الشارع الجنوبي تحت تأثير خذلان قياداته وكيانات الحراك تعوض نشاطها على الأرض بعقد اجتماعات طالب الدكتور محمد حيدرة مسدوس من الشارع الجنوبي أن يدرك ما يجري حوله وأن لا ينجر وراء الخلافات المفتعلة التي تجعل من الشكليات أساسيات لتعطيل كل شيء، وعليه أن يتمسك بما يساعد على حل قضيته مع صنعاء قبل أي شيء آخر. وفي أول رد على ما دعى إليه حزب الرابطة بتغيير اسم الجنوب اليمني إلى الجنوب العربي، فند مسدوس، وهو منظر الحراك الذي يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف الجنوبية، في مقال له للوسط وينشر هذا العدد، عدم صوابية مثل هذه الدعوة بالقول إن هناك من يحاول أن يوجد سوء فهم بين المفهوم اليمني والمفهوم العربي لهوية الجنوب السياسية وخلق وهم في وعي الشارع الجنوبي بأن المفهوم اليمني هو الورطة وأن المفهوم العربي هو النجاة. موضحا أن أصحاب هذا الوهم لم يدركوا أن سودانية جنوب السودان لم تمنعهم من أن يكونوا دولتهم المستقلة، وقال إن ما يعاني منه الجنوب اليوم هو عدم فهمهم في السابق لما أسماها (بلعبة الكبار) في ماله علاقة بإعلان الوحدة وإسقاطها وكذا تدمير الجنوب ونهبه. موضحا أنه و لإدراك هذه اللعبة والتعامل معها فإنه يتوجب قيام جبهة وطنية جنوبية تضم الجميع دون استثناء على هدف سياسي واحد وقيادة سياسية توافقية واحدة، محذرا أنه وبدون ذلك فإن كل هذه المكونات وكل هذه التضحيات ستذهب سدى. وتساءل عما إذا كان ما خرج به مؤتمر الحوار من تقسيم الجنوب هو عودة إلى التقسيم الذي نفذته بريطانيا حين قامت بتجميع السلطنات والإمارات في محميتين لعدن قبل أن توحدها الثورة. يشار إلى أن حزب الرابطة قد عاد إلى اسمه القديم {حزب رابطة الجنوب العربي} ويدعو إلى العودة والنضال تحت هذا الاسم. هذا وانحسرت المظاهرات والمسيرات الداعية لانفصال الجنوب في موازاة اجتماعات للكيانات الحراكية وإصدار بيانات توعدية لقوات الاحتلال فيما يتصدر المشهد في الجنوب القيام بعمليات قتل جماعية للجنود كما حدث في مديرية سيحوت والتي أسفرت عن مقتل عشرين جنديا والذي جاءت بعد عمليات مماثلة في أكثر من منطقة. إلى ذلك وعلى خلاف ما نشره موقع الجيش 26 سبتمبر عن اعتزال الرئيس الجنوبي السابق للسياسة، أوردت وكالة عدن التابعة للبيض عن عودته الاثنين إلى العاصمة اللبنانية بيروت بعد تحركات دبلوماسية وسياسية لعدد من الدول الأوربية وهو ماعد تكذيبا لما تم تسريبه. وعلى ذات الاتجاه وفيما انعكست اختلافات القادة الجنوبيين على الشارع الجنوبي الذي بدى قليل حيلة وتحت تأثير خذلان قياداته المختلفة على الزعامة يحاول عدد آخر من هؤلاء القادة بتحريك حدة الركود السياسي بتوجيه رسائل إلى هيئات دولية ومثل ذلك ما طالب به حزب الرابطة القمة العربية من إدراج القضية الجنوبية ضمن جدول أعمالها وهو ما لم يتم النظر إليه. كما عقدت الهيئات القيادية الثلاث للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب اجتماعها الدوري يوم أمس بمدينة عدن برئاسة محمد علي احمد رئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب . وتناول الاجتماع المستجدات الراهنة وبالذات ما يتعلق بالنشاط الجاري باللقاءات والمشاورات حول خلق إطار سياسي لمكونات الحراك كحامل ومرجعية للقضية الجنوبية بقيادة واحدة وموقف واحد , وهي المخولة في حشد كل الجهود الشعبية الرافضة لمخرجات الحوار وتقسيم الجنوب من جهة ومن جهة ثانية العمل مع المجتمع الدولي والإقليمي ومنظماته الحقوقية والسياسية لما من شأنه تفهم رفض الجنوب لمشروع الأقاليم والمطالبة بتطبيق القانون الدولي الذي يعطي للشعوب حقها في تقرير مصيرها .