وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمراً تنفيذياً يسمح بإمكانية فرض عقوبات على جنوب السودان تشمل حظر إصدار تأشيرات وتجميد أصول أفراد وهيئات ذات صلة بالصراع المسلح في البلاد، بينما نفت الأممالمتحدة قيام بعثتها بتسليح متمردين على حكومة الرئيس سلفا كير . وقال مسؤولون بالبيت الأبيض مساء أمس الأول إن خطوة توقيع الأمر التنفيذي تعكس شعور الإدارة الأمريكية بالإحباط إزاء عدم إحراز تقدم لإنهاء أعمال العنف المندلعة منذ ثلاثة أشهر في جنوب السودان . ويأتي هذا التطور بعد أسبوعين من تحذير الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حكومة جنوب السودان والمتمردين من أنهما قد يتعرضان لعقوبات إذا لم يحرزا تقدماً في مفاوضات السلام بينهما ولم يحترما اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعاه . وأكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان أن المعارك بين الجانبين تهدد بتمزيق الدولة الفتية التي أعلنت استقلالها العام 2011 بدعم من الولاياتالمتحدة . ونبه كارني إلى أن "الولاياتالمتحدة لن تبقى مكتوفة اليدين في وقت يعطي المسؤولون عن مستقبل السودان الأولوية لمصالحهم الخاصة على حساب مصالح شعبهم" . وأضاف "على الحكومة السودانية الجنوبية ومتمردي رياك مشار أن يتواصلا فوراً ويحترما عملية السلام"، مؤكداً أن "السودانيين الجنوبيين يدعون إلى السلام" . من جهة أخرى، نفى رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى جنوب السودان مزاعم حول قيام البعثة بتسليح ودعم المتمردين في الصراع مع قوات الحكومة وتأليبهم ضدها . وأكدت لجنة تحقيق أممية رفيعة المستوى أن قافلة سلاح صادرتها الحكومة في ولاية البحيرات بوسط البلاد في مطلع مارس/آذار الماضي لم تكن متجهة إلى المتمردين، ولكن لأفراد حفظ السلام من غانا، حسبما قالت هيلدي جونسون في مؤتمر صحفي في جوبا . وكانت الأسلحة منقولة براً، بخلاف سياسة الأممالمتحدة لنقل كل أسلحة حفظ السلام جواً وبموافقة الحكومة . وبعض الشاحنات في الدورية كانت مصنفة على أنها تحمل مواد بناء وسلعاً عامة . وقالت بعثة الأممالمتحدة إن انتهاك هذه السياسة وقع بطريق الخطأ، ولا توجد نية لمساعدة المتمردين . ودفع اكتشاف الأسلحة حكومة جنوب السودان إلى إصدار أوامرها بإخضاع كل حافلات وكالات المساعدات الإنسانية ووكالات الأممالمتحدة للتفتيش الأمني . ويدعو أكثر من ألف شخص تظاهروا في جوبا جونسون إلى الاستقالة . ونفت جونسون أيضا مزاعم الحكومة بأن الأممالمتحدة وفرت المأوى للجنود المتمردين فى بعض قواعدها، حيث حاول عشرات الآلاف الذين يفرون من القتال العثور على مأوى . وقالت جونسون إن الأممالمتحدة "ملتزمة بحماية أى مدنى يسعى للجوء فى مقراتها بما فى ذلك عناصر من جانبي الصراع" . (وكالات) الخليج الامارتية