واصلت أسواق الأسهم المحلية مسيرة الصعود بثبات، لتخالف توقعات المحللين بحدوث تصحيح في أسعار الأسهم، ولتفرز أنماطاً جديدة من سلوكيات التداول أهمها حدوث عمليات جني أرباح قوية وسريعة الحدوث، وقصيرة المدى، ترتد الأسهم بعدها صعوداً بسرعة. وقال محللون ماليون إن تكرار عمليات البيع لجني الأرباح، واستيعاب السوق لها بسرعة نتيجة لتدفق السيولة وزيادة الثقة، عاملان أخّرا عملية التصحيح في أسعار الأسهم التي كانت ولاتزال متوقعة الحدوث. وتفصيلاً، قال رئيس الاستثمارات في مجموعة شركات الزرعوني، وضاح الطه، إن «تدفق السيولة إلى أسواق الأسهم المحلية، وزيادة ثقة المستثمرين بأداء السوق بعد تحقيقه ارتفاعات متواصلة، أديا إلى نمط سلوكي جديد للمستثمرين، إذ جعلا عمليات جني الأرباح قوية وسريعة الحدوث، وقصيرة المدى، إذ ترتد الأسهم بعدها صعوداً بسرعة». وأضاف أن «تكرار عمليات البيع لجني الأرباح، واستيعاب السوق لها بسرعة، نتيجة تدفق السيولة وزيادة الثقة عاملين، آخّرا عملية التصحيح في أسعار الأسهم التي كانت ولاتزال متوقعة الحدوث». وأوضح أن «زيادة السيولة في أسواق الأسهم، أفرزت نمطاً افتراضياً جديداً عند احتساب مكررات الأرباح، للحكم على أسعار الأسهم الحالية ومدى عدالتها»، مبيناً أن العديد من المتعاملين أصبحوا يعتقدون أن زيادة أرباح الشركات ستخفض مكررات الربحية للأسهم بشكل ملموس من معدلها الحالي عند 17 مرة، لتصبح أسعار الأسهم منطقية. وأشار تعقيباً على سؤال ل«الإمارات اليوم» عن زيادة تعاملات بيع المؤسسات، مقارنة بتعاملات الشراء، إلى أن المستثمرين الأفراد كانوا دائماً هم المسيطرين على السوق المحلية، ولم تقد المؤسسات المالية التداولات في أي وقت»، معتقداً أن زيادة نسبة الأفراد من التداول لن يؤدي إلى عمليات بيع جماعي عند أي انخفاض، كما كان يحدث في الماضي، نتيجة للإجراءات التنظيمية التي اتخذتها هيئة الأوراق المالية والسلع وأهمها تنظيم التداول بالهامش. واستبعد الطه، حدوث تصحيح قوي في أسعار الأسهم حالياً، لكنه أكد إمكانية حدوثة قبل الإدراج في «مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة» مايو المقبل، لافتاً إلى أن مرور أسواق الأسهم المحلية بمرحلة استثنائية قد يترافق معها سلوكيات استثنائية لم يعتد السوق عليها من قبل، خصوصاً أن السيولة الذكية لن تدخل السوق عند مكررات الربحية المرتفعة حالياً لمعظم الأسهم. من جهته، قال مدير استراتيجيات أسواق المال في شركة «مينا كورب» للخدمات المالية، فراس الزغيبي، إن «تفاؤل المستثمرين وزيادة الثقة في أداء الأسهم، أصبحت المحرك الرئيس لأسواق الأسهم المحلية، لتتجاوز أكثر من مرة التصحيح المتوقع في أسعار الأسهم»، منبهاً إلى أنه على الرغم من أن هناك احتمال بحدوث تصحيح في أسعار الأسهم في أي لحظة، فإن استمرار مؤشر سوق دبي فوق مستوى 3950 نقطة، يؤشر وفقاً للتحليل الفني إلى أن المؤشر سيصعد إلى قمة جديدة بين 4200 و4400 نقطة قبل نهاية فبراير الجاري. واتفق الزغيبي مع الرأي بوجود أنماط سلوكية جديدة في ظل الارتفاعات المتواصلة، إذ أكد أن ارتفاعات الأسهم المتتالية غيرت من النمط الخاص بتراجع أسعار الأسهم عقب الإعلان عن نتائج أعمالها، فأصبحت الأسهم ترتد سريعاً لتغير المفهوم السائد «اشترِ على الشائعة وبع على الخبر». وقال الزغيبي إن «أسواق الأسهم عادة ما تسير عكس توقعات الأغلبية، فإذا اقتنع الجميع بحدوث تصحيح، فإن السوق يخالف تلك التوقعات ويواصل الصعود والعكس صحيح». بدوره، ذكر مستشار الأسهم لدى بنك أبوظبي الوطني، زياد الدباس، أن «أسواق الأسهم المحلية نجحت في تجاوز محاولات جني الأرباح التي شهدها السوق خلال فترات متفرقة من جلسات الأسبوع الماضي، لتواصل حصد المكاسب وتحقيق ارتفاعات قوية»، مؤكداً أن زخم السيولة المتدفقة إلى السوق سيدفع مؤشرات الأسواق لمستويات جديدة، ولكن من دون استبعاد حدوث عمليات جني أرباح متوقعة. الامارات اليوم