قررت "إسرائيل" إلغاء الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى الفلسطينيين التي كانت مقررة في إطار مفاوضات السلام، وفق ما أفاد مصدر قريب من المفاوضات . وأوضح المصدر أن رئيسة الوفد "الإسرائيلي" المفاوض تسيبي ليفني أبلغت نظيرها الفلسطيني رفض "إسرائيل" الوفاء بتعهدها الإفراج عن 26 أسيراً بسبب طلب السلطة الفلسطينية الانضمام إلى 15 اتفاقية ومعاهدة دولية في الأممالمتحدة . وقال البيت الأبيض إن تأخر "إسرائيل" في الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين يخلق تحديات لكن حوار الشرق الأوسط يبقى مفتوحاً . ولم يستطع جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض تأكيد إلغاء "إسرائيل" الإفراج عن الدفعة الرابعة . وعقد ليل الأربعاء الخميس لقاء ثلاثي "إسرائيلي" فلسطيني أمريكي في القدس بحسب ما أفادت وسائل الإعلام المحلية . والتقى المبعوث الأمريكي مارتين انديك مع وزيرة القضاء "الإسرائيلية" تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين ومع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات . وأكد مسؤول فلسطيني كبير رفض الكشف عن اسمه، أمس، أن اللقاء "ركز على ضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من الدفعة الرابعة" . وأضاف انه "تم إبلاغ الجانبين ("الإسرائيلي" والأمريكي) بأن التوقيع على الانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية قضية انتهت ولا رجعة عنها" . وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، من أن المفاوضات "الإسرائيلية" الفلسطينية تمر "بلحظة حرجة" . وقال للصحفيين في الجزائر إن المفاوضين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" والأمريكيين حققوا تقدماً خلال لقاء في القدس استمر حتى الساعة الرابعة (1،00 تغ)، لكن "هناك هوة يجب ردمها بسرعة" . وأضاف "نحن بوضوح في لحظة حرجة"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الحوار يبقى مفتوحاً" . في المقابل استأنفت السلطة الفلسطينية رداً على ذلك مساعيها للانضمام إلى مختلف منظمات الأممالمتحدة ومعاهداتها . من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية أن "الكرة الآن في ملعب "إسرائيل" ومطلوب منها أن تفرج عن الأسرى" . واتهم رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نتنياهو باختيار ائتلافه الحكومي على حساب العملية السياسية، رافضاً الربط بين قضية الإفراج عن بولارد المسجون لدى الولاياتالمتحدة جوناثان بولارد والدفعة الرابعة من الأسرى . وقال إن "قضية بولارد شأن أمريكي وليست شأناً فلسطينياً وأسرانا ليسوا بمقايضة مع بولارد" . وعبر المتحدث المساعد باسم الإدارة الأمريكية غوش ارنست عن خيبة أمل واشنطن بوصفه الإجراءات التي اتخذها الطرفان في الأيام الأخيرة بأنها "غير بناءة وأحادية الجانب" . وقال المتحدث إن الإجراءات ردود انتقامية غير مجدية مؤكداً مع ذلك انه لا تزال هناك فرصة أمام الدبلوماسية . وأضاف "هناك برأينا سبيل للتوصل دبلوماسياً إلى طريقة توجد فيها "إسرائيل" إلى جانب دولة فلسطينية" . وقال زعيم المعارضة "الإسرائيلية" ورئيس حزب العمل اسحق هرتزوغ، أمس، إن الطرفين يتصرفان كأنهما "روضة أطفال" محذراً من مغبة انسحاب واشنطن من رعاية "عملية السلام" عقب لقاء جمعه بالسفير الأمريكي في "إسرائيل" دان شابيرو . ودعا جزء من الائتلاف الحكومي في "إسرائيل" نتنياهو إلى اتخاذ مبادرة قطع المفاوضات . ونقلت وسائل الإعلام عن نائب وزير الخارجية "الإسرائيلية" زئيف الكين من حزب "ليكود" الذي يتزعمه نتنياهو قوله إن "هذا اللقاء (الثلاثي) بعد مطلب الفلسطينيين لدى الأممالمتحدة هو إهانة ل "إسرائيل"" . وأما ليفني فقالت للإذاعة "الإسرائيلية" إن "قرار الفلسطينيين التوجه إلى منظمات الأممالمتحدة ليس مشجعاً لكن يجب عدم الاستسلام" . (أ .ف .ب) الخليج الامارتية