الفاتيكان: إختار البابا فرنسيس الحفاظ على مؤسسة الأعمال الدينية (بنك الفاتيكان) الذي شهد فضائح مدوية، وفضل إعتماد حل يزاوج بين المحافظة والإحتراس بدلا من إعتماد حل يقضي بإغلاقه كما طالب البعض.ولدى انتخاب البابا فرنسيس إعتبرت إعادة تنظيم ‘مؤسسة الاعمال الدينية' واحدا من أبرز جوانب إصلاح المؤسسات الفاتيكانية.ويرى كثيرون، وخصوصا في إيطاليا، ان بنك الفاتيكان، الذي إستخدم لتبييض الاموال القذرة، كان رمزا للغموض وتبييض الأموال ومشاركة الفاتيكان الإرادية وغير الإرادية مع بعض المنظمات الإجرامية.وأمس الإثنين أعلن الكرسي الرسولي انه ‘وافق على اقتراح يتعلق بمستقبل مؤسسة الأعمال الدينية، مؤكدا أهمية وظيفتها من أجل مصلحة الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان'.وأضاف ان ‘مؤسسة الأعمال الدينية ستواصل بإحتراس خدمة الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع وتقديم خدماتها المالية المتخصصة لها'. واشاد المتحدث باسم المؤسسة ب'إعتراف كبير' من البابا ب'أهمية مهمة الخدمة التي نقوم بها والعمل الذي اُنجز في الاشهر الإثني عشر الأخيرة'.وكان البابا فرانسيس الذي انتقد هيمنة المال أثار كثيرا من التكهنات حول ‘مؤسسة الأعمال الدينية' التي سميت عن غير وجه حق ‘بنك البابا' فيما لا يعدو كونه في الواقع سوى مؤسسة مالية. وردا على سؤال في تموز/يوليو 2013 أكد البابا انه لم تتوافر لديه فكرة واضحة، وقال ‘لست أعرف كيف ستنتهي مؤسسة الأعمال الدينية. البعض يقول ان من الأفضل على الأرجح ان تكون مصرفا، وآخرون يقولون ان تكون صندوق مساعدة، وكان آخرون يدعون إلى إقفالها. أستمع الى كل هذه الاصوات. لا أعرف'.وتلت هذه التصريحات تصريحات إتسمت بنبرتها الهجومية، وقال امام موظفي مؤسة الأعمال الدينية ان الإدارات ‘ضرورية لكن الى حد ما'. ثم اطلق طرفته الشهيرة ‘القديس بطرس لم يكن لديه حساب مصرفي'. والآن يبدو ان البابا إختار الحل الواقعي الذي يقضي بالحفاظ على المؤسسة تحت إشراف دقيق، مرفق بتنظيم جيد وإدخال تحديث عليها وتطبيق النظم الجديدة في عملها. لذلك بدأ تعديل الإجراءات الإقتصادية في الفاتيكان يثير الإمتعاض.وسيتمكن رئيس مؤسسة الأعمال الدينية، الألماني إرنست فون فرايبرغ، الذي عينه البابا السابق قبل أربعة عشر شهرا، من ‘إكمال خطته' التي ستعرض على مجلس الكرادلة (الثمانية الكبار) وعلى المجلس الإقتصادي الجديد.من جانبه أكد الكاردينال الاُسترالي جورج بل الذي يتولى ادارة أمانة سر (وزارة) الاقتصاد، أهمية ‘إنسجام' الإطار القانوني للفاتيكان ‘مع أفضل التطبيقات على المستوى الدولي'. وباتت اولويات مؤسسة الأعمال الدينية، كما يعددها ماكس هوننبرغ، اولا إنجاز التحليل الذي بدأته شركة ‘برومونتوري' الإستشارية الأمريكية لجميع الحسابات حتى الصيف، وثانيا العمل على إدماج مؤسسة الاعمال الدينية بشكل أفضل مع مختلف كيانات الفاتيكان، وثالثا إدخال تحسينات عملانية.وكان البابا فرنسيس طلب من مختلف الخبراء واللجان الحرص على دراسة تجديد مؤسسة لطختها إتهامات تبييض الأموال القذرة، وخصوصا من قبل المافيا، والفضيحة المدوية التي ترقى الى 1982 لدى إفلاس مصرف ‘بنكو أمبروسيانو' التي إشترك فيها الفاتيكان ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) والمحفل الماسوني.وإستفادت اوساط الجريمة من السرية او من الاسماء المستعارة لتبييض مبالغ ضخمة. لكن ومنذ تموز/يوليو سرع البابا عملية إستعادة المصرف من خلال عزل إثنين من المسؤولين فيه.ومؤسسة الأعمال الدينية هي القناة الإلزامية التي تعبرها أموال المنظمات التابعة للفاتيكان الناشطة في العالم أجمع (مدارس ومستشفيات ومعسكرات لاجئين، الخ). وتستطيع المؤسسات الكاثوليكية والموظفون او الموظفون السابقون في الفاتيكان والسفارات والدبلوماسيون المعتمدون فتح حسابات فيه. وفي كانون الثاني/يناير تحققت شركة ‘برومونتوري' من حسابات 55′ من الزبائن (حوالى 10 الاف). اما حسابات الزبائن التي لا تدخل في هذه الفئات اغلقت. وفي أواخر كانون الاول/ديسمبر 2012 كانت مؤسسة الاعمال الدينية تتولى ادارة حسابات زبائن تبلغ قيمتها 6.3 مليار يورو. أما قيمة ممتلكاتها الصافية فتبلغ 769 مليون يورو. ايلاف