امتد المؤشر البياني للحسم العسكري في "القلمون"، ليشمل اليوم "فليطة" و "رأس المعرة"، إلى اليسار من "يبرود" التي شكل الحسم فيها ضربة لتواجد الميليشيات المسلحة في "القلمون" خصوصاً وريف دمشق عموماً والوسط السوري بالترابط. دمشق (فارس) و هذا التقدم يسجل أنه باتجاه الحدود مع لبنان، ليطبق الخناق على الطرق التي كانت نشطة لصالح إمداد الميليشيات المسلحة من لبنان، وتحديداً "جبهة النصرة". ولعل أكثر ما يلفت في هذا الانجاز، هو قدومه في توقيت الانشغال بمعارك الشمال في "كسب" على حدود سوريا مع تركيا، والتي كان مقررا لهذه المعارك أن تشغل الجيش السوري عن إتمام الحسم في مناطق "القلمون" والوسط السوري. لذلك فإن الحسم في هذا التوقيت يعتبر إفشالاً لمحاولة الإشغال، ودليلاً على إحكام السيطرة على طبيعة الموقف في "كسب"، ومن جهة ثانية، فإن الخطوط الاستراتيجية للميليشيات المسلحة أصبحت ضئيلة، وعالقة تحت منظار الحسم والتحكم العسكري، وأصبحت فرص إفلاتها من فكي هذه الكماشة، بنسبة صفر. وتفيد المعطيات، أن السيطرة على "فليطة" و "رأس المعرة" في آن واحد، حصر قدرة الميليشيات على التحرك أو التمركز في زاوية واحدة هي "رنكوس"، لذلك تسعى الميليشيات المسلحة إلى فتح منفذ في "جيرود"، وهو ما سجل اليوم فعلاً، لعلها تجد مكاناً على يمين الطريق الدولي الذي يربط العاصمة بالوسط والساحل السوري، وتشتت الانتباه عن التقدم العسكري بمحاذاة الحدود مع لبنان. كما تؤدي السيطرة الكاملة التي فرضها الجيش السوري على البلدتين اليوم، إلى قطع خط اتصال الميليشيات المسلحة وتحديداً "جبهة النصرة" التي تبنت العمليات الانتحارية في العمق اللبناني في أوقات سابقاً، تؤدي إلى قطع خط الاتصال مع "بعلبك" من "القلمون" في سوريا، ومعناه أن محاولات الابتزاز بعمليات التفجير الانتحارية تتجه إلى مزيد من التهاوي. وما يزيد المصاعب على الميليشيات بعد هذا الحسم، هو تناقص عدد المناطق الآهلة التي كانت تستخدمها "جبهة النصرة" للتمركز في "القلمون"، لأن باقي المناطق تعتبر جردية، والتواجد فيه مكشوف ويعرضها لنيران الجيش. كما أن نزوح الميليشيات باتجاه "رنكوس" التي ما زالت تعتبر قاعدة لتمركزها، يعني مزيداً من البعد عن منطقة الدعم والإمداد الأم في "عرسال" اللبنانية، وزيادة في حصارها وانقطاعها عن المد اللوجستي، خصوصاً أن بوادر سيطرة بدأت تظهر في "الزبداني"، المعروفة بضم بعض الخلايا المسلحة، وهي ما يطبق على تواجد الميليشيات من جميع الجهات. فمن جنوب "رنكوس" حيث نزحت الميليشيات اليوم، هناك "صيدنايا" التي تقوم فيها قوات الجيش بالتمركز لفتح نيرانها عند اللزوم، وعلى غربها الطريق مقطوع في "الزبداني" لضعف التواجد المسلح هناك، وعن شرقها لا ممرات آمنة تستطيع فعل المستحيل برفع وقت البقاء، بل أن في الأمر مشكلة لأن الميليشيات لا ينقصها مزيد من البعد عن استراتيجية القتال بمحاذاة الحدود. لذلك فإن من نتائج الحسم حالياً، هو خفض الساحات التي يمكن أن تعتمدها "جبهة النصرة" والميليشيات المسلحة إلى جانبها في المواجهة المقبلة، وقطع المد، وتأمين الحدود، وحشد المسلحين في نقاط ضرب معينة ليست كما يقتضي مزاجهم. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية