القاهرة - جمال الدويري: كشف الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة تفاصيل المشاريع التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية مصر العربية ضمن اتفاقية المظلة التي جرى توقيعها في ابوظبي في 26 اكتوبر/تشرين الأول الماضي والمتضمنة تقديم 9 .4 مليار دولار (34 مليار جنيه) كمنحة لمصر . وقال الجابر خلال مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام الإماراتية والمصرية عقد في القاهرة أمس، إن مساعدة الإمارات لمصر في الظروف التي تمر بها لم تكن وليد لحظة، ولم تكن يوماً مرتبطة بأي شرط أو حالة، فهو دعم تربينا عليه منذ أيام المغفور له، باذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، وسار على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة . وأكد ان توجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في شأن المنحة الإماراتية إلى مصر واضحة وصريحة ولا لبس فيها، فأهم أولوية لدى سموه أن تحقق هذه المبادرات الفائدة القصوى للمواطن المصري، وألا تكون مبادرة صورية، بل أمرنا بالنزول إلى الميدان وزيارة القرى والأرياف وتلمس الاحتياجات . وقال: لأجل تنفيذ ذلك انشأنا مكتباً لتنسيق إدارة المشاريع والشؤون المصرية بفرعين، الأول في أبوظبي والثاني في القاهرة ويقوم المكتبان بإعداد التقارير أولاً بأول وتزويدنا بها، وقمنا لأجل ضمان وسرعة ودقة التنفيذ بتزويد مكتب القاهرة بطاقم من المواطنين للإشراف والمتابعة بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية التي تلعب دوراً كبيراً في مسألة التنفيذ والمتابعة الميدانية لهذه المشاريع . وتحدث الدكتور الجابر عن العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الإمارات ومصر، والتي ثبت على مر الزمن انها مبنية على أسس سليمة وركائز قوية أسس لها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وقال: لمسنا خلال جولاتنا في المدن والقرى المصرية مدى المحبة التي يكنها الشعب المصري للشيخ زايد، وان كل ما نحظى به من حفاوة في مصر هو نتاج ما زرعه، رحمه الله، ونحن أيضاً لا ننسى دور المصريين الذين اسهموا في بناء دولة الإمارات في المجالات التنموية والاجتماعية . عبدالفتاح السيسي ورداً على سؤال عن ارتباط الدعم الإماراتي بترشح المشير عبدالفتاح السيسي لانتخابات رئاسة الجمهورية، قال: لم يكن دعم الإمارات لمصر يوماً مرتبطاً بنظام أو حالة أو شخص أو عشيرة، نحن نقف إلى جانب الشعب المصري منذ زمن بعيد ولم يكن لدينا في أي يوم من الأيام شرط، لأن ما نقدمه هو خالص لمصر وللمواطن المصري، ولا يمكن أن نقف يوماً ضد إرادة الشعب المصري . وأكد أن دعم الإمارات لمصر لم يقترن أبداً بشروط أو حالة معينة وحتى في عهد "الاخوان" كانت مشاريعنا تعمل في مصر، وكان العمل يجري بشكل طبيعي في مستشفى الشيخ زايد، وسفير الإمارات لم يغادر مصر أبداً . وقال إن الظروف والأحداث الكبرى التي مرت بها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية جعلها تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة واستثنائية لم تمر بها من قبل ما جعل قيادة دولة الإمارات تقرر أن تكون طريقة الدعم في هذه المرة استشنائية تصل فوائدها إلى جميع الشرائح ويتلمسها المواطن المصري الفقير بالقرى والأرياف وفي كل مكان . وأكد أن دولة الإمارات تسعى من خلال هذا الدعم إلى مساعدة مصر في استعادة دورها الريادي الكبير والحقيقي الذي كانت تلعبه في المنطقة والعالم، خاصة ان المرحلة مملوءة بالتحديات، وتلمسنا في هذه المرحلة ان مصر اصبحت بحاجة إلى نوع من الطاقة