مواضيع ذات صلة د. عالية شعيب السفسطة مصطلح فلسفي يشير للجدال العقيم، وهو كثرة وطول النقاش بلا طائل او معنى او هدف، الجدال لمجرد الجدال حتى يتعب الخصم ويتراجع. وقد أصبحت حياتنا هذا النمط من السفسطة التي تترجم للتناحر، فنجد هذا يجادل هذا، والاخر يتدخل ليساعد زميلا، ويكثر اللغط والأخذ والعطاء دون فائدة، فقط لاثبات الفوقية او للشعور بنشوة الانتصار، رغم انه ليس انتصارا على الاطلاق. كنا في الصغر نشاهد برامج بعض الثيران وهي تشبك قرونها الصلبة وتقفز ثائرة، وتظل تتعارك لمدة طويلة، لكن غالبا ما يكون لهدف مهم كالفوز بالأنثى او بالمكان او بقيادة القطيع، اما عندنا فالتناحر وإن كان بلا قرون فهو باللسان لا بالمنطق للأسف، وغالبا بلا هدف سوى افحام واخراس الخصم، وقد يكونون من مذهب او عائلة او قبيلة واحدة لكن التناحر اصبح فنا واسلوب حياة، فإن لم يتناحر أحدنا مع الآخر يشعر انه ساذج او بسيط جدا وممل. وللأسف حتى في البيت الواحد نجد التناحر بين الاخ وأخته، والزوج وزوجته، وبين الطلبة والاساتذة والموظفين، أصبحنا أمة تتناحر. وما يغذي هذه السياسة في التعامل تراجع اخلاقيات الحوار وأدب التواصل والحكمة والتعقل والمنطق وسمو العلم والثقافة واستبدالها بهجمة الغرور والأنانية والتعالي والشخصانية وطغيان المصالح الشخصية على القيمة الأخلاقية. ولعل انتشار المواقع الالكترونية ك«تويتر» وغيره عززت هذا الاسلوب في التعامل، فنجد الرد والاستجابة تمتد لساعات الصباح الاولى وهذا ينشر رابطا لتعزيز كلامه والآخر يأتي برأي عالم دين وهلم جرا. انها مأساة فعلا وضياع للجهد والوقت. ان الابتعاد عن مفهوم الفهم العميق والدقة والابداع ادى لانتشار السفسطة والتناحر، فلو فكر الفرد مليا وتوخى الدقة وحاول التجديد والابداع والتميز لما سقط في فخ التناحر. وطبعا انعزال العلماء والمفكرين ودورانهم في دائرتهم التخصصية الضيقة تنفر الاخرين احيانا وتبني بينهم وبين الجمهور جدرانا من الجليد أحيانا أخرى. فما الحل؟ هل سنستمر في التناحر ونشر الحقد والكراهية والبغضاء ام سنسمو بسلوكنا ونتعقل ونحب ونسامح. twitter@aliashuaib