أكد محللون ماليون عدم دقة الآراء التي تتوقع حدوث تصحيح قوي في أسعار الأسهم، بعد بدء التطبيق الفعلي لقرار مؤسسة «مورغان ستانلي» بترقية أسواق الإمارات ضمن مؤشرها للأسواق الناشئة في مايو 2014، لافتين إلى أن المضاربين يراهنون على تلك السيولة لتحريك أسعار الأسهم، والوصول إلى مستويات سعرية جديدة. وقدّروا السيولة، التي قد تدخل إلى أسواق الأسهم المحلية بعد تطبيق قرار «مورغان ستانلي»، بنحو ملياري دولار (7.34 مليارات درهم)، موضحين أن دخولها سيكون على مراحل، بشكل يمكّنها من استيعاب أي عمليات بيع لجني أرباح. وتفصيلاً، رفض المدير العام في شركة «ضمان» للاستثمار، وليد الخطيب، فكرة أن يكون بدء التطبيق الفعلي لقرار مؤسسة «مورغان ستانلي» بترقية أسواق الإمارات ضمن مؤشرها للأسواق الناشئة في مايو المقبل، بداية لتراجع أسعار الأسهم، ومؤشرات الأداء، وفقاً للفكر السائد بأن «يتم الشراء على الشائعات والبيع عند إعلان الخبر». وأوضح الخطيب أن «ذلك المبدأ لا يمكن تطبيقه في هذه الحالة، لأن السيولة التي ستدخل بعد الترقية هي سيولة من محافظ أجنبية ضخمة ومحترفة، وتالياً فهي سيولة لن تتبع تحركات السوق، لأنها درست السوق بشكل معمق قبل الدخول، ولديها رؤية مستقبلية جيدة لأدائها في الفترات المقبلة». وأكد أن «السيولة التي قد تدخل إلى أسواق الأسهم المحلية بعد تطبيق قرار (مورغان ستانلي) تقدر بنحو ملياري دولار (نحو 7.34 مليارات درهم)، ومن الطبيعي أن يكون دخولها على مراحل بشكل يمكنها من استيعاب أي عمليات بيع لجني أرباح»، لافتاً إلى أن أسعار الأسهم الحالية لاتزال رخيصة نسبياً، بحيث لا تغري المستثمرين بالبيع عند توافر تدفقات سيولة جديدة، سواء من «مورغان ستانلي» أو من غيرها. ونبه الخطيب إلى أن ارتفاع أسعار الأسهم بنسب كبيرة خلال الفترة المقبلة وقبل مايو 2014، ربما يجعل الاستثمارات الأجنبية تدرس السوق المحلية بحذر قبل الدخول بقوة. وأفاد بأن «حكم المؤسسات الأجنبية على ارتفاع أسعار الأسهم المحلية من عدمه، هو قرار احترافي يتم وفقاً لمعايير خاصة، أهمها مقارنة مضاعفات الربحية، ونسب النمو في الأرباح الفصلية، وغيرهما»، مشيراً إلى أن توقعات المحللين ترجح وصول مؤشر سوق دبي المالي إلى مستوى يراوح بين 4600 و5000 نقطة قبل الانضمام فعلياً إلى «مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة». وأكد الخطيب أن «تراجع معدلات التداول الأسبوعية نسبياً عن الأسابيع السابقة، لا يعد عاملاً يدعو إلى القلق، لأن انخفاض معدلات التداول صاحبه هدوء طبيعي واستقرار في أسعار الأسهم، لاستيعاب القفزات السعرية التي تحققت في الفترات الماضية»، لافتاً إلى أن هدوء التداولات في هذه الفترة يعد أمراً جيداً ويعطي طمأنينة للمستثمرين بأنه لا توجد عمليات بيع قوية عند ميل أسعار الأسهم للانخفاض ضمن التصحيح الطبيعي في الأسعار. من جهته، أكد مدير استراتيجيات أسواق المال في شركة «مينا كورب» للخدمات المالية، فراس الزغيبي، أنه على الرغم من التراجع الحادث في أداء أسواق الأسهم المحلية في نهاية الأسبوع، فإنه يمكن القول إن مؤشر السوق لايزال يتحرك في اتجاه صاعد قوي، ناصحاً من اشترى الأسهم في وقت سابق، بعدم الانسياق إلى عمليات البيع من قبل مضاربين، والانتظار إلى حين ضخ سيولة أجنبية جديدة عند الانضمام فعلياً ل«مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة» في مايو المقبل، إذ يراهن المضاربون على تلك السيولة لتحريك أسعار الأسهم، والوصول إلى مستويات سعرية جديدة. واستبعد الزغيبي أن تمر أسواق الأسهم المحلية بمرحلة تصحيح قوي تعيد الأسهم إلى مستويات منخفضة كانت عليها قبل أشهر مضت، مرجعاً ذلك إلى أن الأسواق نجحت في تجاوز أحداث عدة كان يمكن حدوث التصحيح عندها. وقال إن «تحرك المؤشر العام لسوق دبي في مستوى أفقي ومحاولته اختراق مستوى 4400 نقطة، يؤشر إلى أن السوق تمر بمرحلة بناء قواعد سعرية جديدة». وفي ما يخص تراجع معدلات التداول، مقارنة بالأسابيع السابقة، اعتبر الزغيبي أن ذلك يعد أمراً طبيعياً لأن زيادة التداولات في الفترة الماضية كانت طبيعية في ظل وصول المؤشر العام إلى قمم سعرية جديدة، مبيناً أنه من ناحية التحليل الفني، فإن قدرة المؤشر على اختراق مستوى 4400 نقطة في الأسابيع المقبلة، يعني تحقيقه مستويات سعرية جديدة وصولاً إلى مستوى 5000 نقطة، في حين أن تراجعه دون مستوى 4200 نقطة قد يعني تراجعه إلى مستوى الدعم القوي عند 3900 نقطة، لكن مثل هذا الأمر مستبعد حالياً. بدوره، توقع المدير التنفيذي لشركة «فورترس للاستثمار» حامد مختار، أن يؤدي تفعيل قرار «مورغان ستانلي» بترقية أسواق الإمارات، إلى ضخ مزيد من السيولة في أسواق الأسهم المحلية، وجذب مزيد من المستثمرين. وقال إن «هذه السيولة ستأتي من المؤسسات المالية التي تتبع (مؤشر مورغان ستانلي)، ما سيزيد الثقة في الاقتصاد المحلي، ومن ثم ستصل أسعار الأسهم إلى مستويات أعلى، لاسيما في حال وجود تطورات بشأن الاندماج المتوقع بين سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية». الامارات اليوم