القدس: تسعى الولاياتالمتحدة الاربعاء الى دفع اسرائيل والفلسطينيين الى العودة الى طاولة المفاوضات على الرغم من تضاؤل الامال في انقاذ عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. ومفاوضات السلام هذه التي يرعاها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في خطر منذ رفضت اسرائيل الافراج عن آخر دفعة من الاسرى الفلسطينيين في 29 من اذار (مارس) الماضي واعلانها مشروع وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة. في المقابل استانفت السلطة الفلسطينية ردا على ذلك مساعيها للانضمام الى مختلف منظمات الاممالمتحدة ومعاهداتها. وعقد ليل الاربعاء الخميس لقاء ثلاثي اسرائيلي فلسطيني اميركي في القدس بحسب ما افادت وسائل الاعلام المحلية. والتقى المبعوث الاميركي مارتين انديك مع وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين ومع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. ولم يتحدث اي مسؤول بعد الاجتماع لكن الموقع الاخباري الاسرائيلي الالكتروني "والا نيوز" نقل عن مصدر قريب من الملف ان فرص نجاح هذه الجهود "ضئيلة جدا". وعبر المتحدث المساعد باسم الادارة الاميركية جوش ارنست عن خيبة امل واشنطن بوصفه الاجراءات التي اتخذها الطرفان في الايام الاخيرة بانها "غير بناءة واحادية الجانب". وقال المتحدث ان الاجراءات ردود انتقامية غير مجدية مؤكدا مع ذلك انه لا تزال هناك فرصة امام الدبلوماسية. واضاف "هناك براينا سبيل للتوصل دبلوماسيا الى طريقة توجد فيها دولة اسرائيل الى جانب دولة فلسطينية". وذكرت زميلته في الخارجية ماري هارف بان على اسرائيل والفلسطينيين ان يتخذا "قرارات صعبة". وقالت المتحدثة الاميركية "لا يمكننا ان نفعل ذلك بدلا منهما. هما من عليهما القيام بذلك" مؤكدة مع ذلك ان عملية السلام ليست في طور الاحتضار. واكد زعيم المعارضة الاسرائيلية ورئيس حزب العمل اسحق هرتزوغ الخميس بان الطرفين يتصرفان كانهما "روضة اطفال" محذرا من مغبة انسحاب واشنطن من رعاية عملية السلام عقب لقاء جمعه بالسفير الاميركي في اسرائيل دان شابيرو. وقال هرتزوغ في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي "هناك ملل عميق من قبل الاميركيين الذين يرغبون بالقول :ايها الاصدقاء، افعلوا ما تريدون واتصلوا بنا عندما تنتهون". وتباحث كيري الاربعاء هاتفيا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب مسؤولين اميركيين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقع مساء الثلاثاء خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية ترأسه في مقره في رام الله، طلبات الانضمام الى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الاممالمتحدة. وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اعلن انه قدم طلبات الانضمام لكنه اكد ان ذلك لا يحول انظار الفلسطينيين عن المفاوضات. وبين هذه النصوص اتفاقيات فيينا حول العلاقات الدولية والاتفاقية حول حقوق الطفل واتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية مكافحة الفساد. واكد الفلسطينيون الاربعاء التزامهم بالمفاوضات. وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي "نأمل في تجدد مساعي جون كيري خلال الايام المقبلة. لا نريد الفشل لجهود كيري، على العكس تماما نريد نجاحها". واضاف ان "القيادة الفلسطينية تؤكد رغبتها في استمرار العملية السياسية وتؤكد انها عملية سياسية جادة ليس فيها احتيال". وتعارض اسرائيل والولاياتالمتحدة المسعى الفلسطيني. ودعا جزء من الائتلاف الحكومي اليميني في اسرائيل نتانياهو الى اتخاذ مبادرة قطع المفاوضات. ونقلت وسائل الاعلام عن نائب وزير الخارجية الاسرائيلية زئيف الكين من حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو قوله ان "هذا اللقاء (الثلاثي) بعد مطلب الفلسطينيين لدى الاممالمتحدة هو اهانة لدولة اسرائيل". واما ليفني فقالت للاذاعة الاسرائيلية ان "قرار الفلسطينيين التوجه الى منظمات الاممالمتحدة ليس مشجعا لكن يجب عدم الاستسلام". من جهتها، دعت الجامعة العربية الى اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية الاسبوع المقبل لبحث مستجدات المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المتعثرة. وحسب الاتفاق الذي توصل اليه وزير الخارجية الاميركي في تموز/يوليو الماضي، فان على الجانب الفلسطيني الامتناع عن التوجه الى الاممالمتحدة خلال تسعة شهور، مقابل ان تفرج اسرائيل عن 104 معتقلين فلسطينيين منذ ما قبل العام 1993. ايلاف