عدن إف إم بقلم / محمد حيدره مسدوس محمد حيدرة مسدوس يكتب :استباقاَ لسوء الفهمقبل أن يحصل سوء فهم في الشارعالجنوبي، فإننا نود التوضيح بأن هناك منيحاول أن يوجد سوء فهم بين المفهوم اليمنيوالمفهوم العربي لهوية الجنوب السياسيةوخلق وهم في وعي الشارع الجنوبي بأنالمفهوم اليمني هو الورطة وأن المفهومالعربي هو النجاة , ولم يدرك أصحاب هذاالوهم بأن سودانية جنوب السودان لم تمنعهممن تحرير أنفسهم من قهر شمال السودانرغم أنهم لم يكونوا دوله قط وأصبحوا دولةجنوب السودان , وحالياَ يعملون على تسميةدولتهم بدولة السودان الجنوبيه حتى يقولواللعالم إن السودان هو سودانان وليس سوداناَواحداَ , وهو ما فعلته الجبهة القومية عندإعلان الاستقلال وعكسته في الدستورواعترف بها العالم. وللمزيد من التوضيحنورد التالي:أولا: أن الهوية الجغرافية ) الجهوية ( لليمنالجنوبيةواليمن الشمالية وسلطنة عمان هييمنية لأنها يمين الكعبه , وهي في نفسالوقت عربية لأنها جنوب العرب. ولذلك فإننامن حيث الهوية الجغرافية ) الجهوية ( نحنجنوب يمني وجنوب عربي في نفس الوقت،أما من حيث الهوية السياسية فقد كانالجنوب سلطنات وإمارات تنسب هويتهالسياسية للأسر الحاكمة فيه قبل وبعد دخولبريطانيا. وفي الخمسينات من القرن الماضيسعت بريطانيا إلى تجميع هذه السلطناتوالإمارات في دولة اتحادية واحدة قامتهويتها السياسية على هويتها الجغرافيةالعربية , أي الجنوب العربي , وبالمقابل قامتالثوره ضد بريطانيا على هويتها الجغرافيةاليمنية , أي الجنوباليمني . وأما الهويةالسياسية لدولة صنعاء فقد كانت تنسبللأئمة الذين تعاقبوا على حكمها ولم تظهرالهوية السياسية اليمنية لها إلا بعد الحربالعالمية الأولى عام 1918 م وبقرار سياسيمن الإمام دون أن تعكس هذه الهوية فيدستور أو أن يكون للشعب رأي فيها.ثانياَ: لقد قامت بريطانيا بتجميع السلطناتوالإمارات في محميتين لعدن , هما: المحميةالشرقية والمحمية الغربية وتمكنت من قيامدولة اتحاد الجنوب العربي على المحميةالغربية في الخمسينات من القرن الماضيكما أسلفنا ولم تسمح لها قوى قاهرة فيتقديري من إدخال المحمية الشرقية في دولةاتحاد الجنوب العربي حتى جاءت الثورة فيالجنوب ووحدت المحمية الشرقية مع المحميةالغربية في دولة اليمنالجنوبية الشعبية.فهل التقسيم الجديد للجنوب الذي جاء بهحوار صنعاء هو عودة إلى ذلك؟ , وهل دعاةالجنوب العربي الآن وقبل حل القضية معصنعاء هم جزء من هذه العملية ؟، وهلالمعرقلون لقيام قيادة سياسية جنوبية موحدةهم أيضاً جزء من هذه العملية دون إدراك؟ .فإذا ما كانوا بدون إدراك فإن عليهم الآنالإدراك بعد هذا التوضيح.ثالثاً: أننا نطلب من الشارع الجنوبي بأن يدركما يجري حوله وأن لا ينجر وراء الخلافاتالمفتعلة التي تجعل من الشكليات أساسياتلتعطيل كل شيء. وعليه أن يتمسك بمايساعد على حل قضيته مع صنعاء قبل أيشيء آخر. صحيح أن هذا قد يكون من لعبةالكبار، لأن كل الثورات في العالم لها علاقةبلعبة الكبار ولا يمكن لأي ثورة أو حركةسياسية في العالم أن تتجنب ذلك , ولكنها إذاما أدركت لعبة الكبار تستطيع أن تستفيد منهاوتوظفها لصالحها وتخرج عبرها إلى برالأمان . فلم نكن ندرك في السابق بأن إعلانالوحدة بين دولة اليمنالجنوبية ودولة اليمنالشمالية له علاقة بلعبة الكبار، ولم نكنندرك بأن إعلان الحرب على الجنوب وإسقاطمشروع الوحدة له علاقة بلعبة الكبار، ولمنكن ندرك بأن نهب الجنوب بعد الحرب وتدميرالبنيه التحتية لدولته له علاقة بلعبةالكبار.... الخ، وهذا ما أدى إلى ما نحن فيه.ولو كنا قد أدركنا ذلك لكنا قد تجنبناه أو قللنامن خسائره. فهل للقوى السياسية الجنوبيةحاليا وبعد كل ذ لك أن تدرك لعبة الكباروتتعامل معها بما يخدم قضيتنا ويخرجها إلىبر الأمان الدائم؟.رابعا: أن الإدراك للعبة الكبار والتعامل معهابما يخدم قضيتنا، يتطلب منا حاليا قيام جبهةوطنية جنوبية تضم الجميع دون استثناء وتقومهذه الجبهة على هدف سياسي واحد وقيادةسياسية توافقية واحدة طالما وكل الجنوبيينيقولون إنهم فاقدون وطنا ويريدون استعادته،وطالما وأنهم جميعهم مقتنعون بأن استعادتهتتطلب وحدتهم، وبحيث تقوم هذه الجبهةبالاستجابة لدعوة مجلس الأمن الدولي الواردةفي قراره الأخير، وتبدي استعدادها لذلكعلى أساس المفاوضات الندية خارج اليمنوتحت إشراف دولي. فإذا ما تم إعلان مثلهذه الجبهة كحامل سياسي لقضية شعبالجنوب وممثل شرعي لها، فإن المجتمعالدولي وعلى رأسه مجلس الأمنسيكون ملزما سياسيا وقانونيا بالتفاوض معهابكل تأكيد . أما بدون توحيد الجميع في إطارسياسي واحد وبقيادة سياسية توافقية واحدة،فإن كل هذه المكونات وكل هذه التضحياتستذهب سدى لا سمح الله.خامسا: أنني في الختام أطلب من الجميعمغادرة كلمة فلان مع فلان،لأن هذه العبارةعيب واحتقار لمن توجه إليه. فمن المقبولالقول إن فلانا مع موقف فلان باعتبار ذلكمن طبيعة العمل السياسي، ولكنه من العيبوالاحتقار القول إن فلانا مع فلان، لأن العملالسياسي لا يوجد فيه سادة وعبيد، وإنماالكل سادة بامتياز. عدن اف ام