الايجابية الجديدة والمتجددة التي علّمتنا قيادتنا في دولة الإمارات كيف يمكن ان نتحلى بها لمزيد من العمل والانطلاق نحو المستقبل . وذكر الدكتور جابر ان أمن مصر واستقرارها وسلامتها هي أمن واستقرار للمنطقة بأكملها، وعلى الجميع ان يعي ذلك، ويعمل على تحقيقه لأن الفائدة ستعم الجميع . وقال إن تعاملنا مع الحالة المصرية وبهذه السرعة والحرفية والدقة جعلتنا نفيد ونستفيد أيضاً إذ اصبح لدينا هيكلية ادارية قادرة على تنفيذ المشاريع والمهام التي توكل إليها في أي مكان وزمان وبسرعة ودقة كبيرة . الوضع الاقتصادي وحول الوضع الاقتصادي، قال الجابر: إن الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها مصر ليست وليدة الأمس، وكلنا نعلم ان مصر تعاني اوضاعاً اقتصادية صعبة منذ زمن بعيد، ولكن ما حدث في السنوات الثلاث الاخيرة زاد الاوضاع سوءا ودفعنا لأن نتحرك لأجل انقاذها، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تقوم به الحكومة المصرية حالياً والانجازات الكبيرة التي باتت تحققها على غير صعيد . وفي موازاة ذلك أكد الجابر ان مصر لديها طاقات بشرية ومصادر طبيعية من الأعلى والأفضل في العالم، وفيها فرص واعدة كبيرة وهي تحتاج الى اعادة ترتيب لاستغلالها بالشكل الامثل، وهناك العديد من الدول التي تشبه حالتها الحالة المصرية مثل البرازيل والهند وكوريا الجنوبية ولكنها استطاعت ان تخطو إلى الأمام . وأكد أن من أهم اولوياتنا حاليا إعادة إنعاش الاقتصاد المصري، وسيكون بالتأكيد للمشاريع الإماراتية دور في التنمية المستدامة لما ستخلفه من فرص عمل واجواء استثمارية . ولفت الى انه يجب ان نصل الى مرحلة نستطيع معها ان نقول ان مصر وصلت الى مرحلة تستطيع ان تقف مجدداً وان تعود الى معدلات النمو، مشيراً في هذا الاتجاه الى الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبه القطاع الخاص لمواصلة الاستثمار . واكد ان الإمارات تعمل في الجانب الاقتصادي من خلال مسارين الأول توفير الدعم والثاني: جلب الاستثمارات المستدامة سواء الحكومية او القطاع الخاص، ويجب ان نصل بالقطاعات المصرية جميعها لأن تكون مبنية على بيئة جاذبة للاستثمارات، مشيراً إلى أن دولة الإمارات لا تريد ان تتسبب بالركود الاقتصادي من خلال الدعم غير المدروس ولكنها تعمل بالتأكيد من خلال مشاريعها على خلق فرص عمل ونشاط جديد في البلاد، وجعل بيئتها الاستثمارية والاقتصادية والتشريعية جاذبة لرؤوس الأموال والمستثمرين . الطاقة ورداً على سؤال عن مشاريع الطاقة المتجددة والجدوى منها في مصر، أكد الدكتور الجابر ان هذه المشاريع من أهم وانجح المشاريع خاصة واننا في بلد مثل مصر فيه كل مقومات الطاقة المتجددة، فهي تقع على خط الطاقة الشمسية الاعلى كفاءة، الى جانب طاقة المياه، وطاقة الرياح التي تصل إلى اعلى سرعة في منطقة الزعفرانه . وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة اصبحت واحدة من اهم الدول في العالم التي تصدت لقضية الطاقة المتجددة واصبحت تصدر خبراتها في هذا المجال، وهناك الكثير من الدول التي استفادت من تجربة مصدر . مشكلات المستثمرين تحدث الدكتور سلطان الجابر عن المشكلات التي واجهت بعض المستثمرين الإماراتيين، وقال إن العمل يجري حاليا مع الجانب المصري لتذليل الصعاب، وتم حل الاغلبية من المشكلات، مشيراً الى انه بقيت بعض المواضيع العالقة التي لم يتم التوصل الى حلول فيها حتى الآن، مؤكدا انها ليست بالمشكلات التي تخلف عراقيل . واشار في هذا الاتجاه الى الدور الكبير الذي تقوم به سفارة دولة الامارات العربية المتحدة والسفير محمد بن نخيرة الظاهري في