انتقدت روسيا، أمس، تصريحات الدول الغربية بشأن تحميل الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤولية تنامي «الإرهاب» في بلاده، ووصفتها ب«غير المقبولة» على الإطلاق، فيما اتهم نشطاء بالمعارضة السورية مجدداً قوات الأسد باستخدام غاز سام في معارك حي جوبر. وتفصيلاً، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تصريحات الدول الغربية بشأن تحميل الرئيس السوري مسؤولية تنامي «الإرهاب» في بلاده ب«غير المقبولة» على الإطلاق. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف، قوله في مؤتمر صحافي أمس، في ختام اجتماع وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة، إن «تفشي الإرهاب في سورية بلغ حجماً لا يسمح لشركائنا الغربيين بالتمسك بذريعة تقول إن الأسد نفسه بسياسته يسهم في تنامي الإرهاب». ووصف «هذا الموقف بغير المقبول إطلاقاً، نظراً إلى جميع القرارات التي تم اتخاذها في مجلس الأمن الدولي، والتي تطالب بعدم تبرير الإرهاب تحت أي ذريعة». وألمح وزير الخارجية الروسي إلى أن الغرب وقف مع من يمارس «الإرهاب» في أوكرانيا، ولفت إلى أن سورية وأوكرانيا شهدتا محاولة لتغيير النظام بالطرق المختلفة، مضيفاً أن المحاولة التي بُذلت في أوكرانيا حققت النجاح. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد في رسالة شفوية إلى الأسد نقلها رئيس الجمعية الفلسطينية الروسية سيرغي ستيباشين، أن روسيا تدعم سورية في مكافحة «الإرهاب». في الأثناء، اتهم نشطاء بالمعارضة السورية مجدداً قوات الأسد باستخدام غاز سام في الحرب الأهلية في سورية، وعرضوا لقطات لرجل فاقد للوعي، فيما يبدو، يرقد على فراش ويعالجه مسعفون. ويأتي الهجوم الجديد على حي جوبر في العاصمة دمشق بعد أسبوع من ارسال الحكومة السورية خطاباً إلى الأممالمتحدة يزعم أن لديها دليلاً على أن جماعات لمقاتلي المعارضة تخطط لهجوم بغاز سام في المنطقة نفسها. ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من مصداقية اللقطات بسبب القيود الأمنية على التغطية الصحافية في سورية. ونشر نشطاء من المكتب الإعلامي في جوبر الفيديو على موقع «يوتيوب» لرجل يتم إسعافه بأكسجين ومحاقن. وذكر شخص غير ظاهر على الشاشة، أن هجوماً ساماً وقع في جوبر. وفي الأممالمتحدة قالت رئيسة البعثة التي تشرف على عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية، إن سورية قامت بتجميع نحو 40% من ترسانتها من الأسلحة الكيماوية في حاويات لنقلها خارج البلاد وتدميرها، وقالت إنه تم نشر قوافل أمنية للتعامل مع العنف حول مدينة اللاذقية الساحلية. وكان مبعوث سورية لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري حذر من أن الحكومة قد تضطر لتأجيل النقل بسبب الوضع الأمني، وقد لا تفي بمهلة أخرى لنقل مكونات برنامجها للغازات السامة خارج البلاد. وقال الجعفري إن بعض أعضاء المجلس ال15 عطلوا اقتراحاً روسياً لإصدار بيان يعبر عن «التحذير الشديد من جانب المجلس من عواقب هذه الهجمات الإرهابية على ميناء اللاذقية على شحنات المواد الكيماوية». وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إن رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية سيجريد كاج، أبلغت المجلس بأنه تم تجميع المواد السامة في 72 حاوية في ثلاثة مواقع مختلفة. وأبلغت كاج المجلس في جلسة مغلقة لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة السورية دمشق أنه حالما يتم إرسال هذه الحاويات خارج البلاد فإن 90% من مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية يكون قد نقل خارج البلاد لتدميره. وقالت الأممالمتحدة إنه لم يتم منذ 20 من مارس نقل أي مواد كيماوية إلى مدينة اللاذقية لشحنها إلى خاح البلاد لتدميرها، وتم التخلص إلى الآن من نحو 54% من الأسلحة الكيماوية التي أعلنتها سورية. وقال دبلوماسيون إن كاج قالت لمجلس الأمن، إن السلطات السورية كلفت قوات بتوفير الأمن للقوافل في منطقة اللاذقية. وأبلغت كاج مجلس الأمن الدولي بأن السلطات السورية قالت إنها تريد استئناف نقل المواد الكيماوية للاذقية «في الأيام القليلة المقبلة»، وأنه إذا استؤنفت العمليات على الفور فإن الوفاء بالجدول الزمني لنقل الأسلحة الكيماوية من سورية بنهاية أبريل وتدميرها قبل 30 من يونيو لايزال ممكناً. لكن الدبلوماسيين قالوا إنها استدركت بقولها إن الجدول الزمني يواجه تحديات متزايدة. الامارات اليوم