2014-03-30 19:53:04 سلطان القاسمي / نصب تذكاري. الشارقة في 30 مارس / وام / أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن الاختلاف في العقائد والاديان والألوان والثقافات بين الشعوب لا يعني أبداً صدام الحضارات ولا صراعها ولا إفناء إحداها للأخرى بل يعني التعارف الذي نص عليه القران الكريم قبل أربعة عشر قرناً من الزمان حيث قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا". جاء ذلك في كلمةٍ لسموه خلال حفل كشف الستار عن النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية – المنطقة العربية 2014 مساء اليوم في الحديقة المقابلة للمدخل الرئيس للمدينة الجامعية في الشارقة ايذانا بانطلاق احتفالات الإمارة بهذا الاستحقاق الكبير بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة. وبعث صاحب السمو حاكم الشارقة عبر كلمته جملة من الرسائل التوجيهية التي ترسخ لمنهج إسلامي وسطي قال فيها أن الحوار هو منهج الخطاب في القران الكريم للمسلمين وغير المسلمين ولم يكن ذلك مجرد نظرية بل طبقها النبي (صلى الله عليه وسلم) في أرض الواقع ومثلت حجر الزاوية في بناء الحضارة الإسلامية. وأشار سموه الى ان حضارة الاسلام بوجه خاص هي حضارة تعارف وليست حضارة نفي او استبعاد وأن نصوص الوحي المقدس الذي صاغ هذه الحضارة وشكل منطلقاتها وحكم تصرفاتها تكرس وحدة الأصل بين الانسانية جمعاء فالناس جميعاً في فلسفة هذه الحضارة أبناء ابٍ واحد وأم واحده والناس جميعاً أخوة متساوون ومعيار التفاضل بينهم معيار واحد هو العمل الصالح المنضبط بضوابط التقوى ومراقبة الله تعالى في كل التصرفات . وأضاف سموه قائلا إن الاسلام دين الصفح والتسامح دين العفو والرحمة وقد خاطب الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" فالغلظة والفظاظة والتشدد كل ذلك ليس من الاسلام في شيء .. مشددا على حقيقة كون الاسلام دين عالمي يفتح أبوابه على مصاريعها لكل عناصر الحب والخير والجمال مهما أختلف مواطنها تعددت مصادرها. وكان الحفل قد بدأ بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة حيث استقبل بالأهازيج والفنون الفلكلورية لعدد من الفرق الشعبية المحلية والعربية والإسلامية الذين قدموا أمام سموه لوحات من الرقصات الشعبية وقد كان في استقبال سموه كل من الشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار بمكتب سمو الحاكم والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس اللجنة التنفيذية للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رئيس مجلس التخطيط العمراني والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والشيخ خالد بن عصام بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء والشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي. كما حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي وزراء دولة الإماراتوأصحاب المعالي وزراء الثقافة في الدول العربية والإسلامية ومعالي الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم (الايسيسكو) وأصحاب السعادة أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رؤساء الدوائر الحكومية وعدد من السادة أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ومدراء عموم الدوائر والمؤسسات والهيئات المحلية والاتحادية ورؤساء المجالس الإدارية للمراكز البحثية والعلمية المحلية والدولية وجمع غفير من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية والفنانين من ممثلين وملحنين ومطربين ونجوم ومشاهير الإعلام العربي ونخبة من المثقفين والنقاد والأدباء. وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإزاحة الستار كاشفا عن اللوح التذكاري لنصب الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية – المنطقة العربية 2014 كما تعرف سموه ومرافقوه من الشيوخ وضيوف الإماراة من أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء المراكز البحثية والعلمية وكبار الشخصيات حضور الحفل على النصب وأجزائه والذي يرتفع عن مستوى سطح الأرض ب 42 مترا وتبلغ مساحة المنصة التي أقيم عليها مشروع النصب التذكاري 650 مترا مربعا وتبلغ مساحة القاعدة التي يرتفع أعلاها عمود النصب 50 مترا مربعا كما ويبلغ القطر السفلي للعمود 3ر3 متر فيما يبلغ القطر العلوي 6ر2 متر وتغطي المنصة ثلاثة أنواع مختلفة من الجرانيت بينما قاعدة العمود مغطاة بالخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية والجرانيت. أما العمود الرئيسي مغطى بالجرانيت الأخضر والشريط الحلزوني الذي يحيط بالعمود مصنوع من الألومنيوم بتشطيبات مختلفة لخلق نوع من التباين لتسهيل قراءة ما كتب عليه من آيات كريمة يصل عددها ل 28 آية من القرآن الكريم تحمل في معناها إجلال العلم والدعوة إلى التعلم وفضل العلماء.. كما يضم الجزء العلوي للنصب التذكاري 12 عمودا يربط بينها 12 قوسا تعلوها قبة ذهبية. والجدير بالذكر أن اختيار