هذا الاتجاه . مبادرات سياحية وثقافية وفنية كشف الدكتور سلطان الجابر انه يوجد عدد من المبادرات الجديدة التي تدرسها اللجنة لتنفيذها، ومنها بعض المبادرات المتعلقة بالجانب الفني والثقافي والسياحي في البلاد، وذلك لأجل اعادة مصر إلى ريادتها في هذه المجالات . وقال ان الدور الفني الكبير لمصر لا يخفى على احد، وتدرس اللجنة حاليا بعض المبادرات التي لها علاقة بهذا الشان وسيعلن عنها قريبا . وردا على سؤال عن دراسة الاحتياجات الجديدة لاستحداث مبادرات تتناسب معها، قال: ندرس الاوضاع أولاً بأول، وهناك تنسيق كبير مع القوات المسلحة ولكننا لا نريد ان نتسبب من خلال الدعم من دون دراسة في ركود الاقتصاد، بل نريد ان نحفز القطاعات الاقتصادية للقيام بدورها لأجل عودة الحياة الى طبيعتها كما السابق وتحفيز القطاع الخاص للدخول في هذا المجال لما لذلك من اثر كبير في الوضع الاقتصادي للبلاد . مجلس أمناء رداً على سؤال عن إمكانية رعاية المشاريع الإماراتية وصيانتها بعد انجازها، قال الجابر: فكرنا في هذا الأمر ملياً ووصلنا الى نموذج جديد سنقوم بالعمل من خلاله، وهو تشكيل "مجالس أمناء" لرعاية المدارس والمراكز الصحية وغيرها من المشاريع التي قمنا بانشائها، وستناقش مسألة دعم هذه المجالس مادياً لاحقاً سواء من خلالنا أو من خلال الجانب المصري . مشاريع الدولة التنموية في مصر قال يوسف باصليب مدير المكتب التنسيقي للإشراف على مشاريع الدولة في جمهورية مصر إن دولة الإمارت العربية المتحدة أنجزت عدة مشاريع تنموية في جمهورية مصر خلال الفترة الأخيرة لتلبية احتياجات الافراد والأسر لتقليل نسب البطالة والإسهام في رفع الاقتصاد المصري والاجتماعي والتنموي، لافتاً إلى أن من أهم المشاريع التي تقوم بها حالياً مشروع البرنامج التدريبي المهني الذي وصلت نسبة الانجاز فيه إلى 5%، حيث بدأت الجهة المعنية "وزارة التجارة والاستثمار" بالمشروع في بداية شهر يناير/كانون الثاني من العام الحالي، مضيفاً ان الهدف من المشروع توفير التدريب الصناعي ل100 ألف شخص سنوياً مما سيوفر نحو 50% من احتياجات التدريب المهني في سوق العمل بمجال الصناعة، إضافة إلى انشاء قاعدة بيانات الكترونية وإعداد المناهج المهنية، مؤكداً ان التاريخ المخطط له للانتهاء من المشروع في بداية عام 2015 بتكلفة تقدر ب 7 .35 مليون دولار . وأضاف أن الدولة تعمل حالياً على مشروع تمويل المشاريع الصغيرة في مصر، حيث بدأت بالمشروع بداية شهر ديسمبر/كانون الأول ،2013 بهدف تقديم التمويل المنخفض التكاليف بصفة القرض الطويل المدى لتلبية احتياجات المشروعات الصغيرة، لافتاً إلى أن تمويل المشروع يصل الى 169 ألف مشروع صغير بتكلفة 00_ مليون دولار، مما سيعمل على استحداث نحو 200 ألف فرصة عمل دائمة، أي ما يعادل 5% من نسبة البطالة الحالية في مصر، مؤكداً ان المشروع سيعمل على الحد من الفقر وتأمين موارد رزق للعمال وعائلاتهم، لافتاً إلى أن نسبة الانجاز في المشروع وصلت الى 10% . وأكد ان الدولة تقوم أيضا بمشروع توفير 600 حافلة للنقل العام بتكلفة 6 .93 مليون دولار سعة كل حافلة منها 36 مقعداً و54 وقوفاً، بهدف تغطية 30% من احتياجات برنامج النقل العام في محافظة القاهرة والمساهمة في تخفيف ضغوط الحركة المرورية على شبكة الطرق والحد من حوادث السير، حيث سيستفيد من المشروع 600 ألف راكب يوميا مما سيوفر عليهم 50% من أجرة النقل مقارنة بحافلات القطاع الخاص، إضافة إلى أن هذا المشروع سيعمل على استحداث 400 .2 وظيفة دائمة، لافتاً إلى أن نسب الانجاز بالمشروع 10% ومن المتوقع الانتهاء منه نهاية العام الجاري . الخليج الامارتية