أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، أنه يتعين على أوروبا أن «لا تتهاون»، لأن الوضع يبقى «متوترا جدا» في أوكرانيا من دون «تراجع حقيقي للتصعيد» من جانب روسيا، وقال رئيس وزراء أوكرانيا، أرسني ياتسينيوك، أمس، ل«رويترز»، إن حكومة كييف ستتمسك بإجراءات تقشف لا تحظى بشعبية، كثمن للاستقلال في الوقت الذي تصعد فيه روسيا ضغوطها على أوكرانيا، لزعزعة استقرارها بما في ذلك زيادة أسعار الغاز. وتفصيلاً، قال هيغ، قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أثينا، إن سحب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية «لم يكن إلا رمزيا». وأضاف أن «الوضع يبقى خطيرا جدا، متوترا جداً، لم نلاحظ تراجعا حقيقيا للتصعيد من جانب روسيا، وبالتالي فإنه يتعين على أوروبا ألا تتهاون». وأوضح هيغ أن «الوقت الآن ليس لعقوبات المرحلة الثالثة» أي العقوبات الاقتصادية، «إنما يجب أن تكون جاهزة» للتطبيق ضد روسيا إذا تفاقمت الأزمة. وأضاف نظيره الهولندي، فرانك تيمرمانس «ينبغي ألا نترك أنفسنا نخاف من روسيا، وأن نبقي على استراتيجيتنا». وأوضح أنه «يجب أن نبحث في أفضل طريقة لمساعدة أوكرانيا». في السياق نفسه، تحدث ياتسينيوك، في حوار ل«رويترز»، بغضب وتحدٍ عن العلاقات مع روسيا، وصوّر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم باعتباره جزءا من خطة أوسع نطاقا ينفذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإعادة فرض السيطرة على الجمهوريات، التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وقال «لا تربطنا أي علاقات في الوقت الحالي». وأضاف «وهذه هي المشكلة الأساسية، أشرنا مرات عدة إلى أن أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع روسيا، وعندما مددنا يدنا لروسيا للمصافحة مدت يدها بالبندقية». ومع فشل المجتمع الدولي في إيجاد سبيل، لتصحيح ما يصفه بأنه «الجريمة الدولية»، التي ارتكبتها روسيا بالاستيلاء على القرم، يقر ياتسينيوك بأنه من الصعب للغاية الآن استعادة الاراضي «في ظل الوجود الروسي القائم». وقال «أريد ان أكون واضحا تماما في أننا لن نعترف قط، وكذلك المجتمع الدولي بأسره بضم القرم، وسيأتي الوقت الذي ستستعيد فيه أوكرانيا سيطرتها على القرم، هذا الوقت سيأتي بالتأكيد». وقال إن الدعم الذي يقدمه صندوق النقد الدولي لأوكرانيا «سيمثل خطوة هائلة للأمام». وكان الصندوق قد ألقى بشريان حياة بقيمة تراوح بين 14 و18 مليار دولار لأوكرانيا، مقابل تنفيذ إصلاحات اقتصادية صارمة. وأضاف «سنستعيد الثقة والصدقية لدى المستثمرين الدوليين، وهذه هي خارطة الطريق للساسة في أوكرانيا، بما في ذلك البرلمان الأوكراني لتمرير تشريع عاجل وصارم ولكنه ضروري». وربط ياتسينيوك بين ضم روسيا للقرم، وحرب شنتها روسيا على جمهورية أخرى من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق هي جورجيا، في عام 2008، وأشار إلى تعليق أدلى به يوتين في عام 2005، يفيد بأن أكبر كارثة سياسية شهدها القرن العشرين كانت انهيار الاتحاد السوفييتي. وقال «أكبر كوارث هذا القرن ستكون إعادة بعث الاتحاد السوفييتي، ومن الواضح أن هذا ما يريده الرئيس بوتين. هذه فكرته وهذا هدفه، والمشكلة أن مثل هذه الأفكار بالغة الخطورة تحظى بتأييد أغلبية الشعب الروسي». يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن فيتالي ياروما، الذي يتولى اختصاصات النائب الأول لرئيس وزراء أوكرانيا، قوله إن الحكومة الأوكرانية لا تنوي تخفيض التعاون مع روسيا في مجال التصنيع العسكري إلى حد كبير، لافتاً إلى أن «وقف التعاون مع روسيا سيؤدي إلى إغلاق الكثير من المصانع الأوكرانية، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل في أوكرانيا». الامارات اليوم