الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين... وبعد،،، أخرج الإمام مالك في الموطأ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا مَا َمَسَكْتُمْ بهِمَا: كِتَابَ اللَّهِ، وَسُنَّةَ نَبيِّهِ)، «أخرجه مالك». إنَّ السنةَ النبويَة المشرفةَ -على صاحبها أفضلُ الصلاة والسلام- هي الأصل الثاني من أصول الأحكام الشرعية، فهي والقرآنُ الكريمُ متلازمانِ، لا ينفك أحدُهما عن الآخرِ، فقد جاءت السنةُ النبويةُ المطهرةُ شارحةً للقرآنِ الكريم ومبينةً له: تفصلُ مجملَهُ، وتوضحُ مشكلَهُ، وتقيدُ مطلقه، وتخصصُ عامه، وقد تأتي بحكمٍ زائدٍ عن القرآنِ الكريمِ، وهي في ذلك كله واجبةُ الاتباعِ كالقرآنِ الكريم. قال تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة النحل، الآية 44». وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، «سورة النساء، الآية 59». وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)، «سورة الحشر، الآية 7». ... المزيد الاتحاد الاماراتية