عبّرت الملكة رانيا العبدالله ملكة الأردن عن فخرها بالنساء الأردنيات أمام العالم ودورهن الواثق والفاعل في خدمة مجتمعهن من خلال مبادرات فاعلة وتجارب مثيرة. نصر المجالي: كتبت زوجة العاهل الأردني، الملكة رانيا العبدالله، مقالًا في صحيفة "هافنغتون بوست" الالكترونية الأميركية، تحدثت فيه عن مرونة النساء الأردنيات، وقدرتهن على الابتكار، باعتبارهن قدوات ورائدات في محالات أعمالهن. وأوردت الملكة الأردنية (44 عامًا) وأم لأربعة أبناء وبنات، هم ولي العهد الأمير الحسين والأميرة إيمان والأميرة سلمى والأمير هاشم، أوردت قصصًا وروايات من أرض الواقع لتجارب ومبادرات لنساء أردنيات، وهن لسن مديرات تنفيذيات ولا محاميات ولا سيدات أعمال ولا طبيبات، لكنهن "نساء أردنيات يفاخر بهن العالم". جاء مقال الملكة رانيا في إطار الحملة، التي أطلقتها مؤسسة الأممالمتحدة لتبادل قصص أمهات من العالم أثرن في مجتمعاتهم ولحشد الدعم المالي لمبادرات عالمية تعمل من أجل توفير ظروف صحية للأمهات والأطفال. نص المقال في الآتي ترجمة لنص مقال الملكة رانيا العبدالله: "أنا حالمة"... لوحة لطالبة تدعى مريم عمرها 14 عامًا، كانت من ضمن مجموعة رسمات وقصائد أعطتني إياها "منال" مديرة مدرسة للبنات في عمّان، عندما احتفلنا بيوم المرأة العالمي قبل أسابيع قليلة. لماذا بقيت صورة تلك الرسمة في خيالي؟، لأن الفتيات اللواتي يحملن أحلامًا يصبحن أمهات يحملن رؤية نساء واثقات يشاركن في مجتمعاتهن وبلدانهن. نساء قويات يساهمن في نماء وازدهار دولهن. نساء حنونات، سواء كن أمهات أو قائدات ينشئن ويرشدن الجيل المقبل – أولادًا وبنات – نحو المساواة والعدالة والازدهار الأكبر. كجزء من ذلك الاحتفال، كانت لي فرصة الجلوس مع مجموعة من هؤلاء النساء. ما يجمع هؤلاء النساء ليست الأمومة، فمنهن من لسن أمهات. ولن تقرأ عنهن في فوربس أو الفايننشال تايمز. وهن لسن مديرات تنفيذيات ولا محاميات ولا سيدات أعمال ولا طبيبات – وهي وظائف قد يراها الكثيرون على أنها محطات تقليدية للنجاح. ما يوحدهن هي قوتهن، مرونتهن والابتكار. جميعهن قدوات. نساء رائدات. حكاية مها أنا فخورة جدًا بهن. لذلك ما أشاركه معكم اليوم هو قصصهن.. أمثلتهن. أن تكون مديرة ليست مجرد وظيفة بالنسبة إلى "مها"، بل رسالتها في الحياة. وهي تتحدث عن غرس حب التعلم في فتيات مدرستها وتعزيز ثقتهن بأنهن يستطعن أن يصبحن ما يردن إذا عملن بجهد، فعلت ذلك بشغف وتصميم لا يقلان عن الشغف والتصميم، اللذين أكلم بهما ابنتيّ إيمان وسلمى. لكن "مها" ليست أمًا بالمعني التقليدي. أخبرتنا: "مضى 26 عامًا على زواجي. لم نرزق أنا وزوجي بأولاد. ولكنني أسمع كلمة "ماما" كل يوم أكثر ممن أنجبن. كل واحدة من تلك الفتيات هي ابنتي". طالباتها محظوظات، ولكن أمهاتهن أيضًا محظوظات. ما هي فرصة أن تُعلم ابنتك امرأة كل غرائزها وطموحاتها اتجاه ابنتك تعكس غرائزك وطموحاتك؟ "شفاء" امرأة استثنائية أخرى. "شفاء" وزوجها عملا بجد، ولكن مع أربعة أطفال.. كان كفاحًا. بشهادة التعليم الثانوي، كانا مصممين على منح أبنائهم حياة أفضل. كيف؟. باعت "شفاء" دبلتها، عملت أعمالًا مختلفة، وأخذت قرضًا لفتح دكان صغير – أمر غير اعتيادي للنساء في قريتها – ليتمكن زوجها من الذهاب إلى الجامعة. اليوم، "شفاء" أيضًا على مقاعد الجامعة – بدوام جزئي لتتمكن من رعاية أبنائها. اختيارات "شفاء" كانت غير تقليدية وجدلية في الوقت عينه. كانت تعلم أن البعض في مجتمعها سيستهجن. لكن، كل يوم، بدعم زوجها.. كانت "شفاء" لأبنائها وبناتها، وعائلتها وجيرانها وصديقاتها... مثالًا لتغيير مجتمعها. بدأوا يدركون أن باستطاعة المرأة أن تكون متعلمة، لديها وظيفة، تدعم زوجها، وأن تكون أمًا رائعة. كان هناك الكثير من قصص النساء الشجاعات، اللواتي بالرغم من مواجهتهن الرفض، ثابرن لإعطاء الفتيات في أنحاء الأردن الأمل والفرص. مهمات فايزة مثل "فايزة"، التي تسعى إلى مساعدة الفتيات من ذوي الإعاقة، على إيجاد وظائف. لم يكن الأمر سهلًا، في بعض الأحيان كان محبطًا. ولكن مع كل قصة نجاح، كانت المواقف والسلوكيات تتغير. وهو بفضل نساء مثلهن. نساء لديهن رؤية. ورجال يملكون رؤية. لأن كل امرأة تحدثت عن قصتها أشادت بدعم زوجها لها. من المستحيل التفكير بأم واحدة غيّرت عالمي. ولكن يمكنني التفكير بعدد لا يحصى من النساء اللواتي يغيّرن الأردن إلى بلد أكثر ازدهارًا ومساواة وتماسكًا. لأنه سواء أنجبتي 4 أبناء أو علمتي 400 أو ألهمتي 4000، بالنسبة إليّ الأمومة تحمل معاني كثيرة. فهي تدور حول قوتك في تنشئة جيل جديد وتحقيق تغيير إيجابي وتوفير فرص تمكين. إنها تدور حول التعلم من الأخطاء، وأن تكون شجاعًا بما فيه الكفاية لكسر القوالب. وبناء أساسات تقوم على أحلام الفتيات الصغيرات مثل مريم.. ليمهدن الطريق ويقدمن الفرص إلى حالمات الغد. بالطبع، قصص الفتيات والنساء اللواتي يكافحن من أجل فرص متساوية ليست فريدة بالنسبة إلى منطقتي. إنها قصص عالمية. تمكين المرأة لذلك في العام 2000، خصصت الأممالمتحدة أحد الأهداف الإنمائية للألفية للمساواة وتمكين المرأة. ومع اقترابنا من موعد العام 2015 (الموعد المحدد لتنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية)، هنالك الكثير من التقدم الذي نستطيع الافتخار به: فتيات أكثر في الصفوف المدرسية؛ أمهات أكثر يبقين على قيد الحياة بعد الولادة. ولكن ما زال للفقر وجه امرأة. ما زال العنف عبئًا يتحمله الكثير من النساء. ما زال التحيز يؤخر الكثير من النساء. ولذلك، وفي العام الماضي، تشرّفت باختياري ضمن لجنة شاركت في وضع الأهداف العالمية المقبلة – أجندة التنمية العالمية لما بعد العام 2015 – بحيث نستطيع هذه المرة بحق أن نحسن حقوق النساء والفتيات. وذلك يعني، البحث عن الأفقر ودعمهم.. وضع أهداف ذات معنى ويمكن قياسها.. وضع الحكومات أمام مسؤولياتها لتحقيق تقدم حقيقي. هذا هو حلمي. مشاركة الجميع وأعتقد أننا نتشاركه جميعًا في هذه الحملة. لذا، لندع "مها" و"شفاء" و"فايزة" يلهمننا جميعًا لعمل الأفضل. دعونا نبحث عن الفتيات الصغيرات اللواتي يحملن أحلامًا كبيرة، ونساعدهن على تعزيز ثقتهن بأنهن يستطعن أن يصبحن ما يردن. إنه يبدأ بنموذج وقدوة رائعة... أنت. وجاءت مشاركة جلالتها في هذه الحملة إلى جانب العديد من الشخصيات العالمية العاملة والمهتمة في قضايا المرأة. تهدف الحملة، التي انطلقت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى حشد الدعم المالي لثلاث مبادرات عالمية، هي تحالف موبايل الأمهات من أجل توفير رسائل صحية وحيوية للأمهات الحوامل، ومبادرة الحياة لحماية الأطفال في جميع أنحاء العالم، من خلال توفير اللقاحات المنقذة للحياة ولبرنامج دعم الفتيات، الذي يهدف إلى زيادة الوعي، وحشد الدعم لبرامج الأممالمتحدة، التي تساعد الفتيات اللواتي هن في أمسّ الحاجة إلى الذهاب إلى المدارس، ومراجعة الأطباء وتوفير الأماكن الآمنة لهن، حيث ستقوم شركة جونسون آند جونسون بالتبرع بدولار واحد لكل إعجاب أو مشاركة على ما يكتب في الموقع خلال فترة الحملة. ايلاف