ووجه مشروع قرار غربي يندد باستفتاء انفصال القرم بفيتو روسي وامتناع صيني عن التصويت في مجلس الأمن الدولي، في وقت اتهت كييف موسكو بغزو أراضيها، طالبة منها سحب قواتها من القرم وإلا فلن تتردد أوكرانيا بالرد بكل الوسائل المتاحة. الأممالمتحدة: صرحت السفيرة الأميركية لدى الاممالمتحدة سامنتا باور السبت للصحافيين أنه إذا تأكدت اتهامات كييف للقوات الروسية بغزو جنوبأوكرانيا "فسيكون ذلك تصعيدًا يتجاوز الحدود". وقالت باور "علينا أن ندرس" هذه المعلومات، وذلك بعيد استخدام موسكو حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن يندد بالاستفتاء المقرر إجراؤه الأحد حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وقالت باور "إذا فاقمت روسيا ما فعلته في القرم عبر اجتياز الحدود في جنوبأوكرانيا، فإن ذلك سيشكل تصعيدًا يتجاوز الحدود". وذكرت بأن واشنطن تعتبر "أن على روسيا أن تحاسب على أفعالها"، ويمكن أن تخضع "لعزلة دبلوماسية واقتصادية" في تلميح إلى تهديد الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية. وردًا على سؤال بشأن المعلومات التي تحدثت عنها كييف، أبدى السفير البريطاني مارك ليال غرانت قلقه، وقال "إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فسيكون ذلك تصعيدًا خطيرًا". واستخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار غربي يندد بالاستفتاء، المقرر تنظيمه الأحد في شبه جزيرة القرم، في حين امتنعت الصين عن التصويت على هذا المشروع صباح السبت في مجلس الأمن الدولي. واستخدمت روسيا السبت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار غربي في مجلس الامن يندد بالاستفتاء المقرر تنظيمه الاحد في شبه جزيرة القرم، فيما امتنعت الصين عن التصويت ما يزيد قليلا من عزلة روسيا في هذا الملف. وجرى التصويت على مشروع القرار الذي يعتبر ان هذا الاستفتاء على ضم القرم الى روسيا ليست له اية قيمة، بناء على طلب الولاياتالمتحدة التي وضعت نصا شديد الاعتدال، املًا في الحصول على موافقة بكين. ورغم ان الصين تنحاز دائمًا الى روسيا في مجلس الامن، الا انها لم تفعل هذه المرة، لان "الصينيين يشعرون بالحرج"، كما قال دبلوماسي غربي. وتم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتًا، اذ ان روسيا بصفتها عضوا دائما تستطيع منع اقرار اي مشروع قرار في هذا المجلس. وبرر المندوب الروسي فيتالي تشوركين موقفه الرافض بالتاكيد من جديد ان السلطات الجديدة في كييف منبثقة من "انقلاب" احدث "فراغا قانونيا" يستلزم اجراء هذا الاستفتاء. وشدد على ان روسيا "ستحترم رغبة شعب القرم". من جانبه اكد المندوب الصيني من جديد ان بلاده "احترمت دائمًا سيادة وسلامة ووحدة اراضي الدول". ودعا "كل الاطراف الى التحلي بضبط النفس"، مقترحا انشاء "آلية تنسيق دولية لمحاولة ايجاد تسوية سياسية". وخلال الاجتماعات الستة السابقة لمجلس الامن بشان الازمة الاوكرانية، اكدت بكين التمسك باثنين من مبادئ الدبلوماسية الصينية، هما عدم التدخل واحترام سلامة ووحدة الاراضي التي يهددها الاستفتاء المقرر الاحد. وكانت الصين قد امتنعت عن التصويت ايضًا خلال ازمة مشابهة بين روسيا وجورجيا عام 2008. لا فيتو على الحقيقة من جانبها علقت المندوبة الاميركية سامانتا باور بالقول ان "روسيا تستطيع