تونس (ا ف ب) - أعلن وزير العدل التونسي نور الدين البحيري أمس في تونس أن صخر الماطري صهر الرئيس السابق زين العابدين بن علي، المطلوب للعدالة التونسية، هو "رهن التحقيق حاليا" في سيشل وطالب بتسلميه. وصخر الماطري (31 عاما) زوج نسرين البنت الكبرى لبن علي من زوجته الثانية ليلى الطرابلسي. وهرب الماطري وزوجته إلى الخارج قبيل أيام من الإطاحة بنظام بن علي في 14 يناير 2011. وأصدرت تونس مذكرة جلب دولية بحق الماطري وزوجته. كما أصدر القضاء التونسي عدة أحكام بالسجن ضدهما لتورطهما في جرائم "فساد" واستغلال نفوذ، خلال فترة حكم بن علي التي استمرت من 7 نوفمبر 1987 إلى 14 يناير 2011. وقال وزير العدل نور الدين البحيري وهو قيادي في حركة النهضة الحاكمة، أمس في مؤتمر حول استرجاع الأرصدة التي هربها بن علي وأقاربه إلي الخارج "صخر الماطري موجود حاليا في سيشل. وقد فتحت سلطات سيشل تحقيقا لأن الماطري صدرت بحقه بطاقة جلب دولية ولأن صلاحية جواز سفره انتهت". وأضاف "السلطات التونسية تفعل ما بوسعها حتى يتم تسليم صخر الماطري". من ناحيته، قال فاضل السايحي مستشار وزير العدل في تصريح لإذاعة موزاييك اف ام التونسية الخاصة إن صخر الماطري "بوضع تحر (تحقيق) في سيشل وليس إيقافا". وأوضح أن الماطري دخل إلى سيشل بجواز سفر دبلوماسي حصل عليه في عهد صهره وقامت السلطات التونسية الجديدة بإلغائه "وعلى هذا الأساس يتم التحري معه في سيشل". وأضاف أن "الاتصالات جارية بين الانتربول التونسي والجهات الدولية لإيقافه وتنفيذ بطاقة الجلب الدولية الصادرة في شأنه من أجل ما ينسب إليه من تهم". ولم يوضح ما إن كانت نسرين بن علي رافقت زوجها إلى سيشل أم لا. يذكر أنه سبق لليلى الطرابلسي وأقارب لها أن قضوا عطلة في سيشل قبل الإطاحة بنظام زوجها. وبعد الإطاحة ببن علي، نشر نشطاء إنترنت على فيسبوك فيديو لليلى بن علي وأقارب لها في أحد شواطئ سيشل. ويبدو أنه تم الاستيلاء على الفيديو من منزل شقيقة ليلى الطرابلسي الذي تعرض للسطو. وتقول وسائل إعلام تونسية إن بن علي وزوجته وأقاربهما هربوا أموالا إلى سيشل. وكون الماطري امبراطورية اقتصادية في عهد بن علي تضم بالخصوص مؤسسات إعلامية وبنوكا وشركات اتصالات ونقل وسياحة وعقارات. وبعد الإطاحة بنظام بن علي صادرت الدولة ممتلكات صخر الماطري وعرضت بعضها للبيع. وفي الرابع من سبتمبر الجاري قالت صحيفة العرب اللندنية على موقعها في الإنترنت إن صخر الماطري أعلن على حسابه في تويتر أنه قرر العودة إلى تونس في ديسمبر 2012، لعرض نفسه على القضاء وللترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة. وذكرت أنه "تعهد بجلب مستثمرين للبلاد ومشاريع قيمتها لا تقل عن 14 مليار دولار خلال سنة واحدة وتوفير أكثر من ستمائة ألف موطن شغل". ولفتت إلى أن الماطري "ربط عودته إلى تونس وتسليم نفسه للقضاء، والترشح للرئاسية القادمة، بتنحية حركة النهضة (الحاكمة) نهائيا من الحكم". ويقول مراقبون إن صخر الماطري يعتبر إلى جانب زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وشقيقها بلحسن الطرابلسي (لاجئ في كندا) من "رموز الفساد" في تونس. وتكافح تونس لاسترجاع الأموال التي هربها بن علي وعائلته إلى بنوك أجنبية. ولم تعلن السلطات حتى الآن عن حجم هذه الأموال التي تقدرها منظمات غير حكومية بعشرات المليارات من الدولارات.
