شهدت المرحلة الأولى من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد والتي جرت أمس في عشر محافظات هي القاهرةوالإسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية وأسيوط وسوهاج واسوان وشمال وجنوب سيناء، إقبالاً كبيراً من جانب الناخبين في ضوء الانقسام بين مؤيد ومعارض الذي يسود الشارع المصري. ورغم تمديد اللجنة العليا المشرفة على الاستفتاء تمديد عمل لجان الاقتراع أربع ساعات إضافية لتغلق أبوابها في الحادية عشر مساءً بدلاً من السابعة، إلا طوابير الناخبين الطويلة كانت السمة السائدة في جميع المحافظات العشر. وأرجع القائمون على عملية الاقتراع زحام الناخبين إلى إجراء الاقتراع على يوم واحد بدلا من يومين، كما حدث في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فضلاً عن دمج عدد من لجان الاقتراع في لجنة واحدة يصل عدد الناخبين فيها إلى نحو خمسة آلاف ناخبا لمواجهة العجز في عدد القضاة نتيجة رفض الكثير منهم الإشراف على الاستفتاء. وتركزت شكاوى الكثير من الناخبين في جميع المحافظات في بطء عمليات التصويت من ناحية، ورفض القضاة الاستجابة لطلب الناخبين في إظهار هويتهم الشخصية التي تثبت انهم قضاة.ومن المقرر بدء عملية فرز الأصوات فور إغلاق الصناديق مباشرة داخل اللجان الفرعية وإعلان نتيجة كل لجنة، لكن لن يتم إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء إلا بعد الانتهاء من المرحلة الثانية يوم "السبت" المقبل. وأعلنت وزارة الصحة أن عدد الإصابات نتيجة الزحام في الاستفتاء بالقاهرة وبقية المحافظات امس بلغت 7 حالات. وقال الدكتور أحمد عمر المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، إن من بين الإصابات حالة بالإسكندرية، وحالة بالقاهرة أصيبت بأزمة صدرية، وحالة بالشرقية، وحالتين بالدقهلية، وحالتين بالغربية. وأكدت اللجنة العليا للانتخابات أنها تلقت ما يفيد أن اللجان الانتخابية أدت عملها بنسبة مئة في المئة في استقبال المواطنين الذين يباشرون عملية الإدلاء بأصواتهم. وأدلى الرئيس محمد مرسي بصوته بلجنة مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين، واطمأن على سير عمل اللجنة وقوبل بعاصفة من التصفيق والهتافات من قبل المواطنين الذي اصطفوا للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء. وتفقد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء عدد من اللجان الانتخابية للاطمئنان على سير عملية الاستفتاء. وأكد أن الحكومة حرصت على توفير جميع الإمكانات لخروج عملية الاستفتاء بسهولة ويسر وانتظام. وأكد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق صدقي صبحي، أن الجيش المصري سيظل دائماً جيش الشعب، مشيراً إلى أن ذلك تجلى بوضوح خلال ثورة 25 يناير، عندما تولى مسئولية تأمين وحماية البلاد خلال تلك الفترة الحرجة.وأوضح صدقي - خلال تفقده لجان الاستفتاء بالقاهرة - أن الجيش دائماً يحرص على المشاركة في تأمين إبداء الرأي وأي عملية من شأنها دعم الديمقراطية، مشدداً على أن دور القوات المسلحة والشرطة المدنية يتوقف عند حد حماية اللجان من الخارج وتأمين المنشآت الحيوية، بالإضافة إلى توفير الأجواء الآمنة للناخبين كافة حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم وسط أجواء مستقرة. وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية انتظام الخدمات الأمنية بجميع لجان الاستفتاء بالمحافظات العشر، وأن عناصر التأمين المكونة من قوات نظامية ومباحثية وأمن مركزي انتشرت مبكراً بمقار خدمتها لتأمين 176 لجنة عامة و4930 مركزاً انتخابياً و6724 لجنة فرعية بالمحافظات العشر. وواجه المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون عاصفة من الاحتجاجات أثناء دخوله لجنته الانتخابية للإدلاء بصوته في لجنة مدرسة طابا في مدينة نصر، وكان الهتاف الجماعي للناخبين في مواجهته "يسقط يسقط حكم المرشد". فيما رددت سيدات من الناخبات الهتافات العدائية ضد جماعة الإخوان واتهمن الجماعة بإحراق مصر. وأكد المستشار هشام رؤوف مساعد وزير العدل لشؤون الديوان العام رئيس غرفة عمليات وزارة العدل أن معظم لجان الاقتراع في الاستفتاء بدأت أعمالها في موعدها المقرر في الثامنة صباحاً، عدا بعض اللجان التي تأخر العمل فيها قرابة الساعة ونصف الساعة فقط. وأوضح أن تأخر بعض لجان الاقتراع عن العمل، مرجعه تكدس الطرق وتأخر المواصلات المؤدية لتلك اللجان، على نحو تسبب في تأخر وصول بعض القضاة وفتح اللجان، مشدداً على أن لجان الاقتراع كافة على مستوى المحافظات العشر، قد اكتمل عملها تماما في الساعة التاسعة ونصف صباحاً بنسبة 100 في المئة ولا توجد أي اضطرابات. وقال إن غرفة عمليات وزارة العدل تلقت شكويين من مواطنين في الإسكندرية، مفادهما أن لجنتين من لجان الاقتراع تدار بمعرفة أناس من غير القضاة، مشيراً إلى أنه تولى بنفسه التحقيق في الشكوتين على وجه السرعة، وتبين عدم صحتهما، مشدداً على أن أن كافة لجان الاقتراع يترأسها ويديرها القضاة فقط دون غيرهم. ... المزيد