مصطفى درويش (أبوظبي) ما إن اختفت رحلة الطائرة الماليزية «ام اتش 370» من شاشات الرادارات الجوية يوم الثامن من مارس، حتى بدأت كوالالمبور في البحث عنها، وتوالت جهود الدول تباعا في استطلاع مكانها حتى وصل عددها إلى نحو 25. وبلغ عدد القطع التي ساهمت بها الأطراف المختلفة 100 طائرة وسفينة وغواصة على الأقل، بينما أعادت بكين توجيه 10 أقمار صناعية مخصصة للطقس، حتى أن التلفزيون الصيني توقف عن بث النشرات الجوية. قد تبدو هذه الجهود في ظاهرها نبيلة جدا، لكن كل هذا التعاون والمساهمات كانت من منطلق عدم التشارك في معلومات قد تهدد الأمن القومي لاحقا، لأن الرادارات العسكرية لأكثر من دولة آسيوية كانت تعلم منذ البداية أن الطائرة لم تسقط شرق ماليزيا ولا في مضيق ملقة، ولكنها غيرت اتجاهها إلى الغرب نحو المحيط الهندي، حيث يتم البحث عنها حالياً. لكن لم يتم إعلام أطقم البحث المدنية بهذه المعلومة، وليبتلع الغرقى محيط شاسع تسكن اعماقه أسماك القرش، في منطقة تكثر فيها النزاعات على الحدود المائية بين الدول الآسيوية. وعندما واجهت ماليزيا اتهامات بأنها لم تفرج عن بيانات الأقمار الصناعية والرادارات العسكرية في بداية الكارثة، قال وزير الدفاع إن ماليزيا أرادت أن تجنب أمنها القومي الخطر وأن تترك القطاع المدني يعثر على الطائرة، حسبما نقلت عنه شبكة «إيه بي سي» الإخبارية الأميركية. وكان مسؤول أميركي رفض كشف هويته لحساسية القضية قال إن مسار وارتفاع الرحلة شهد تغيرات كبيرة، فقد هبطت من ارتفاع 35 ألف قدم إلى 12 ألف قدم قبل اختفائها من الرادار، مضيفا أن رادارات الجيش الماليزي رصدت صعود الطائرة إلى ارتفاع 45 ألف قدم بعد اختفائها عن أجهزة الرادار المدنية، ثم هبوطها إلى 23 ألف قدم، قبل أن تعاود الارتفاع مجددا. ولأن هذه التغييرات لا يمكن أن تحدث دون الرجوع إلى مركز التحكم في الطيران، فقد رجح بعض المحللين أن يكون هذا نتيجة صراع داخل مقصورة القيادة، لكنه يظل مجرد تكهن. أيا كان السبب فإن هذا التغيير في السريع والكبير جدا كان لابد أن يثير العديد من إشارات التحذير لتسرع الطائرات العسكرية بالتحليق قرب الطائرة، وهو ما يعد إجراء قياسيا منذ أحداث 11 سبتمبر. كما رصدت رادارات تايلاند العسكرية هي الأخرى الطائرة وهي تغير اتجاهها. ... المزيد الاتحاد الاماراتية