منظمة اليونسكو إمارة الشارقة هذا العام إمارة الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية جاء لإنجازاتها العظيمة التي حققتها على مدى أكثر من 30 عاماً خطت فيها الشارقة بخطى متأنية واثقة على نهج قويم خطه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بحكمة من أجل تأصيل الهوية الثقافية العربية الاسلامية فكان التتويج على قدر الانجازات وما يشع من نورٍ ثقافي ومعرفي وعلمي سيظل فخراً لأبناء الامارات العربية المتحدة والأمة العربية والإسلامية جيلاً بعد جيل. جاء اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الاساسية للعواصم الثقافية الاسلامية التي وضعتها. وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الاسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر 2004 نظراً لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف. فالشارقة ذات عراقة تاريخية مدونة وصيت علمي واسع استطاعت من خلاله أن تتبوء مكانة ثقافية بارزة بدولة الامارات العربية المتحدة والمنطقة العربية.. كما أن لها مساهمات متميزة في الثقافة الإسلامية والإنسانية من خلال اهتمام قيادتها الرشيدة بالأعمال العلمية والثقافية والأدبية والفنية لفنانيهاوأدبائها ومثقفيها.. ونظراً لتوفر جامعتين فيها ومراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات والمراكز الأثرية التعليمية كانت قبلة للباحثين والمهتمين في مجالات العلوم والثقافة والمعرفة. ويوجد في الشارقة أيضاً مؤسسات أدبية وفكرية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية للأفراد والجماعات وتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية ومعارض الكتب والرسم والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر إلى جانب اشتهارها بالعديد من المعالم الأثرية والمعمارية الإسلامية والمدارس والمساجد والحدائق العامة ذات الصبغة التاريخية. ووفقاً لتطابق الواقع الثقافي والحضاري الإسلامي لمدينة الشارقة مع جميع المعايير فقد أصبحت الشارقة في دائرة الاختيار للاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014. وبهذه المناسبة ألقى معالي الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الأيسيسكو كلمة بهذه المناسبة جاء فيها // يسعدني أن أتحدث إليكم في الافتتاح الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 ويسعدني في البداية أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على الدعم الكريم الذي يقدمه للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة-ايسيسكو إيمانا منه بالرسالة الحضارية الإنسانية التي تنهض بها في إطار العمل الإسلامي المشترك. إن الاحتفاء بالشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 عن المنطقة العربية يدخل في إطار برنامج الإيسسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمد المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر العاصمة سنة 2004 وجدد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة أذربيحان في سنة 2009. ويتم اختيار عواصم الثقافة الإسلامية طبقاً لمعايير دقيقة يراعي فيها أن تكون العاصمة ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافي تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في بلدها ومنطقتها وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية وأن تتوفر على مراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات ومراكز أثرية تعليمية وأن تتوفر أيضاً على مؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية وإقامة معارض الكتب والفنون التشكيلية والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر. وهذه المعايير جمعيها تتوفر في الشارقة التي ازدهرت وتطورت وزاد تأثيرها وتنامى عطاؤها في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والآداب والفنون والارتقاء بالحياة الإنسانية وذلك بفضل الله تعالى ثم بالسياسة الحكيمة والجهود المتواصلة التي يبذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم هذه الإمارة الجميلة الراقية المزدهرة. ويشرفني أن أغتنم هذه المناسبة لأتوجه بأسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله ورعاه على ما تقدمه الدولة من دعم ومساندة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة منذ إنشائها في سنة 1982 وحتى اليوم و الجهود الخيرة التي تقوم بها هذه الدولة المزدهرة لتعزيز مجالات العمل الاسلامي المشترك داعياً الله سبحانه وتعالى أن يوفق قادتها لما فيه المزيد من التقدم والرقي والازدهار. وقد تلقى صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام حفل تدشين النصب التذكاري إهداء من معالي مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم بهذه المناسبة. / مل . تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/هج/ز م ن وكالة الانباء الاماراتية