الشارقة - عثمان حسن: يحضر الخطاط الإماراتي علي الأميري منذ الآن لمعرض "هوية وطن" الذي يتضمن لوحات خطية يستخدم فيها جميع أنواع الخطوط المعروفة من نسخ وكوفي ورقعة وثلث وجلي ويستلهم الأميري تراث الإمارات وبيئتها على نحو جديد، يقدم فيه الخط بوصفه وسيطاً فنياً يعبر من خلاله عن أفكاره . احترف الخطاط الإماراتي علي الأميري فن الخط في بداية تسعينات القرن الماضي، كما شارك في كثير من المعارض المحلية والعربية والدولية وحاز جوائز فنية في هذا المضمار منها أفضل عمل مشارك في جائزة مسابقة فن الخط نظمتها بلدية دبي في عام 1997 . كانت البداية بالنسبة للخطاط علي الأميري مجرد موهبة مارسها في المدرسة بين أصدقائه ومعارفه، ثم ما لبثت الموهبة أن تطورت شيئاً فشيئاً حتى أيقن الأميري أن لا بد له من الاحتراف، فقام بدراسة الخطوط في مركز الشارقة لفن الخط العربي . عن فلسفة الخط وما يمثله بالنسبة إليه يقول العميري "الخط من حيث المبدأ هو قوة روحية، حيث أتحدى نفسي وأنا أقوم بممارسة هذا الفن الذي يتجلى في حروف تترك مساحة من التأمل، والقوة الروحية التي أشعر بها، تدفعني إلى تجريب الخطوط كافة من نسخ وثلث وكوفي ورقعة وديواني" . يتمنى الأميري أن يدخل الخط إلى كل بيت عربي، ومن جهة أخرى فهو يعتبر أن الخط وبوصفه يجسد حروف وكلمات اللغة العربية فهو جزء أصيل من التراث الذي يجب المحافظة عليه . أقام الأميري حتى الآن نحو 45 معرضاً، آخرها كان في منطقة الشندغة التراثية في دبي، وقدم فيه 35 لوحة خطية، وكان حريصاً فيها على إبراز المعاني الروحية للفن الإسلامي، حيث امتزجت اللوحات بالزخارف وكل مقتضيات التزيين النباتي التي تعتبر من أساسيات الفن الإسلامي . يميل الأميري في لوحاته إلى اتباع قاعدة ذهبية في الخطوط التي يمارسها، فهو أولا يشتغل على مادة الحبر ويضيف إليها أربعة ألوان أساسية تمثل علم دولة الإمارات، كما يعنى بالاشتغال على السطح الأبيض للوحة ويضفي عليه مسحة لونية غالبا ما تكون بتدرجات البني . ألف الأميري كتاباً في الخط عبارة عن تمرينات في كتابة خط النسخ كان الهدف منه تعليم الناشئة كيفية التعامل مع الحروف، متبعاً في ذلك قواعد ومعايير كتابة هذا الخط الشائع على نحو واسع بين الخطاطين . يؤمن العميري بأن الخط أداة تواصل ومنجز فني وفكري وهو حاضنة للغة التي تمثل التراث الفكري والحضاري الإسلامي، وللعميري لوحات معروضة في عدد من المتاحف العالمية، واحدة في المتحف التاريخي في سويسرا خط فيها لوحة بعنوان (زايد) وزينها بالزخرفة الإسلامية، ومنها لوحة بعنوان "وبشر الصابرين" في أحد مستشفيات ألمانيا . الخليج الامارتية