تنطلق صباح اليوم السبت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الظفرة، على أرض مدينة زايد في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة . يحضر المهرجان أعداد كبيرة من المشاركين والزوار والضيوف الراغبين بمتابعة هذا الحدث المهم الذي أصبح نقطة علاّم على خريطة التراث الثقافي والسياحة التراثية في العالم، حيث تمّ حشد جميع الطاقات والقدرات لاستقبال الأعداد الكبيرة المتوقع توافدها يوماً بعد يوم . وتوقع محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الظفرة، أن يستقطب المهرجان أعداداً كبيرة من السياح والزوار من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي ومن ممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، نظراً لما يمثّله مهرجان الظفرة من معنىً حقيقي لروح البداوة المستنبطة من رمال الصحراء، حيث موطن الأجداد صنّاع الحضارة والتاريخ . وأكد المزروعي أنّ مهرجان الظفرة يعلم زواره من داخل الإمارات وخارجها، أنّ المعاصرة لا يمكن أن تتنافى مع الإرث الثقافي للدولة الذي يتجلّى بشدّة في مسابقته الرئيسة "مزاينة الظفرة للإبل"، حيث إنّ الإبل لن تنفصل يوماً عن الموروث الشعبي في المنطقة العربية، وإنّ مزاينتها ترسّخ قيمتها وضرورة الاهتمام بها وبأنسابها الأصلية بما يحافظ على سلالاتها سليمة وصافية، الشيء الذي يجعل التراث البدوي مستمراً الآن وهنا، وفي ذات الشأن يقيم المهرجان سباق الهجن التراثي ومسابقة الحلاب الهادفة إلى اختيار النوق الأكثر إدراراً للحليب، وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها . وترتبط زيادة الإقبال الجماهيري بالزيادة الملحوظة في أشواط مزاينة الظفرة، التي تصل هذه المرة إلى 70 شوطاً بالتزامن مع زيادة مجموع الجوائز لما يقارب ال 47 مليون درهم إماراتي أي (أكثر من 12 مليوناً ونصف المليون دولار أمريكي)، وذلك بغرض استيعاب المشاركات المتزايدة التي تعكس الأهمية الكبيرة للمهرجان على صعيد دول مجلس التعاون الخليجي، وبقية الدول العربية مثل الأردن واليمن . من جهة أخرى، أصبحت مسابقات الصقور والسلوقي محوراً أساسياً في المهرجان، ما سيزيد من حجم المشاركات ومن أعداد الزوار في الأيام المقبلة من المهرجان ضمن المسابقات التراثية . فأهل المنطقة قد أعلنوا اهتمامهم ببيئتهم التراثية أمام العالم العربي والدولي من خلال الكثير من المهرجانات والمعارض وورش العمل، والفكرة لا تكمن بمجرد الهواية والمتعة، فهي وقبل كل شيء عمليّة صون للبيئة والتراث جنباً إلى جنب . وتسعى مسابقة مزاينة التمور التي تنظّم هذه الدورة لأول مرة، بالتزامن مع مسابقة أفضل تغليف للتمور، إلى تعزيز نمط الحياة الاجتماعية في الإمارات، المعتمدِة على ممارسة العادات والتقاليد في المأكل والمسكن وفي كل شيء . في السياق ذاته، ينطلق السّوق الشّعبي تحت شعار "إماراتية 100 %" مشجّعاً على الصناعة المحلية ومعزّزاً اقتناءها من قبل المواطنين وسكان الدولة والسياح، الشيء الذي يحفظ هذا النوع من التراث ويجعله نمطاً أساسياً يكون في الحياة المعاصرة جنباً إلى جنب مع أهم الأجهزة التكنولوجية تطوراً على نطاق واسع . واستقطب مهرجان الظفرة في دورته السادسة الكثير من الجهات والمؤسسات الداعمة الحكومية والخاصة التي تعمل على تقديم الدعم اللازم للوصول بالمهرجان إلى أهدافه في جعل التراث الإماراتي أسلوباً معاشاً بكل تفاصيله في الحياة المعاصرة . وأعرب عبدالله القبيسي، مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عن وافر الشكر والتقدير لتلك المشاركة الرسمية والخاصة الواسعة في دعم رسالة وأهداف مهرجان الظفرة الذي يواصل نجاحه الإقليمي والدولي عاماً بعد آخر في إطار جهود صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات . ويحظى المهرجان برعاية "أدنوك ومجموعة شركاتها" بصفة راع بلاتيني، حيث أكد سعيد البادي، مدير الإعلام والمطبوعات في أدنوك، أنّ دعم مهرجان الظفرة في دورته السادسة جاء من الحرص الكبير على صون وحماية ماضي دولة الإمارات . وقال البادي واثقون بقدرة مهرجان الظفرة على حماية مفردات ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشكّل جزءاً لا ينفصل أبداً عن حياة الإنسان الإماراتي في حاضره ومستقبله . وأعرب المهندس محمد الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن فخرهم بأن يكونوا من ضمن الجهات التي تسهم في مساعدة المهرجان لأن يصبح حدثاً عالمياً ينشر عبق الثقافة البدوية الأصيلة في كل مكان . وأضاف يحتفي مهرجان الظفرة للإبل بتراث المنطقة وثقافتها العريقين، اللذين يعدان أساساً طبيعياً لتطورها مستقبلاً، لأن هذه الثقافة وهذا الإرث الحضاري المتأصل في عمق التاريخ هما ما يحددان ملامح وشخصية تلك المنطقة على مر العصور . شرطة الغربية تستعد للمهرجان أبوظبي - "الخليج": استعدت مديرية شرطة المنطقة الغربية، التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، لمهرجان الظفرة لمزاينة الإبل السادس الذي ينطلق اليوم (السبت) في مدينة زايد بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويستمر حتى 29 من الشهر الجاري . وصرح العقيد عجيل علي عبدالله الجنيبي، مدير مديرية شرطة المنطقة الغربية، بأن مختلف الأجهزة الشرطية المشاركة في المهرجان على أهبة الاستعداد، للقيام بالدور المنوط بها، وبما يضمن نجاح مشاركتها، والإسهام في نجاح المهرجان، تجسيداً لاستراتيجية القيادة العامة للشرطة بتوفير أقصى سبل السلامة العامة في جميع النشاطات، وأفضل الخدمات للمجتمع عموماً . وأكد الجنيبي أهمية المهرجان لدوره في صون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، ودولة الإمارات والمنطقة ككل، والمحافظة على الموروث الشّعبي للإمارات، مثمناً رعاية ودعم القيادة الشرطية لمختلف المبادرات التي تهدف إلى خدمة المجتمع، وتقديم الخدمات المتميزة وفق أفضل المعايير المتقدمة . وحث مدير مديرية شرطة المنطقة الغربية على ضرورة تعزيز التعاون البنّاء بين الشرطة والجمهور، بخاصة في موقع المهرجان، مثمناً اهتمام وحرص العديد من أفراد المجتمع على احترام التعليمات والأوامر التي تهدف بالأساس إلى تلبية طلباتهم، والحفاظ على سلامتهم ومساعدتهم على الوصول بسهولة ويسر للمواقع التي يرغبون زيارتها في موقع المهرجان . وأضاف: إن الأجهزة الأمنية جاهزة لمباشرة عملها للمحافظة على سلامة جمهور المهرجان، والممتلكات والحفاظ على جو السلامة العامة في الموقع، من خلال الوجود المكثف للأجهزة الشرطية، والدوريات العاملة في الموقع .