وأشار سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الاستكشافات الأخيرة وعلم التاريخ، تؤكدان أن الدور الذي تمارسه المملكة العربية السعودية حاليًا، الذي ستستمر فيه مستقبلاً، ليس وليدًا مصطنعًا، أو طارئاً على التاريخ بل ينبثق من صلب موقعها الطبيعي كونها وريثة لحقب متلاحقة من الحضارات العظيمة وكونها قبلة أنظار العالم الإسلامي. وأعلن سموه في ختام كلمته أن الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع مؤسسات أخرى مثل جامعة أكسفورد، ستقيم وحدة أبحاث دائمة تسمّى "مركز الجزيرة العربية الخضراء" يكون محور اختصاصها دراسة البيئات الطبيعية والتغيرات المناخية القديمة وعلاقتها بالإنسان الذي تعايش معها أثناء سعيه للتأقلم مع البيئة الطبيعة المتغيّرة. بعد ذلك ألقى نائب رئيس جامعة أكسفورد البروفيسور هيكولاس رومينز ، كلمة أكد فيها أن الجامعة تعتز بالفرصة العظيمة التي أتيحت لها ضمن فريق علمي سعودي دولي للإسهام في استكشاف الآثار في بقعة مهمة من العالم شكلت موطناً للحضارات القديمة، وأسهمت في التاريخ البشري، وأرت الثقافات والمعارف الإنسانية، التي يصعب فهمها دون دراسة متعمقة لذلك الموقع الذي يقع في قلب العالم، ويحظى منذ القدم بأهمية جيوسياسية. كما عرض الدكتور ريك توجس من معهد سميثسونيان، ورقة عمل بعنوان "تغير المناخ والإنسان"، وأبرز البروفيسور مايكل بتراقليا منسق المؤتمر ورئيس فريق جامعة أكسفورد في مشروع " الجزيرة العربية الخضراء" التعاون البحثي المشترك بين الهيئة العامة للسياحة والآثار، وجامعة أكسفورد، ضمن فريق مشروع الجزيرة العربية الخضراء، والذي بدأت دراساته الأولى عام 2009م، وتم تجديدها لسنوات خمس يتم فيها تنفيذ أعمال التنقيبات والدراسات الميدانية ضمن منظومة الفرق العلمية السعودية الدولية العاملة على المشروع اعتباراً من عام 2012 و حتى 2017، مبدياً سعادته وفريق جامعة أكسفورد لإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في دراسة العمق التاريخي للجزيرة العربية وتعاقب الحضارات التي عاشت وتكونت على أرض الجزيرة العربية على مر العصور. حضر الافتتاح صاحب السمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالله رئيس القسم السياسي بسفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة ومعالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير بن عبد الحفيظ نواب وعلماء آثار وبيئة من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية وعدد من دول العالم. يذكر أن جدول أعمال مؤتمر الجزيرة العربية الخضراء، الذي يستمر ثلاثة أيام ويناقش العلاقة بين التاريخ البشري والتغير المناخي في الجزيرة العربية يتضمن عقد أربع جلسات عمل يتحدث فيها علماء آثار وبيئة من المملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية، وفرنسا، وجنوب أفريقيا، والمغرب، والولايات المتحدةالأمريكية، وإيطاليا، وأستراليا، وأيرلندا، والسويد، وألمانيا. // انتهى // 21:43 ت م فتح سريع وكالة الانباء السعودية