إن الحديث عن أشعة الشمس وفوائدها وأضرارها، وكذلك الأشعة فوق البنفسجية Rays UV والتى تستخدم لعلاج كثير من الأمراض الجلدية، مثل البهاق والصدفية أمرٌ يهم الكثيرين، ورأيت اليوم أن أتحدث عن هذا المجال بالتحديد. تقسم الأشعة بشكل عام إلى أشعة مرئية وأشعة غير مرئية، وتعتبر الأشعة الشمسية خير مثال عن الأشعة المرئية، أما المثال الآخر عن الأشعة غير المرئية فهى الأشعة فوق البنفسجية. إن طول الموجى للأشعة فوق البنفسجية مهم جداً، لأنه كلما طالت الموجة أصبحت الأشعة أقل ضرراً. هناك ثلاثة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية UVR تختلف باختلاف الطول الموجى لها يوضحها دكتور محمد حسين أبو حديد المدرس المساعد للأمراض الجلدية والتناسلية وتجميل الجلد والليزر بالمركز القومى للبحوث قائلا إن تلك الأشعة ثلاثة أنواع هى: الأشعة فوق البنفسجية 320 – 400 A نانو متر: هى أشعة ضعيفة وتحتاج لأستخدام أقراص Oxsoralen معها كى تكون فعّالة ويجب أن يأخذ المريض هذه الحبوب ساعة قبل التعرض للأشعة وهو ما يسمى بوفا PUVA. و تتطلب فحص دم لوظائف الكبد وكذلك فحص للعينين قبل البدء وأثناء العلاج ولا تعطى للمرأة الحامل ولقد تم استبدالها بأشعة الناروباند NB UVB والتى هى أكثر فاعلية لبعض الحالات و أكثر أماناً من أى نوع آخر. الأشعة فوق البنفسجية 290 – 320 B نانو متر: تمثل فى الوقت الحالى أكثر من 90% من استخدامات الأشعة.،وهى نوعان: أحدهما قديم ويدعى الأشعة فوق البنفسجية واسعة الطيف BB UVB وطول موجته من 290 – 320 نانومتر ولأن المدى له طويل فقد تم استخدام نوعا جديدا بحزمة ضوئية وحيدة طول موجته 311 نانو متر وهو ما يسمى NB UVB ناروباند " الأشعة فوق البنفسجية ذات الحزمة الضيقة " وهو أقل ضرراً من BB UVB. ويعتبر جهاز الناروباند هو الجهاز الرئيسى الذى يستخدم فى جميع العيادات فى العالم فى الوقت الحاضر. وهو جهاز فعال وآمن جداً، وهو معروف منذ سنوات ويستخدم لعلاج كثير من الأمراض الجلدية من أهمها الصدفية والبهاق ويستخدمه المريض 2 – 3 مرات فى الأسبوع وقد يصل استخدامه إلى عدة شهور. تعتبر أشعة الناروباند خياراً ممتازاً لعلاج الأطفال وهى آمنة ويمكن العلاج بهذه الأشعة أثناء فترة الحمل والرضاعة، وهى لا تؤدى إلى تشوهات فى الجنين أو أعراض أخرى لأن امتصاصها مقتصر على طبقة الجلد الخارجية. كما يمكن العلاج بأشعة الناروباند فى وجود أمراض أخرى لدى المريض فيمكن استخدامها لجميع المرضى سواء كان لديهم أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، الكلى، الضغط، السكرى أو غيرها والأمراض التى لا يمكن استخدام الأشعة معها هى الأمراض التى تزيد نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية وهى معروفة لدى الطبيب المعالج. ولا يوجد عدد محدد من الجلسات يجب أن لا يزيد المريض عليها، أو جرعة تراكمية لا يسمح بالزيادة عنها. والسؤال الذى يجب الإجابة عنه هل هناك ضرر من هذه الأشعة ؟ والجواب أنها آمنة جداً بإذن الله إذا تم استخدامها بجرعات مدروسة تحت إشراف طبى. الآثار الجانبية محدودة وهى تشمل اسمراراً مؤقتاً فى الجلد مع حكة واحمرار مختلف الشدة فى حالة التعرض لجرعة عالية هذا النوع من الأشعة. أما المضاعفات النادرة جداً فهى حدوث حروق وفقاعات بالجلد وهى بسبب زيادة الجرعة. الأشعة فوق البنفسجية C 200 – 290 نانو متر: هى أقصر الموجات طولاً فهى أشعة مسرطنة ولها تأثير سلبى جداً على الجلد، ولله الحمد فإنها لا تصل إلى الأرض لسبب وجود طبقة الأوزون والتى تمنع وصول هذه الأشعة إلى الأرض وليس لها أى استخدام طبى.
