الأمنية والسياسية التى تواجه الأمة العربية بأكلمها. من جانبه، أكد الدكتور أنور ماجد عشقى، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية بالسعودية، أن القمة العربية المنعقدة فى الكويت سوف تنجح فى إطار الهدف الذى وضع لها، وهى قمة "التضامن لمستقبل أفضل"، مشيرًا إلى أن القمة تم إعدادها، بحيث تحقق الحد المقبول فى وضع حل للمشكلات العالقة. وأشار "عشقى" إلى أن وجود عدة ملفات ستناقش على هامش القمة، كالأزمة الخليجية الأخيرة والملف السورى، موضحًا أن أمير قطر قد ركز فى كلمته على ما يجرى فى وسوريا، وكذا الأمير سلمان الذى ركز على مسألة التضامن، وأشاد بكلمة الأمير سلمان التى وصفها بالجيدة، حينما تحدث عن ضرورة تحقيق الأمن القومى العربى وترسيخ التضامن. وأكد أن الدول العربية لم توفق فى الخروج بنجاحات فى العديد من القمم، التى عقدت فى السنوات الأخيرة، موضحًا أن الحالية نجحت بشكل جيد فى إطار الهدف الذى وضعت له وهو "التضامن لمستقبل أفضل" . براقش نت