وضع الفيتو على مشروع القرار، الا انها لا تستطيع وضع الفيتو على الحقيقة"، مشيرة الى المادة الثانية من ميثاق الاممالمتحدة. واشادت باور ب"معارضة ساحقة للاعمال الخطيرة" التي تقوم بها موسكو، والتي ستكون لها "تبعات". واعتبرت ان روسيا "معزولة، وهي وحيدة وعلى خطأ، فمنذ بداية هذه الازمة وهي لا تذهب ضد القوانين فقط، بل ايضا ضد الوقائع". ووضع مشروع القرار الاميركي برعاية نحو 30 دولة، بينها دول الاتحاد الاوروبي واوروبا الوسطى والشرقية واليابان والدول الاسكندينافية. ودعي عدد من هذه الدول، اضافة الى اوكرانيا، الى حضور جلسة مجلس الامن رغم انها ليست من اعضائه. واعرب مندوب اوكرانيا يوري سرغييف عن "خالص امتنانه لهذا الدعم الكبير"، وكرر اتهام كييف لموسكو ب"غزو عسكري" لجنوباوكرانيا. باتت معزولة دوردا على سؤال في هذا الصدد، اعتبرت باور والمندوب البريطاني مارك ليال غرانت ان ذلك سيشكل "تصعيدا" فاضحا وخطيرا لكنهما لم يؤكدا هذه الاتهامات. وراى المندوب البريطاني ان روسيا اصبحت "معزولة في هذا المجلس وفي المجتمع الدولي". وقال "نامل ان تاخذ هذه العزلة في الحسبان"، مضيفا "من الواضح جدا ان الكرة الان في ملعب روسيا". واعتبر مندوب فرنسا جيرار ارو ان روسيا "استخدمت حقها في الفيتو ضد ميثاق الاممالمتحدة" و"منحت نفسها حق تدخل يتجاوز اوكرانيا"، متسائلًا "من ستكون القرم المقبلة؟". واوضح ارو "نتجه نحو ضم للقرم (من قبل روسيا) لذلك كان من اللازم ان نوضح اهمية الامر"، مضيفا "نحن دائما على استعداد للتفاوض، لكننا لن نقبل ابدا هذا الضم". واعتبر تشوركين ان انتقادات واشنطن وباريس "غير مقبولة"، وندد ب"دور (الولاياتالمتحدة) في تطور الازمة في اوكرانيا"، لترد باور قائلة "منذ بداية هذه الازمة وهي تحمل علامة صنع في موسكو". وكان الفيتو الروسي متوقعا بعد فشل الاجتماع الروسي الاميركي، الذي عقد الجمعة في لندن، لمحاولة التوصل الى تسوية بشان الازمة الاوكرانية. ولا يستهدف مشروع القرار مباشرة روسيا التي لم تذكر ابدا في النص، ولا يطالب صراحة بانسحاب التعزيزات الروسية التي ارسلت الى القرم للسيطرة على شبه الجزيرة كما انه لا يهدد بعقوبات. في المقابل يؤكد النص انه "لا يمكن ان يكون للاستفتاء اي قيمة، ولا يمكن ان يؤسس لاي تعديل في وضع القرم". كما يطالب كل الدول والمحافل الدولية بعدم الاعتراف بنتيجته و"عدم القيام باي تصرف يمكن ان يفسر على انه اعتراف بتغير الوضع". وهي صيغة معقدة لمطالبة روسيا بعدم ضم شبه جزيرة القرم. يطلب النص ايضًا من موسكو وكييف "اجراء حوار سياسي مباشر" والتحلي بضبط النفس، ويشيد برغبة السلطات الاوكرانية الجديدة في "احترام حقوق" الاقليات، في اشارة الى الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا. موسكو تتلقى دعوات لحماية الأوكرانيين إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت أن روسيا تتلقى "دعوات عدة لحماية الأوكرانيين" و"ستدرسها"، مؤكدة أن قوميين أوكرانيين يريدون مهاجمة الشرق الأوكراني الناطق بالروسية. وقالت الوزارة في بيان إن "مقاتلين يواصلون ارتكاب أعمال عنف في أوكرانيا"، مذكرة بأن حادثًا مسلحًا أسفر عن قتيلين الجمعة في خاركيف. وأضافت الوزارة إن "روسيا تتلقى العديد من الدعوات لحماية المواطنين المسالمين، سيتم درسها". أوكرانيا سترد