يمكن بموجبه للوكالة استئناف التحقيق بشأن ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية أجرت أبحاثا مرتبطة بالأسلحة النووية. ورغم عدم السماح لفريق الوكالة الدولية بدخول مجمع بارشين العسكري خلال زيارته الخميس الماضي للعاصمة الإيرانية, فإن هيرمان ناكيرتس نائب المدير العام للوكالة وكبير المفتشين الدوليين صرح بأنه تم إحراز بعض التقدم خلال الاجتماع. وقال ناكيرتس للصحفيين في مطار فيينا أجرينا اجتماعات جيدة, وأضاف أنه من المقرر إجراء المزيد من المحادثات مع إيران يوم16 من الشهر المقبل. وقال: نتوقع استكمال النهج المنظم والبدء في تطبيقه بعد ذلك بوقت قصير, مشيرا إلي اتفاق إجرائي يسمح للوكالة باستئناف تحقيقاتها المتعثرة منذ فترة طويلة والخاصة بأبحاث ايرانية مشتبه بها متعلقة بالقنبلة النووية. وكانت الوكالة قد ذكرت قبل الزيارة الأخيرة إنها تأمل في زيارة موقع بارشين, لكن ناكيرتس قال إنها لم تتمكن من زيارة الموقع هذه المرة, لكن ذلك سيكون جزءا من اتفاق. ولم يقدم ناكيرتس المزيد من التفاصيل عما تم إحرازه, لكن كان من بين العقبات الرئيسية في الاجتماعات السابقة طلب إيران الحصول علي وثائق أجهزة المخابرات التي تستند إليها الشكوك المتزايدة للوكالة. ومن بين العقبات الأخري إصرار إيران علي الإعلان عن إغلاق جميع نقاط التحقيق بشأن أي من المجالات فور تلبية مطالب للوكالة الذرية, في الوقت الذي تريد فيه الوكالة إمكان العودة مجددا لمناقشة أي أمر حسب مقتضيات الحال. وفي هذه الأثناء, أعلن حسن تاجيك سفير إيران بالنمسا أنه ليس هناك أي إثباتات من قبل الوكالة الذرية علي عدم سلمية البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن حسن نوايا وصدق إيران في برنامجها النووي السلمي حث الوكالة علي الاجتماع مع طهران, مؤكدا أن كل الأقاويل التي أثيرت حول البرنامج النووي الإيراني كانت مجرد افتراءات بحيث ليس هناك أي إثباتات بشأن عدم سلمية هذا البرنامج وبالتالي فإن الضغوط الأمريكية هي عملية سياسية ليس لها أي اعتبار. وحول تفتيش موقع بارشين العسكري, قال تاجيك إن هذا الموقع يمكن زيارته وفقا لإتفاق يجري بين إيران والوكالة بعيدا عن التسييس, مؤكدا أن زيارة موقع بارشين يجب أن يتزامن مع رفع العقوبات. وفي واشنطن, جاء رد فعل وزارة الخارجية الأمريكية حذرا, إذ قالت إن إيران وضعت العراقيل عدة مرات أمام إحراز تقدم حقيقي. وقال باتريك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إنه بينما نشيد بالوكالة الذرية لما تبذله من جهود نشعر بخيبة الأمل من أن إيران لم تسمح بدخول موقع بارشين الذي قامت بتنظيفه قبل أن تعاود التعاون مع الوكالة. وأضاف فينتريل أن ندرك أن هناك اجتماعا سيعقد بين الجانبين في يناير المقبل, ونأمل في أن تبدأ إيران في التعاون الفوري والحقيقي الذي طال انتظاره. وفي غضون ذلك, شكك محللون في نوايا إيران من إعلانها التعاون مع المفتشين الدوليين. وقال شاشانك جوشي المتخصص في شئون الشرق الأوسط لدي المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية شاهدنا الكثير من البدايات الزائفة وهو ما يتيح مجالا للتشكك. ويريد الدبلوماسيون الغربيون الذين كثيرا ما يتهمون إيران بالمماطلة والسعي لكسب الوقت من طهران تعاونا حقيقيا مع الوكالة الذرية والسماح لها فورا بدخول المواقع ومقابلة المسئولين والاطلاع علي الوثائق التي يحتاجها التحقيق. وفي إطار متصل, قال مايلز بومبر كبير الباحثين لدي مركز جيمس مارتن لدراسات الحد من الانتشار النووي ومقره الولاياتالمتحدة إنه تبدو هذه خطوة إلي الأمام لكن الشيطان يكمن في التفاصيل والأهم هو التنفيذ. وتابع قائلا إنهمن المرجح أن يتشكك كثيرون في واشنطن وإسرائيل في أن هذا الاتفاق المبدئي ليس أكثر من أسلوب للمماطلة من جانب إيران. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي ويهدف إلي توليد الكهرباء, لكن رفضها وقف أنشطة ذات أغراض مدنية وعسكرية في آن واحد وافتقارها إلي الشفافية مع الوكالة الدولية دفع الغرب لتشديد العقوبات علي الجمهورية الاسلامية. ومن جانب آخر أعلنت الداخلية الإيرانية أمس أن انتخابات الرئاسة الحادية عشر ستجري في البلاد يوم14 يونيو المقبل.