يعرفُ سرطان القولون والمستقيم أيضًا بسرطان الأمعاء الغليظة، وهو من أكثر أنواع السرطانات فتكًا بالإنسان، حيث يأتي في المرتبة الرابعة بعد سرطان الرئة، والثدي، والبروستات، ويبلغ عدد الوفيات به 560000 حالة سنويًّا، وفقًا لإحصائيات الجمعية الأمريكية لأمراض السرطان، ونجد أن معظم المرضى يتفادون الفحص المبكر للقولون، وذلك بسبب الجهل العام بالمرض، وطرق الفحص، أو الخجل من المجتمع، بالحديث عنه، وهنا يتم إلقاء المسؤولية الكاملة على عاتق الأطباء في التوعية من الناحية الطبيّة والعلاجيّة لإزالة الخوف والخجل. يبدأ سرطان القولون على شكل زوائد لحميّة حميدة لمدة تُقدّر ب10 سنوات، وفي هذه الفترة لا يشكو المريض من أي أعراض، أو آلام. وبعد انقضاء هذه المدّة تبدأ بعض هذه الزوائد (5-10%) خصوصًا من النوع Adenoma بالتحوّل إلى خلايا سرطانيّة وتدريجيًّا، تتحوّل إلى ورم سرطانيّ خبيث، ومع مرور الوقت يمكن أن يبدأ الورم بالانتشار خارج جدار القولون، إلى العقد الليمفاويّة، أو إلى أجزاء بعيدة كالكبد مثلاً. إن الخطر الكامن في هذا المرض هو أنه لا يوجد أعراض مبكرة وملحوظة له، حيث تبدأ الأعراض عند ظهور الورم السرطاني؛ ممّا يقلل فرصة الشفاء التام منه، حيث يظهر دمُ بالبراز، وتغيّر مفاجئ بنمط التبرز، وآلام في البطن خصوصًا إذا صاحبها فقر دم، أو هبوط في الوزن. إن أفضل وسيلة على الإطلاق لفحص القولون هو منظار القولون، حيث إن هذا الفحص لا تتجاوز مدته عشرون دقيقة، مع إعطاء المريض جرعة مخففة من المخدّر، حتى لا يشعر المريض بأي مضايقات خلال عملية الفحص، وعن طريقه يتم استئصال الزوائد اللحميّة لمنعها من التحوّل إلى ورم سرطاني. إذا بلغ الشخص -سواء كان رجلاً أو امرأة- عمر الخمسين، فعليه أن يبادر بإجراء الفحص، حيث بيّنت الدراسات أن الزوائد اللَّحميّة قد تزداد نسبتها بشكل كبير بعد سن الخمسين. ونجد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بسرطان القولون، أو الزوائد اللحميّة، أو سرطان الثدي، أو المبيض، أو الرحم، أو البروستاتا، وكذلك الأشخاص المصابين بأمراض التهاب القولون المتقرّح المزمن، فهم معرضون للإصابه بسرطان القولون. ففي هذه الحاله يجب على الشخص إجراء الكشف المبكر بعمر الأربعين سنة تقريبًا، وفي حالة الإصابة السابقة للمريض بزوائد لحمية في القولون، أو أصيب بمرض سرطان القولون، فعلى المريض أن يقوم بإجراء فحص دوري للقولون عن طريق المنظار كل 3 سنوات؛ للتأكّد من عدم معاودة ظهور زوائد لحمية في المستقبل. إن الكشف المبكر عن الزائد اللحمية الحميدة، واستئصالها أولاً بأول يمنع حدوث سرطان القولون، والشفاء التام في أكثر الحالات يكون بنسبة 90% بإذن الله. هوازن العمري - جدة صحيفة المدينة