على الغزو الروسي من جهتها، اتهمت أوكرانيا السبت روسيا بغزو أراضيها عسكريًا عبر نشر ثمانين جنديًا ومروحيات وآليات مدرعة في قرية تقع في الجانب الآخر من الحدود الإدارية بين شبه جزيرة القرم وباقي أوكرانيا. وطالبت وزارة الخارجية ب"الانسحاب الفوري" لهذه القوات، متوعدة بالرد "بكل الوسائل لوقف الغزو العسكري" الروسي. تظاهرتان موالية ومعارضة لانفصال "القرم" في موسكو هذا وتظاهر عشرات آلاف الروس السبت في موسكو احتجاجًا على "احتلال" شبه جزيرة القرم وعلى سياسة الكرملين، وذلك تلبية لدعوة المعارضة، في الوقت الذي دافع تجمع منظمات قومية عن النهج الرسمي قرب الساحة الحمراء. وقدر مصور وصحافية لفرانس برس ب50 ألفًا عدد المتظاهرين المعارضين في تعبئة نادرة منذ التظاهرات الكبيرة التي نظمت قبل وبعد عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين في 2012. كتب على يافطة كبيرة رفعت في مقدم التظاهرة التي انطلقت من ساحة بوشكين باتجاه ساحة سخاروف "لحريتنا وحريتكم!". وكانت الشرطة قدرت قبلًا عدد المتظاهرين بثلاثة آلاف شخص. وكتب على يافطات أخرى رفعها أشخاص من كل الأعمار إلى جانب الأعلام الروسية والأوكرانية "لا تمسّوا بأوكرانيا!" و"لا للحرب!". وعلى يافطة كتب "لا استفتاء تحت تهديد السلاح!"، في إشارة إلى الاستفتاء، الذي ينظم الأحد، حول إلحاق شبه جزيرة القرم بروسيا. وقالت آلا المعلمة السابقة في ال71 من العمر "أعتبر أن القرم جزء من أوكرانيا، حتى وإن كان معظم سكانها من الروس، يجب أن يقوموا بتسوية مشكلاتهم مع دولتهم، ولا علاقة لروسيا بالأمر". أضافت "إنها حرب واحتلال، هذا أمر غير مقبول من قبل دولة متحضرة". وردد متظاهرون "لا لسلطة أجهزة الاستخبارات!" و"نفالني!" اسم المعارض الأول لبوتين الموضوع في الإقامة الجبرية في موسكو. في الوقت نفسه، تجمع آلاف الأشخاص، 15 ألفًا بحسب الشرطة، قرب ساحة الثورة والكرملين، تلبية لدعوة منظمات قومية، رافعين يافطات داعمة لبوتين. وقال الخطباء "لن يكون هناك ميدان في موسكو!"، في إشارة إلى اسم ساحة الاستقلال في كييف، حيث أفضت تظاهرت دامت ثلاثة أشهر إلى سقوط الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في نهاية شباط/فبراير، والذي لجأ إلى روسيا وقيام نظام مؤيد للغرب. بين الصليب والعلم تمهيدًا للاستفتاء، علقت في شوارع مدينة سيباستوبول في منطقة شبه جزيرة القرم لافتات دعائية للاستفتاء المقبل على مستقبل المنطقة. وحثت السلطات في المنطقة المواطنين على المشاركة في التصويت، عارضة عليهم أحد خيارين، أولهما بألوان العلم الروسي، والثاني مرسوم عليه الصليب المعقوف. وقال اثنان من السكان إنهما لم يفاجآ بوجود رمز الحزب النازي على لافتات الاستفتاء، إذ ذكرت مقيمة في المدينة تدعى تاتيانا فالينتينكو: "أُفضّل لافتات تقول لنا إنه يجب ألا تدخل الفاشية هنا. لماذا؟. لأن أرضنا مجيدة.. مقدسة. نشاهد ما يجري في كييف. من تولى الأمر هناك، وما يحاولون جلبه لأرضنا. يقينًا يجب ألا يكونوا هنا". واعتبر آخر يدعى إيفان كوميلوف أنه "يجب أن يفهم المرء أن هذا رد فعل أهل سيباستوبول على الانقلاب المسلح، الذي وقع في أوكرانيا في الآونة الأخيرة. القوات الفاشية التي تحكم في كييف.. أولئك الذين نحن على استعداد لمقاتلتهم.. وسنوقف أي تهديد من جانبهم". ايلاف