نيويورك - 29 - 3 (كونا) -- أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من أن تتصاعد الأزمة بين روسياوأوكرانيا حول شبه جزيرة القرم منبها الى انها مع غيرها من الأزمات تحول الانتباه الدولي عن القضايا الملحة الأخرى مثل تغير المناخ. وحذر بان في لقاء مع الصحافيين عقب الجلسة المغلقة الليلة الماضية التي أحاط فيها مجلس الأمن الدولي بتفاصيل رحلته الأخيرة الى كل من موسكو وكييف من انه "في هذا الوضع المتوتر فإن أي شرارة صغيرة يمكن أن تشعل النار بشكل أكبر وتؤدي الى عواقب غير مقصودة". ورأى ان "ما بدأ كأزمة في أوكرانيا بات الآن أزمة حول أوكرانيا.. وأنا منذ البداية كان هدفي التوصل الى حل سلمي ودبلوماسي للأزمة بما يتوافق مع المبادئ الأساسية لميثاق الأممالمتحدة". وحول ما إذا كانت روسيا تعتزم ارسال قوات الى جنوب وشرق أوكرانيا أوضح بان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد له خلال زيارته لموسكو في وقت سابق من هذا الاسبوع انه ليس لديه مثل هذه النية. واعتبر ان "الآن هو الوقت المناسب للحوار والسلام" مضيفا ان الأممالمتحدة ستواصل جهودها لإيجاد حل لأزمة القرم من خلال الدبلوماسية وبعثة الأممالمتحدة لرصد حقوق الإنسان والموجودة على أرض الواقع في المنطقة منذ ما يقارب الأسبوعين. وعبر بان أيضا عن قلقه إزاء الانقسامات التي خلقتها أزمة القرم في أوساط المجتمع الدولي لافتا الى خوفه من أن "تضر بقدرتنا على معالجة الشواغل الملحة والنزاعات وحالات الطوارئ الإنسانية الأخرى". وقال بان انه حث أعضاء المجلس على معالجة الأزمات في أوكرانيا وسوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى "في أقرب وقت ممكن" حتى يتاح للقضايا الملحة الأخرى مثل الأهداف الإنمائية للألفية والتنمية المستدامة وتغير المناخ ان تحصل على ما تستحقه من اهتمام. وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر الاستفتاء في شبه جزيرة القرم وضمها لاحقا الى روسيا انتهاكا لميثاق الأممالمتحدة أجاب ببساطة "ان الأممالمتحدة تعمل بموجب قرار الجمعية العامة الذي اعتمد يوم الخميس" في اشارة منه الى القرار الذي رفض نتائج الاستفتاء وحصل على موافقة 100 دولة فيما عارضته 11 أخرى وامتنعت 58 عن التصويت. من جهتها قالت رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر مندوبة لوكسمبورغ سيلفي لوكاس للصحافيين ان اعضاء المجلس جددوا الاعراب عن "قلقهم البالغ" حيال أزمة القرم المستمرة كما منحوا تأييدهم لجهود الوساطة التي يقوم بها الأمين العام وشددوا على الضرورة العاجلة لخفض التصعيد داعين جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأضافت لوكاس "ان العديد من أعضاء المجلس شددوا على ضرورة احترام سلامة أوكرانيا الإقليمية واستقلالها السياسي وسيادتها وأصروا على أن الاستفتاء الذي أجري يوم 16 مارس لا يمكن أن يشكل أساسا لأي تغيير في الوضع القائم بجمهورية القرم ذات الاستقلال الذاتي". الا ان مندوب روسيا فيتالي تشوركين اشتكى للصحافيين من ان ما قالته لوكاس لا يعكس آراء جميع أعضاء المجلس. وردا على سؤال حول تقييمه لجهود الوساطة التي قام بها بان في موسكو وكييف أكد تشوركين ان الامين العام "يحاول أن يبذل أقصى ما في وسعه". لكن تشوركين أشار الى "انه في ظل الظروف الراهنة أعتقد انه بالنسبة للأمين العام وللبعض الآخر من المهم أيضا ألا يفعلوا الكثير ففي بعض الأحيان عندما يحاول أحد أن يفعل أشياء مختلفة من أجل تحقيق شيء معين قد يعطي الأمر نتائج عكسية وأتمنى ألا يحدث ذلك". كما انتقد تشوركين زملاءه مندوبي الدول الغربية في المجلس والذين "حاولوا بشكل مصطنع خلق أجواء أزمة دولية وأنا بصراحة لا أعرف لماذا يفعلون ذلك فهذا غير مفيد على الإطلاق". (النهاية) س ج / ر ج كونا291012 جمت مار 14 وكالة الانباء الكويتية